المكانات والأدوار في الأنثروبولوجيا الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


إن المكانات والأدوار لا توجد إلا في إطار جماعة اجتماعية معينة. وكلمة جماعة لها مدلول خاص في لغة الأنثروبولوجيين الاجتماعيين. فهي تعني مجموعة مشتركة لها وجود دائم، أي مجموعة من الناس تجمعوا معاً حسب مبادئ معترف بها.

المكانات والأدوار في الأنثروبولوجيا الاجتماعية:

هذه المكانات والأدوار لها مصالح وقواعد مشتركة تسمى بالمعايير في لغة الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وهي تحدد حقوق أفراد هذه الجماعة وواجباتهم بالنسبة إلى بعضهم البعض، وبالنسبة لهذه المصالح. ويمكن تسمية المصالـح المشتركة مصالح ملكية، إذا أخذنا الملكية بمعناها الواسع.

وهي مصالح قال عنها ليتش أنها تشمل “ليس فقط المتاع المادي والحقوق في الأرض، ولكن أيضاً الحقوق في الأشخاص والألقاب والمراكز والأسماء والطقوس وأشكال السحر والتكنولوجيا والأغاني والرقصات وغيرها. ففي كثير من المجتمعات البسيطة نجد أن أهم الجماعات المشتركة والمتماسكة هي التي تتكون من أشخاص تربطهم علاقات النسب.

ويمكن في الختام القول بأن علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية يهتمون بدراسة مصطلح البناء الاجتماعي والأجزاء الأساسية المكونة لذلك البناء، والذي يقصد به مجموعة من العلاقات المتنوعة والارتباطات التعاونية ومجموعة القواعد المرتبطة بجانب أو جهة معينة من نواحي حياة هذا المجتمع بشكل عام. فمجموعة العلاقات التي تتعلق بتكوين الأسرة ونظام القرابة وتربية الأطفال وشبكة العلاقات بين الزوجين وبينهما وبين الأولاد، والعلاقات مع الأصهار. كل ذلك يكون ما يسمى نظام الأسرة أو النظام العائلي.

يهتم الباحث الأنثروبولوجي بالطريقة التي يحدد بها المجتمع الأدوار:

ويهتم الباحث الأنثروبولوجي بالطريقة التي يحدد بها المجتمع الأدوار التي يؤديها جميع البشر، وأيضاً نسبب عدم قيامها على أفضل وجه. وتحتوي الأدوار على مسئوليات القادة والأوامر وتقديم الحماية والطاعة الكاملة والتعاون المتبادل وأعطاء الهدايا والجوائز في المناسبات. إلخ. ويذكر مؤلفو كتب المدخل في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا عند شرح مفهوم الدور، معنى كلمة الدور الذي يؤديه الممثل على المسرح لتقريب المقصود من خلال هذا الاستخدام الدارج.

وهذا المعنى يجعل التشبيه مناسباً في هذا المجال. فالحوار وهو توقعات الدور، أي السلوك المرسوم المتوقع أن يؤديه شاغل الدور، وهذا الحوار مكتوب للمثل، لكنه يمكن أن يلقيه بطريقة جيدة أو رديئة، أو قد ينسى الحوار أو بعضاً منه، وقد يهرج، كما قد يقدم للجمهور مفهوماً جديداً عن الشخصية التي يمثلها أو يقدم صورة بعيدة عما يتوقعه الناس منها، بحيث يقابلونه بصيحات الاستهجان بدلاً من التصفيق.

وبنفس الطريقة نبذل جميعاً ما في وسعنا لنقوم بدورنا المتواضع، وعندما تتكون لدى الناس أفكار جديدة عن أداء أدوارهم يتحقق التغير الاجتماعي. والقواعد التي تحدد الأدوار تسمى “توقعات الدور”، أما الضبط الاجتماعي فيشمل جميع درجات الضغط الاجتماعي الذي يهدف إلى حمل الناس على القيام بأدوارهم وفقاً لهذه التوقعات.


شارك المقالة: