المجسمات في الخبرة المباشرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تهدف تربية التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تحقيق النمو الكامل المتكامل بما يضمن حاجاتهم، وكذلك قدراتهم إضافة إلى استعداداتهم وما يتلائم مع ظروف كل إعاقة وما يتناسب مع طبيعتها، ويحقق الترابط الاجتماعي لهم مع ذواتهم ومع البيئة التي يقيمون بها.

الخبرة المباشرة لذوي الاحتياجات الخاصة

وتقوم الحواس السليمة الحواس المتبقية عند التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة بأدوار ضرورية في تربيتهم وفي تعليمهم، ومن ثم لن يتحقق هذا إلا عن طريق استعمال مصادر التعلم المختلفة، داخل بيئة المدرسة أو خارجها لتعرف ما يحيط بهم، وحتى يتعرف التلميذ على ما حوله، ويفترض تواجد خبرات تعلم مباشرة.

فالخبرة المباشرة هي عبارة عن خبرات ملموسة حسية تبين الواقع، مما تثري تعلم الطلاب وبشكل خاص الطلاب ذوي الإعاقات، حيث يتواجد بها ممارسة فعلية ويتواجد فيها نشاط إيجابي، ويقوم به الفرد المتعلم ويتم تواجد تلك الخبرات المباشرة عن طريق توظيف الكثير من الوسائل الحقيقية والوسائل المجسمة.

وفي بعض الأحيان يتم إحضارها من البيئة الطبيعية، أو يتم إنتاجها من خامات ومن معطيات بيئة الفرد المتعلم ذاته، فالأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في حاجة كبيرة إلى تعرف خصائص البيئة التي تحيط بهم؛ بهدف مساعدتهم على التكيف مع البيئة التي تحيط بهم، بالإضافة إلى تأكيد الأفراد المتخصصين في جانب التصميم التعليمي على ضرورة احتواء المواد التعليمية التي تعطي الخبرة المباشرة، بتوقف الفرد المتخلف عقلياً عند درجة التفكير البسيط.

واستعمال المصطلحات والمفاهيم الحسية، وكذلك الصور الذهنية والحركية ويظل متوقفاً عند درجة المحسوسات، ولا يصل إلى الدرجة المجردات، وبعد ذلك فهم في حاجة إلى التأكيد على التعلم من خلال العمل ومن خلال الأداء، وتطوير معلومات الفرد المتعلم من خلال الإدراك، وعن طريق تدريب الحواس المرتبطة بالبصر والسمع والتذوق واللمس.

وكذلك يفترض أن يتضمن محتوى البرامج التعليمية، التي يتم توجيهها للفرد الأصم على الخبرات المباشرة التي تكون قريبة من خبراته، بالإضافة إلى الانتباه على تقديم المعلومات المحسوسة، أما الأفراد ذوي الإعاقة البصرية، تتبين حاجتهم في الاهتمام بمصادر التعلم وفي الاهتمام بالمواد التعليمية التي تعتمد على حاسة اللمس، وعلى حاسة السمع لاستيعاب وإدراك الأشياء التي تحيط بهم، فتستعمل المواد التعليمية التي تعطي الخبرة المباشرة مثل الاشياء والمجسمات، وكذلك المواد اللمسية.

مميزات الخبرة المباشرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

1- يعطي خبرة مباشرة للمعلومات وخبرة مباشرة للمفاهيم، التي يتوصل إليها الفرد المتعلم؛ بسبب مجهوده ونتيجة لنشاطه الذاتي، فكثير يكرر الطالب معاني لا يكون لديهم فكرة عن معناها.

2- ما يتعلمه التلميذ بالخبرة المباشرة يظل عالقاً بالذهن فترة زمنية أطول، وبشكل خاص طلاب ذوي الإعاقة العقلية الذين يعانون ضعف بالذاكرة قصيرة المدى إضافة إلى سرعة النسيان.

3- التعلم بالخبرة المباشرة يتيح للطالب النشاط، ويوفر له دور إيجابي، بدلاً من أن يعطيه دور سلبي.

4- التعلم من الخبرة يحبب الطالب في الدراسة، ويقلل من شعوره بالملل واحساسة السأم، وبشكل خاص الطلاب الموهوبين الذين يشعرون بالملل والسأم بشكل سريع من الأنشطة الروتينية، إضافة إلى التغلب على حالة الملل التي تنتاب الفرد الأصم بسرعة خلال عملية التعلم.

5- الخبرة المباشرة تساعد الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة على تطوير القدرة على التفكير، وذلك لأنها تحتاج إلى النشاط وإلى الممارسة، إذ يقوم الفرد المتعلم بالتغلب على جميع المشكلات التي تقابله خلال ممارسته لأحد الأعمال أو أثناء ممارسته لإحدى التجارب.

6- اعتماد الطالب على ذاته في التوصل إلى المخرجات، وفي التوصل إلى الحقائق عن طريق الخبرة ويكون لديه استعداد للتعلم الذاتي، وكذلك مواصلة اكتشاف العالم الذي يحيط به.

7- التعلم من خلال الخبرة المباشرة، يساعد الطالب على الكتاب بعض المهارات عند الطلاب، فيتمكنوا من تركيب أو من فك جهاز معين.

8- التعلم عن طريق الخبرة المباشرة، يعطي الفرصة لمواجهة الفروق الفردية التي تكون بين الأفراد المتعلمين بل بين الأفراد ذوي الإعاقة ذاتها.

جوانب قصور الخبرة المباشرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

على الرغم من أهمية تواجد الخبرات المباشرة للطلاب، إلا أنه لا نستطيع الاتكال عليها خلال عملية التعلم، حيث يوجد أحداث وظروف من الصعب على الطالب التعلم عن طريق الخبرة، فهناك ومواقف يصعب على الأفراد أن يتعلموها من خلال الخبرة المباشرة، مثال على ذلك دراسة الفضاء والكواكب.

ومواقف من الصعب على الفرد المتعلم أن يتعلمها بالخبرة المباشرة، مثال دراسة أعماق المحيطات، وكذلك مواقف التعلم الخطيرة، فيفترض أن نتخذ إجراءات التعلم الآمنة للفرد المتعلم، مثال دراسة تصاعد الأبخرة من التفاعلات الكيميائية في المصانع.

والخبرة المباشرة التي يتفاعل معها الفرد المتعلم في العمل وفي الأداء، تتبين في قاعدة المخروط وتشمل على الخبرات المباشرة الواقعية، وهي الخيرات التي يستخدم فيها الفرد المتعلم أغلب حواسه، وهي ذات فعالية أكثر، فهي بذاته مثل الأشياء الحقيقية، وكذلك الخبرات المعدلة من الواقعية.

فکتيراً لا يستطيع الحصول على الواقعية للفرد المتعلم، لذا تستعمل الوسائل التعليمية التي تدخل مجموعة التعديلات ومجموعة التغييرات فيها مثل المجسمات ومثل النماذج وكذلك العينات، والخبرات الدرامية، فهناك أشياء غير ممكن ممارستها واقعيا مثل الأحداث التاريخية والمواقف التي حصلت ولا يمكن أن تعطى الفرصة للفرد المتعلم أن يعایشها مرة ثانية.

فتستعمل الخبرات الدرامية؛ بهدف تمثيل تلك الأحداث، بالإضافة إلى القيام بتوظيفها في المواقف التعليمية وذلك لإمكانية التركيز على الأفكار الاساسية المهمة.

الوسائل التعليمية التي توفر الخبرة المباشرة لذوي الاحتياجات الخاصة

1- الأشياء الحقيقية

الأشياء هي عبارة عن مجسمات ثلاثية الأبعاد تأتي بكاملها من البيئة، يعني تأتي كما هي في الواقع من دون أي تعديل أو أي تغيير، فمن الممكن أن تكون نباتات أو أن تكون حیوانات أو طيور، ويتفاعل والأشياء بالأداء وبالعمل، فهو يشاهدها ويتفحصها؛ بهدف التعرف على تفاصيلها.

وبهدف اكتساب المعلومات بالشكل الفعال، وفي أغلب الأحيان يكون لها طعم ويكون لها رائحة، وكذلك صوت مما يجعلها غنية جداً بالمثيرات التي يتمكن من أن يدركها الإنسان بعده حواس، وبالتالي فإن فهمها يبقى أثره لفترة زمنية أطول، ويتم بشكل وبصورة أعمق.

وبعد ذلك تزويدهم بخبرات محسومة مباشرة وتزودهم بالأشياء الحقيقية، قد تكون نباتات وقد تكون حیوانات حية، أو جماد مثل الصخور والأجهزة والملابس، ويتميز التدريس بالأشياء الحقيقية بأنها تعطي للطالب فرص البحث وفرص الدراسة عن قرب.

وبشكل خاص إذا تم تكليفه جمع تلك الأشياء الحقيقية من البيئة المحلية التي يقيم فيها، وتسمح للطالب المشاهدة والعرض، وكذلك التركيب والتجريب وتشجيع الطالب على العمل التعاوني عندما يقوموا بتكليف فريق ببرنامج متكامل.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد . 4- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان.


شارك المقالة: