اقرأ في هذا المقال
المبادئ العامة في إرشاد ذوي الإعاقة العقلية:
لا يمكن أن يتحقق نجاح الإرشاد إلا في إطار علاقة إرشادية بين المرشد وذو الإعاقة العقلية، ويجب أن يلتزم المرشد بعدد من الاتجاهات الإيجابية والمبادئ الهامة في العمل مع ذوي الإعاقة العقلية.
ومن بين هذه الاتجاهات والمبادئ يجب أن يتقبل المرشد الفرد ذو الإعاقة العقلية، بغض النظر عن مشاكله وظروفه، وأن يساعد الطفل على تقبل ظروفه وتدريبه على تحمل الإحباط.
وأيضاً يجب أن يؤمن المرشد بإن الفرد ذو الإعاقة العقلية لديه القابلية للنمو والتغيير، ويجب أن يسمح لذو الإعاقة العقلية بالمساهمة في تقرير مصيره.
وكما يجب اتخاذ القرارات المتعلقة بشيء من الحذر وبالقدر الذي تسمح به إمكاناته وقدراته، ويجب أن يؤمن المرشد بأهمية الخدمات الاجتماعية في معالجة المشكلات التي يواجهها الفرد ذو الإعاقة العقلية.
ويجب أن يؤمن المرشد بأن الفرد ذو الإعاقة العقلية له الحق في تنمية قدراته واستعداداته إلى أقصى درجة ممكنة بغض النظر عن درجة الإعاقة.
يجب أن يقتنع المرشد بإن قدرة الفرد ذو الإعاقة العقلية محدودة بالنسبة لاحتياجاته المستقبلية، فهو بحاجة إلى من يساعده في التخطيط لمستقبله.
يجب أن يدرك المرشد أن المناقشات الأولية مع ذو الإعاقة العقلية قد تكون صعبة؛ بسبب تجاربه السابقة المبنية على رفض الآخرين له، لذلك يجب على المرشد تشجيعه ودعمه وتعديل مواقفه نحو نفسه وأسرته.
يجب أن يدرك مرشد ذوي الإعاقة العقلية أنه بحاجة إلى الخبرات الناجحة، لزيادة ثقته بنفسه من خلال تقديم الأنشطة التي يستعمل فيها قدراته ومهاراته بنجاح، ويبدأ بالمهام البسيطة التي يستطيع القيام بها.
وبالإضافة إلى وضوح الأسئلة التي يطرحها المرشد، لمساعدة المرشد على الاستفادة من المعلومات التي يجمعها في فهم ذوي الإعاقة العقلية ومساعدتهم.
أثناء جلسات الإرشاد قد يحتاج ذوي الإعاقة العقلية إلى فترة طويلة لتجميع وصياغة إجابتهم؛ يرجع ذلك إلى تدني قدرتهم على التركيز، لذا يجب عدم مقاطعتهم إلا إذا لاحظ المرشد أن سلوكهم بلا هدف.
العوامل المؤثرة في نجاح الإرشاد ذوي الإعاقة العقلية:
1- مستوى الذكاء:
يرتبط نجاح خدمات الإرشاد المقدمة للأفراد ذوي الإعاقة العقلية ارتباطاً مباشراً بمستوى الذكاء أو القدرة العقلية المتبقية لدى الفرد ذو الإعاقة العقلية.
وفي حين أنه كلما زاد معدل الذكاء أو القدرة العقلية المتبقية، كلما كان الإرشاد والعلاج النفسي المقدم أفضل وأكثر قيمة بالنسبة للفرد ذو الإعاقة العقلية.
ففي حين يعتبر الإرشاد للأفراد ذو الإعاقة العقلية لمن يتراوح معدل ذكاؤهم (75- 90) درجة ذا قيمة كبيرة، فإن الإرشاد لمن يكون ذكاؤهم يتراوح ما بين (50- 75) يعتبر ذا قيمة متوسطة.
2- الاتجاه النظري المستخدم في العملية الإرشادية مع ذو الإعاقة العقلية:
دلت بعض نتائج الدراسات على أن الاتجاه الانتقائي في الإرشاد بمعنى استعمال الأسلوب أو النظرية التي تناسب حالة الفرد ذو الإعاقة العقلية ومشكلته دون الالتزام بنظرية معينة في العلاج لمثل هذه الحالات.
ويعد الاتجاه الانتقائي من أكثر الاتجاهات النظرية التي يستخدمها المرشدون في علاج ذوي الإعاقة العقلية.
وفي الدرجة الثانية يأتي الاتجاه النظري المعروف باسم الاتجاه المتركز حول العميل (روجرز)، ثم نظرية التعلم والاتجاه التحليلي والاتجاه العقلي والعاطفي هذه هي الاتجاهات التي تستخدم مع الأطفال ذوي الإعاقة العقلية.
3- نوع المشكلات التي يعاني منها ذوي الإعاقة العقلية:
أشارت الدراسة التي أجراها كل من (ماتسون وآخرون) وكذلك (كولير وآخرون) إلى أن درجة حدوث الاضطرابات السلوكية بين الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية أعلى من نسبة حدوثها لدى العاديين.
حيث أن لديهم مشكلات سلوكية وأيضاً تفاعلهم مع الآخرين، احتلت المرتبة الأولى تبعاً لنوع المشكلات التي يعاني منها ذو الإعاقة العقلية.
واضطرابات العلاقات الأسرية لدى ذوي الإعاقة العقلية احتلت المرتبة الثانية، والمرتبة الثالثة التكيف مع حياة المؤسسة لدى ذوي الإعاقة العقلية.
والمرتبة الرابعة الاضطرابات المهنية لدى ذو الإعاقة العقلية، والمرتبة الخامسة الاضطرابات الشخصية لدى ذو الإعاقة العقلية.
4- أساليب الإرشاد والعلاج المستخدم:
أشارت العديد من الدراسة التي قام بها كل من (وودي وبيلي) يحتل الإرشاد الفردي لذوي الإعاقة العقلية المرتبة الأولى في الأهمية من حيث قيمته في الإرشاد والعلاج النفسي لذوي الإعاقة.
وتحتل المرتبة الثانية استعمال الإرشاد الفردي والجمعي معاً لذوي الإعاقة العقلية، أما الإرشاد الجمعي الوحدة فقد احتل المرتبة الثالثة في هذه البحوث.