اقرأ في هذا المقال
- الموضوع الأساسي الذي تقوم عليه كل البحوث الأنثروبولوجية
- الخطوط العريضة التي تحدد ميدان الدراسة الأنثروبولوجية
إن استخدام المنهج التجريبى يصعب الاستعانة به في دراسة الكائن البشري وثقافته، لذلك يجب على الأنثروبولوجي أن يستعمل المنهج المقارن بدلاً عنه. فالكون اليوم بما يحتويه من بقايا وآثار نادرة موجودة بشكل متفرق للماضي القديم، هو المحتبر الوحيد الموجود للدراسات الأنثروبولوجية.
الموضوع الأساسي الذي تقوم عليه كل البحوث الأنثروبولوجية:
يرتبط تطور الكائن البشري فيزيقياً والذي هو الموضوع الرئيسي في البحوث الأنثروبولوجية بمجموعة كبيرة من المشكلات، والتي تحتاج كل مجموعة من هذه المشكلات تحسين وسائل ومناهج معرفية وفكرية متطورة ومتخصصة. لهذا تتفرع الأنثروبولوجيا كغيرها من العلوم الثانية إلى أقسام متنوعة. يحتوي كل قسم منها على أحد الميدان الأنثروبولوجية العامة. وهكذا نكون الآن أكثر قدرة على إضاح الموضوع الرئيسي الذى تبنى عليه جميع الدراسات الأنثروبولوجية. وهو إيجاد مجموعة من القوانين التى تنظم نمو وتطور الكائن البشري فيزيقياً وحضارياً.
فما سبب تغير الوحدات الفيزيقية للكائن البشري؟ لماذا توجد أصناف إنسانية متفردة بهذه الدرجة الكبيرة، بالرغم من صنفها المشترك كلها؟ وإذا أن الاختلاف الحضاري واللغوي عند البشر بسبب اختلافات متوارثة فى السلوك، فما هي أسباب تلك الاختلافات الكثيرة والمتنوعة فى اللغات والحضارات؟ ما هو مفهوم الثقافة؟ وكيف تنمو الحضارات؟ ما هو شكل العلاقة التطورية المنظمة بين جميع أشكال السلوك الاجتماعي والحضاري للكائن البشري؟
كيف يتلقى الأشخاص المُثل الحسنة والغايات التي تحددها لهم الحضارات؟ ما هي أوجه الارتباط بين الخضارة والشخصية؟ وبل اشك إن إيجاد حلول لمثل هذه المشكلات يحتاج القيام ببحوث ومقارنات للعديد من الحضارات والثقافات الإنسانية.
الخطوط العريضة التي تحدد ميدان الدراسة الأنثروبولوجية:
يبدو أنه كان من السهل الاتفاق على الملامح الأساسية التي تبين مجلات العلوم الأنثروبولوجية كافة، إلا أنه عندما نصل إلى جوهر تحديد هذا المجال، حتى تظهر الفروقات بين عادات الشعوب المتنوعة، وتراث المناهج العلمية المتعددة. وكلها تخضع للتطور عبر الوقت، فمن الصعب أن تبقى شكل تلك الأقسام في مجتمع محدد على حالها مع الوقت الطويل، فالدراسات الميدانية، والبحوث التحليلية المنهجية تعمل على نمو وتطور تلك الفكرة، وتطور تلك الأقسام.
فمن الممكن أن تزداد من ناحية العدد، وقد تتفاعل فروع مع بعضها، وغيرها يستحدث، وقد تستبعد فروع أخرى، ولذلك لا بد لنا عند عرض فروع الدراسات الأنثروبولوجية الأساسية، لا بد أن نقدم شكل توضيحي مصحوب ببعد زمني لتلك التطورات والتغيرات.