المنهج التاريخي في البحث الاجتماعي في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


المنهج التاريخي في البحث الاجتماعي في علم الاجتماع:

العلاقة بين الماضي والحاضر مهمة إذا كنا بصدد أنماط الحياة السائدة والنظم الاجتماعية، والمستوى الحضاري في كل حقبة من حقب التاريخ، ويعتبر عبدالرحمن ابن خلدون أول من كشف عن أهمية المنهج التاريخي، وتخليصه من الشوائب التي لحقت به.

كما سبق أن أشرنا كذلك يذهب العالم الإيطالي جيوفاني فيكو، إلى أن العلوم يجب أن تتخذ العصر الذي ظهرت فيه الواقعة الاجتماعية، أو الظاهرة كنقطة بداية لدراسة هذه الظاهرة أو الواقعة، كما كان العالم الفونسي سان سيمون، هو أول من قام رابطة بين المنهج التاريخي والمنهج العلمي، فعادة ما يستخدم المنهج التاريخي إذا أراد الباحث أن يحكم على الحاضر في ضوء ما حدث في الماضي، فهو يستخدم في دراسة بعض الظواهر الاجتماعية والنفسية، فيعود الباحث بنظرة إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية وآثارها في حدوث هذه الظاهرة.

كما يدرس سلوك الأحداث في أسرهم قبل انحرافهم، وفي مجتمعهم المحلي، فالتاريخ في هذه الحالة عبارة عن تسجيل واقعي للحوادث وتوضيح لتاريخ الحالة سواء كان المبحوث فرداً أو جماعة أو نظاماً.

وقد تزايد الاهتمام بالتاريخ في عدد كبير من العلوم فالفلاسفة والأدباء، وعلماء النفس مثلهم مثل علماء الاجتماع يستخدمون المدخل التاريخي، ولكن الاجتماعيين يستخدمونه من أجل المساعدة في استبصار المجتمع أو دراسته بإعتباره كائناً متغيراً، وفهم ما تنطوي عليه بناءاته ووظائفه ونموها، والتغيرات التي تطرأ في هذا المجتمع، ويهتم علماء الاجتماع بشكل كبير بالتغير الاجتماعي، حيث أن كل الجماعات والنظم والأنساق تتغير بشكل أو آخر، وبدرجة أو أخرى، وبالتالي فإن الأدوار الاجتماعية وأنماط النظم تقع تحت طائلة التغير وعلى هذا يقول هوايتهيد، إن كل شيء يتضمن في داخله ملامح الماضي وبذور المستقبل.

كما يقول جورج برنارد، أن الماضي لا يكون خلف الجماعة، ولكنه متضمن فيها، ولقد قام بعض العلماء بإسهامات كبيرة في نطاق الأخذ بهذا المنهج، مما جعل البعض الآخر يذهب إلى أن دارسي الاجتماع، وعلماء التاريخ إذا عملوا معاً وفي ترابط وثيق فسوف ينتج عن ذلك تقدم هام في فهم الحياة الاجتماعية، خاصة بعد أن أخذ علماء التاريخ مؤخراً في الابتعاد عن الدراسات الضيقة المحدودة وتحولوا إلى دراسة قضايا وموضوعات أكثر عمومية وهذا الأمر يظهر بوضوح في بعض الدراسات التاريخية في الجامعات.


شارك المقالة: