المعالجة بالتنفير في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
كثيراً ما تتشكل على بعض أنواع المحفزات مشکلات كثيرة ومتعددة، فتناول الفرد كميات كبيرة من الحلوی قد يؤدي إلى السمنة، التدخين قد بضر بصحة الإنسان، وتعمل المعالجة بالتنفير على عمل المحفزات منفرة أو على الأقل أن تصبح أقل تعزيزاً للفرد، وذلك بإقرانها بمثيرات أو أحداث منفرة للفرد.
وتشتمل هذه المنفرات عادة على العقاقير المسبة للغثيان والصدمة الكهربائية، وإذا كانت مثل هذه الإجراءات العلاجية تبدو غير مستساغة لدى بعض السلوكيات، فهي مستساغة أكثر من السلوكيات التي تستخدم لمحوها، لقد استخدمت الصدمة الكهربائية بشكل واسع لمعالجة الإدمان على والعقاقير لدى الأفراد.
إلا أن ذلك بدأ يتغير حديثاً نتيجة للجدل العنيف الذي دار حول استخدام هذه الطريقة في العلاج، وعلى أية حال أشار (مارتين وبير) إلى أن الأسباب التي دفعت الباحثان إلى استخدام الصدمة الكهربائية هي إمكانية استخدامها بسهولة مع الأفراد، إمكانية استخدامها في الوقت المحدد مع الأفراد وبصورة مباشرة.
وأيضاً قدرة المريض على التحكم بشدة ومدة الصدمة التي ستستخدم، وقدرة المريض على استخدامها بشكل متكرر في الجلسة الواحدة، وكونها مثيراً منفراً لمعظم الأفرد للسلوكيات غير المرغوبة.
كذلك فهذه الطريقة أثبتت نجاحها وفعاليتها، حيث أخفقت طرق المعالجة الأخرى في تحقيق هذا النجاح، كما هو الحال في معالجة الإيذاء الذاتي مثلاً وفي المعالجة بالصدمة الكهربائية يشاهد المريض المحفز أو يؤدي السلوك الذي يراد تقليله، وعند ذلك يتعرض لصدمة كهربائية عن طريق أقطاب كهربائية توصل بذراعيه أو برجليه.
وبعد ذلك يختفي المعزز وتختفي الصدمة الكهربائية بزوال المعزز غير المرغوب به، أما بالنسبة للعقاقير المسببة للغثيان، فتشتمل على إعطاء الشخص أحد العقاقير التي تحدث الغثيان أو التقيؤ لديه، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، فنجاح الإجراء يعتمد على عوامل مختلفة ومتعددة من أهمها ظروف التعزيز التي تتوافر في بيئة المريض.
فإذا تم تعزيز المريض على السلوك غير المرغوب فيه، فذلك سيحد من فاعلية العلاج، فقوانين الإشراط الإجرائي والإشراط الكلاسيكي لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض، بل هي تتفاعل معاً في أغلب الأحيان.