القضايا والمشكلات الخاصة بمقياس القدرة العقلية

اقرأ في هذا المقال


تستعمل أدوات قياس مختلفة ومتعددة لأهداف تقويم كل صنف من أصناف التربية، يتم تطبيقها على فئات التربية الخاصة، وقد وضحت قضايا ومشكلات متنوعة مرتبطة بكل نوع من أدوات القياس أثناء تنفيذها على فئات التربية الخاصة.

مشکلات خاصة في القياس والتقويم في التربية الخاصة

القضايا والمشكلات الخاصة بمقاييس القدرة العقلية تم تطوير عدد من مقاييس القدرة العقلية، وقد طبقت صور باللغة العربية وصور معدلة من بعض تلك المقاييس في بعض البلدان العربية، ومن المحتمل تقسيم تلك المقاييس بناءاً على طريقة تطبيقها إلى مجموعتين مقاييس الذكاء الفردية ومقاييس الذكاء الجمعية.

من أكثر مقاييس الذكاء الفردية شهرة هو مقياس ستانفورد بينيه للذكاء، وكان أول صدور لذلك الاختبار عام (1905) وبينت آخر مراجعة له سنة (1968)، وكان ذلك بإشراف العديد من العلماء، ويطبق في الأعمار من (سنتين إلى 24)، ومن المقاييس الفردية المختلفة للذكاء مجموعة مقاييس وكسلر، وتضمن مقاييس ذكاء في ثلاثة مستويات هي مقياس وكسلر لذكاء الأفراد في الأعمار (6 – 16) سنة، وتبينت آخر مراجعة له سنة (1991).

ومقياس وكسلر لذكاء أفراد ما قبل المدرسة الفئات العمر (4 – 65) سنة، وقد بينت آخر مراجعة لذلك المقياس في سنة (1989) ومقياس وكسلر وهذا المقياس لذكاء الكبار في الأعمار التي تتعدى ال16 سنة، وكانت آخر مراجعة لهذا المقياس في سنة (1981)، كما أنه من المحتمل الإشارة إلى مقياس ذكاء فردي منتشر الاستعمال، هو مقياس مكارثي لقدرات الصغار في سن (2.5 – 18.5) سنة الذي أنتج عام (1972).

ويجب بالذكر هنا أن كل المقاييس التي تم ذكرها تم تقنينها في بيئتها الأصلية على عينات، وتم وصف هذة العينات على أنها طبقية وضمنت أفراداً أو أطفالاً من الأشخاص العاديين في الفترة العمرية لكل من تلك المقاييس، وليس هناك ما يوضح إلى تمثيل الأشخاص غير العاديين في عينات التقنيين، ومن جانب آخر، وبالرغم من الافتراض في كل تلك المقاييس بأنها تعمل على قياس القدرة العقلية.

أو تعمل على قياس ما يطلق عليه بالذكاء العام، إلا أن المصطلح الذي يعرف الذكاء على أساسه متنوع من مقياس إلى مقياس آخر، وقد بينت حركة تطور المقاييس العقلية صدور مقاييس جمعية للذكاء، كان من أهمها، اختبارات كاتل للذكاء المتحررة (1950) ثقافياً، وكان أول صدور له عام (1950)، ويطبق في المرحلة العمرية (4-8) و(8-14) سنة.

ومن المقاييس المختلفة اختبار القدرات المعرفية، وكان أول صدور  له سنه (1954)، ويقع الاختبار في مجموعة مستويات تطبق في فترة رياض الأطفال وحتى نهاية الفترة الثانوية، ومن المقاييس المعرفة التي من الممكن تطبيقها سواء جمعياً أو وفردياً اختبار الرسم المنشئ لقياس النضج العقلي، وقد تم تقنينه في الفترة العمرية (3- 16) سنة في عينات من الأفراد الطبيعيين.

وبمراجعة أدلة تلك الاختبارات وبمراجعة غيرها من الاختبارات الذكاء المقننة المنشورة، نلاحظ تبايناً مشهوداً فيما بينها من جانب تعريف مصطلح الذكاء المعتمد في كل منها، إضافة إلى أننا نلاحظ أن أغلب تلك الاختبارات من النوع المتنوع المستويات في الغالب مقننة في درجات صفية، وينجم عن هذا أن الأفراد من أعمار متنوعة ملتحقون بنفس الصف، وأفراد من نفس العمر راجعون إلى صفوف متنوعة.

ومنذ صدور تلك الاختبارات وصدور تلك المقاييس التي تم ذكرها وغيرها، كانت وسوف تبقى موضع نقد وموضوع تقويم عند عدد من الباحثين وعدد من المختصين، مثال على ذلك كتاب لعالم الذي تناول في كتابه التحيز في القياس العقلي عدداً من القضايا، وعدداً من المناقشات التي يبين عن طريقها عوامل التحيز، الاجتماعية وعوامل التحيز العرقية وعوامل التحيز الاثنية في القياس العقلي.

القضايا والمشكلات الخاصة بمقياس القدرة العقلية

1- قضية عدم الاتفاق على مصطلح واحد تقيسه اختبارات الذكاء المتنوعة

فهل هو مصطلح الذكاء العام الذي بنائاً عليه مقياس ستانفورد بينيه، وتعريفه الذي يرجع إلى القدرة على التكيف مع المشكلات الجديدة، أو هو ما عرفه به العالم وکسلر بأنه الإمكانية الكلية العامة على العمل بفعل مقصود إضافة الى التفكير بصورة عقلانية، وكذلك التفاعل مع البيئة.

2- قضية التحيز الثقافي في فقرات اختبارات الذكاء

إن تلك الاختبارات قد تم تطويرها بناءً على ثقافة الطبقة الوسطى من البيض داخل بعض المجتمعات.

3- قضية تأثر قياس الذكاء بالتحصيل المدرسي

فقد وصفت اختبارات الذكاء بأنها ليست سواء اختبارات استعداد مدرسي، ومن الممكن للفرد المتفحص الفقرات ذلك الاختبارات أن يلاحظ نسبة ارتباط الاستجابة لها بمجموعة معلومات يتلقاها الفرد المفحوص في المدرسة، ومن الأمثلة على الفقرات التالية في مقياس وكسلر لماذا يطفو الزيت على سطح الماء وتسمية أيام الأسبوع واختبارات استدعاء المعاني وغيرها.

4- قضية عدم توفر دلالات صدق لاختبارات الذكاء في بعض فئات التربية الخاصة

فأغلب اختبارات الذكاء تركز مثلاً على العمليات المعرفية، التي يفتقر إليها الأفراد المعوقين عقلياً، ولدى الأشخاص الموهوبين فائض منها، وعند فئة صعوبات التعلم مقدار متوسط إضافة إلى متطلبات الاستجابة  اللفظية تحققت للاختبار قضية نسبة توفر متطلبات تطبيق اختبارات الذكاء، وبشكل خاص الفردية منها بناءً على تعليمات التقنين.

وبناءً على شروطه وبعض تلك الاختبارات اختبار العالم ستانفورد بينيه والعالم وکسلر ومكارثي، على سبيل المثال يحتاج تطبيقها إلى فاحصاً مؤهلاً بدرجة جامعية متخصص في جانب نفسي تربوي ومدرباً على القيام بتطبيق الاختبار والقيام بتصحيحه وتقدير نسبة الاداء عليه ويتم تفسير نتائجه ومن احتياجات التطبيق المعتمد، بناءاً على تعليمات التقنين توفير الظروف الفيزيائية الملائمة من جانب المكان.

ومن جانب الزمان أي التوقيت الملائم والإضاءة والتهوية، وبعداً عن الضجيج وبعداً عن أسباب المقاطعة، وتجنب مثيرات القلق وتجنب أوضاعه وغيرها، والأمور التي تهيء احسن الظروف التي تعطي للفرد المفحوص أن يعبر عن أدائه الصحيح.

5- قضية محددات استخدام اختبارات الذكاء المعروفة مع فئات التربية الخاصة

يوجد العديد من الصعوبات في تطبيق تلك الاختبارات مثقل بالعامل اللفظي، وهذا العامل الذي يفتقر إليه الأفراد المعوقون عقلياً، فلا يستفاد منها عندما يتم قياس الإمكانية العقلية عندهم، إضافة إلى ذلك أن الضبط العصبي والضبط الحركي عند الفرد المعوق عقلياً، لا يمكنه من التحكم في الاستجابة بناءً على التعليمات المقننة، فينجبر خلالها الفرد الفاحص للخروج عن حدود التعليمات.

وضمن ذلك الحدود الزمنية، حتى يتمكن من الحصول على استجابة يستخلص منها تقديراً تقريباً يسترشد، ولكن هذا التقدير لا يبين أدائه الحقيقي، وبالرغم من أن القيام بتعريف حدود الإعاقة العقلية يرجع إلى تحديد درجة الأداء العقلي، كما تتحدث عنه اختبارات الذكاء ما دون انحرافين معياريين عن المستوى المتوسط لفئة عمرية محددة معينة.


شارك المقالة: