بالتأكيد سمع الكثيرون من قبل عن حكايات بعض تلك المنازل المسكونة بالخرافات والمعتقدات الغريبة، وبالطبع قد تكون أخافتهم هذه الحكايات بعض الشيء.
ما هي المنازل المسكونة؟
المنازل المسكونة هي منازل تسكنها الأشباح والأرواح، وقد نشرت تلك المنازل وما حيك حولها من قصص الذعر والرعب في نفوس الكثير من البشر عبر العصور، “عالم الأشباح” ذلك العالم الآخر والذي يؤمن الكثير من الأشخاص في كل عصر وعلى اتساع رقعة الأرض بوجوده، وهو يزخر بالعديد من القصص والحكايات الغريبة، والتي يرددها كل من عاش بتلك المنازل أو بالقرب منها إنه عالم الأشباح، حيث تحوم أرواح الموتى في المنازل المهجورة؛ ليعلنوا استحواذهم وسيطرتهم عليها ومنع أي أحد من الاقتراب منها، ومن يتجرأ ويقترب ويدخلها قد لا يخرج منها، وقد تصيبه لعنة هذه المنازل بقية حياته.
أشهر المنازل المسكونة بالخرافات:
المنازل المسكونة كانت موضوعًا للكثير من القصص والخرافات حول العالم، وكذلك أضحت مادة جاذبة وغنية لأفلام الرعب في السينما العالمية ومحبي تصوير هذه الأماكن، وبصرف النظر عن حقيقة وجود الأشباح فليس باستطاعة أحد أن يجزم بوجودها أو عدمه؛ وذلك بسبب حدوث كثير من الظواهر التي لم يجد لها الإنسان تفسيرًا إلا وجود الأشباح، غير أن هذه القصص والحكايات التي حيكت حول تلك البيوت المسكونة بشكل عام، تكشف للإنسان عن حقيقة الجانب المظلم من مخاوفه، والتي تتمثل في وجود عالم آخر مجهول تمامًا يرانا ولا نراه.
لقد نالت بعض المنازل شهرة كبيرة حول العالم بسبب شيوع أن الأشباح تسكنها، وقد تداخلت الأقاويل حولها وتضاربت، غير أن كل شخص اقترب من تلك المنازل المسكونة أكد وجزم أن شيئًا غير واضح وغير طبيعي يحدث داخلها، سنتتعرف على أكثر المنازل المسكونة شهرة حول العالم، حيث الرعب هناك لا ينتهي.
وعلى الرغم من أن كثيرًا من قصص البيوت التي تسكنها الأرواح الشريرة والأشباح من الممكن أن تكون مجرد خيال بلا حجة منطقية، غير أنه في بعض الحالات يكون بالفعل هناك ظواهر خارجة عن حدود الطبيعة والمنطق لا نجد لها تفسير سوى وجود عالم آخر لا يعلم عنه الإنسان شيئًا.
عالم الأشباح مليء بالرعب والغموض والإثارة، وعلى الرغم من أن هذه الحكايات تثير الذعر في النفوس إلا أنها أيضًا تثير الفضول الذي يدفع الأشخاص لسبر أعماق تلك البيوت الخرافية، وهذا الفضول هو الذي يدفع الناس لمعرفة المزيد عن تلك المنازل التي قُتل فيها أصحابها وظلت مهجورة لأن الناس يعتقدون أن أرواح أصحابها ما زالت تسكنها.
خرافات أشباح منزل بورلي في إنجلترا:
منزل “بورلي” المسكون في إنجلترا وموقع هذا المنزل في “بلدة بورلي الريفية الموجودة بمقاطعة ايسكس بإنجلترا” وتحديدًا يقع بالقرب من كنيسة قديمة تم بناؤها أثناء القرن الثالث عشر، تلك البلدة الريفية الصغيرة هادئة كباقي مثيلاتها من البلدات في الريف الإنجليزي، وليس هناك أي شيء استثنائي أو لافت للنظر، فقط هناك شيء واحد غير طبيعي حول هذه البلدة الصغيرة الوادعة، هذا الشيء بالتأكيد هو منزل بورلي الذي تدور حوله الكثير من القصص الخرافية، والذي حيكت حوله حكايات كثيرة غريبة وتجعل الرعب يدبّ في قلب كل من يسمعها.
تتناقلت الأجيال في بلدة “بورلي” حكاية هذا المنزل المسكون بخرافات الأرواح ليصير، وبكل جدارة أصبح من أشهر البيوت التي تسكنها الأشباح والأرواح في إنجلترا، وقد بدأت الحكاية حين أصر “راعي الأبرشية الجديد هنري بول” على أن يبني بيتًا في أحد الأماكن، والمكان الذي تم اختياره أجمع أهل البلدة على أنه مسكون بالأشباح والأرواح الشريرة، وعلى الرغم من تحذيرات أهل البلدة له أتم بناء منزله ذاك، وبمجرد أن انتهى من بناء المنزل قام بالانتقال إليه مع أسرته، وسرعان ما بدأت الكثير من الأشياء الغريبة بالحدوث داخل هذا المنزل.
من الأمور الغريبة والخرافة العجيبة التي بدأت بالحدوث أصوات خطىً على السلالم صعودًا ونزولًا، وبالتأكيد لم يعرفوا من أين أتت، على الرغم من تفتيشهم للبيت، وقد سُمعت أصوات الأجراس، وأصوات لأشخاص مجهولين يهمسون، كما أن بعض أبناء “هنري بول” رأوا شبحًا لامرأة ترتدي ملابس راهبة، غير أنها سرعان ما اختفت حين حاولوا الحديث إليها، ولم تتوقف هذه الأمور الغريبة عن الحدوث مع كل من سكن المنزل فمع كل ساكن جديد للمنزل تشتد شراسة هذه الأحداث حتى أصبحت قطع الأثاث تتحرك من تلقاء نفسها، وتتكسر النوافذ بالإضافة لأصوات غريبة ومخيفة تتردد داخل المنزل حتى عام ألف وتسعمئة وسبعة وثلاثين.
بعد أن سمع الناس بما يحدث في هذا المنزل، قام أحد العلماء الروحانيين وهو عالم ب”ما وراء الطبيعة” بتشييد مخيم واختار معه أربعين من المتطوعين ليقيموا بالقرب من منزل الأشباح ذاك، وبالفعل قاموا بالتقاط صور لأجسام غريبة تتجول داخل المنزل إلى أن قامت إحدى المتطوعات بالإعلان أنها قد تواصلت روحانيًا مع شبحين أولهما لامرأة تقول إنها راهبة فرنسية تركت الدير وتزوجت أحد الأثرياء الإنجليز الذي قتلها وأخفى جثتها تحت قصره.
أثبتت السجلات القديمة وجود قصر منذ القرن السابع عشر في نفس المكان الذي بُني فيه منزل بورلي فيما بعد، والشبح الآخر كان لرجل غاضب هدد بحرق المنزل في نفس الليلة إلا أنه لم يتم حرقه في نفس الليلة وإنما بعد ذلك بسنة والجدير بالذكر أنه تم العثور تحت هذا المنزل على عظام بشرية تعود لفتاة شابة، ورغم احتراق المنزل واختفاؤه إلا أن القصص والحكايات الخرافية التي دارت حوله لم تختفِ فقد أصبح من أشهر المنازل المسكونة بإنجلترا.
خرافات قصر الماركيز دي لينار بمدريد:
يُعدّ قصر “الماركيز دي لينار” والذي يقع في مدريد أحد أكثر المنازل المسكونة بالأشباح والأرواح شهرة، إذ دارت حول هذا القصر حكايات خرافية عديدة، والتي تؤكد وجود الأشباح فيه، حيث تفتح الأبواب والنوافذ وتغلق بشكل مفاجئ وعنيف، وكما أن الستائر تتحرك واللوحات تسقط، كما روى بعضهم عن وجود أصوات صراخ وعزف موسيقى يصاحبها بكاء طفلة وصراخ امرأة، كما يظهر أحيانًا شبح فتاة وهالات مضيئة تظهر وتختفي فجأة، ويقال أن خرافة هذا الشبح هو شبح ابنة الماركيز من إحدى خادماته والتي قامت زوجته بإغراقها عندما علمت بالأمر؛ لإخفاء الفضيحة مما جعل شبح الفتاة يحوم في القصر، إذ أصبحت روحها سجينة هذا القصر.
خرافة قصر البارون في القاهرة:
قصر البارون بالقاهرة هو واحد من الأماكن التي حيكت حوله الكثير من القصص الخرافية في وجود أشباح وأرواح تسكنه، وقد ظل هذا القصر مهجورًا لمدة كبيرة، ويُعيد بعض الناس السبب في ذلك إلى وفاة زوجة البارون في حادث بهذا القصر، إذ قُتلت على يد شخص مجهول، وقام برميها من أعلى البرج، الأمر الذي جعل روحها هائمة في أنحاء القصر، وقد ادّعى البعض أنهم قد سمعوا أصوات لتحريك أثاث القصر في الليل، كما ادّعى آخرون أنهم شاهدوا بعض أضواء الساحة الخلفية للقصر تُضاء وتُطفأ بشكل مفاجئ، ولعل من أغرب الحكايات والخرافات عن هذا القصر رواية أحد المارة عن مشاهدته لحريق يشتعل في غرفة القصر الرئيسية وانطفائه فجأة.
خرافات متاهة ونشستر:
بداية القصص الخرافية كانت حين أحست زوجة “المليونير أوليفر ونشستر” مالك أكبر المصانع والتي تختص بصنع الأسلحة في القرن التاسع عشر أن بيتها أضحى أحد البيوت المسكونة بالأشباح، إذ أنها تخيلت أن أرواح الأفراد الذين قتلتهم الأسلحة والتي يقوم زوجها بتصنيعها تعيش معها في المنزل، وأنها سوف تنتقم منها، فقامت باستشارة أحد العرافين ليدلها على طريقة تحمي بها نفسها من هذه الأشباح، فنصحها بأن تقوم ببناء غرف إضافية لقصرها حتى تضيع فيه الأشباح، وبالفعل نفذت نصيحته وأمرت بالاستمرار في إضافة غرف وممرات للقصر بلا توقف، على الرغم من أن المعروف عن الأشباح أنها تستطيع اختراق الحواجز وللجدران، وقد استغرق بناء هذه الغرف الإضافية أربعين عامًا، وتمت إضافة الكثير من الغرف والممرات حتى أصبح القصر يشبه المتاهة، وتوفيت سيدة القصر في عام “1922”، غير أن القصر بقي مكانًا مليئًا بحكايات خرافية عن الأشباح والأرواح الشريرة، حتى وإن لم يثبت أحد بالدليل وجود أشباح بهذا القصر.
خرافات فيلا شيكوريل في القاهرة:
فيلا شيكوريل تُعدّ من أشهر المنازل المسكونة بالقصص والحكايات الخرافية في مدينة القاهرة، إذ تعود حكايتها إلى سنة 1972، إذ كان يقطن هذه الفيلا “سلامون شيكوريل” وهو واحد من أفراد عائلة شيكوريل المشهورة، حيث كانت هي العائلة الأشهر في ذلك الوقت لامتلاكها سلسلة محلات كبيرة في وسط البلد، وفي يوم من الأيام اقتحم اللصوص القصر، وقاموا بقتل”سلامون شيكوريل” بإحدى عشرة طعنة، وكما خدروا زوجته وسرقوا الذهب والمجوهرات، وبعد موته بدأت حكايات وخرافات كثيرة تدور حول هذا القصر عن وجود “شبح شيكوريل” الذي مات مقتولًا به، الأمر الذي جعل الجميع يخافه ويخشى سكناه، أو حتى الاقتراب منه فبقي مهجورًا ثلاثين عامًا.
هذه الحكايات والخرافات الغريبة حول تواجد البيوت التي تسكنها الأشباح والأرواح، وكذلك حدوث الظواهر العجيبة، والتي لا يوجد أي تأويل منطقي لها في المنازل المهجورة، والتي حدثت بها جرائم قتل الأمر الذي جعل أرواح القتلى سجينة هذه المنازل، كل هذه الأشياء الغريبة لم يثبت العلم صحة وجودها أو يتعرف على سببها حتى الآن، إلا أن هذه الحكايات ستظل الأجيال تتناقلها حتى وإن لم يتعد بعضها كونها مجرد خيالات وخرافات وأوهام في عقول ساكنيها.