المنهج التجريبي في علم الاجتماع:
يتضمن المنهج التجريبي كل خطوات المنهج العلمي منهج الاستقراء، الذي يتمثل في عدّة خطوات تبدأ بملاحظة الظواهر وإجراء التجارب، وضع الفروض العلمية، واختبار مدى صحة الفروض، وأخيراً الوصول إلى القوانين العلمية.
ويرجع الفضل في التنبيه إلى أوجست كونت، إلّا أنّه قد قصر استخدامه على الحالات الباثولوجية التي تصيب المجتمع، أمّا اليوم فقد اتسع استخدام هذا المنهج وذلك عن طريق:
1- تاريخ النظم الاجتماعية، والتشريعات والحروب والثورات وغيرها من أوضاع المجتمع التاريخية يمكن أن تكون معيناً لا ينضب للتجارب الاجتماعية.
2- المجتمعات المتخلفة ثقافياً أو المعزولة جغرافيا مثل هذه النماذج يمكن دراستها ومقارنتها بالمجتمعات المتحضرة وبذلك تصبح للتجربة الاجتماعية.
3- اللجوء إلى الميدان الاجتماعي، واجراء تجارب فعلية في نطاق محلي محدود تختار لها عينات تتمثل في فصول دراسية، أو جماعات معينة، أو قرى أو أحياء صغيرة فإذا نجحت هذه التجارب المحدودة يمكن التوسع في تطبيقها على نطاق أوسع.
يمكن تصنيف التجارب العلمية التي يمكن تطبيقها في علم الاجتماع إلى:
1- تجارب صناعية وأخرى طبيعية: فالتجربة الاجتماعية يمكن أن تكون صناعية إذا قام الباحث بالتحكم في جوانب الظاهر وأمكنه تحديدها وضبط عوالمها، ويمكنه أن يعيدها في نفس الظروف وفي أي وقت، ومن أمثلة هذه التجارب في الاجتماع مثلاً إمكانية قياس تأثير برنامج معين على اتجاهات بعض الشباب مثلاً، فيمكن تحديد هذا البرنامج، ويمكن اجراء هذه التجربة باستخدام مجموعة أخرى مماثلة في ظروفها تماماً لنفس مجموعة الشباب التي ستعرض للبرنامج، دون حضور المجموعة الثانية الشبابية جماعة ضابطة لهذا البرنامج.
2- تجارب ذات مدى قصير وأخرى ذات مدى طويل: فهناك بعض التجارب التي تحتاج إلى مدى زمني قصير ﻹجرائها، وهناك تجارب تحتاج إلى مرحلة طويلة من الزمن فمثلاً لو أردنا أن نختبر أثر الدراسة الجامعية على زيادة وعي الطلاب الجامعيين، فإنّنا لا نستطيع ذلك إلّا في مدّة طويلة فإننا لكي نختبر فرضاً من هذا النوع لا بدّ من قياس وعي الطلاب قبل التحاقهم بالجامعة ثمّ بعد الانتهاء من المرحلة الجامعية حتى يتسنى لنا الوصول إلى النتيجة.
3- تجارب تستخدم فيها مجموعة واحدة من الأفراد، وأخرى تستخدم فيها أكثر من مجموعة.