النظرية الاجتماعية السيميائية للغة والترجمة

اقرأ في هذا المقال


تقدم الأدبيات الاجتماعية لمحة حول دراسة النظرية الاجتماعية السيميائية للغة والترجمة وكذلك تقدم مفهوم لسيميائية الترجمة التي تعتبر جزء من دراسات الترجمة.

النظرية الاجتماعية السيميائية للغة والترجمة

النظرية الاجتماعية السيميائية للغة والترجمة تعتزم استكشاف ومناقشة ضرورة وجود نهج اجتماعي سيميولوجي في الترجمة، والأساس النظري لهذا النهج هو نظرية السير هاليداي الاجتماعية السيموتيكية للغة التي يشدد فيها على وحدة النص واللغة والسياق اللغوي أو غير اللغوي.

والبنية الاجتماعية والتي يرى فيها اللغة كنظام فريد من الإشارات مع وظيفة اجتماعية قادرة على التعبير عن المعاني التي يمكن أن تصنعها جميع أنظمة الإشارات الأخرى، وباختصار سيتم محاولة إلقاء بعض الضوء على العلاقة بين الترجمة والسيميائية.

حيث تكمن أهمية النهج الاجتماعي السيميولوجي في الترجمة في إنه يساعد المترجم على فهم المعاني الترابطية والتعليمية للكلمات والجمل وحقيقة أن كل شيء يتعلق بالرسالة له معنى.

الكلمات لا تحدث وحدها بل توجد دائمًا ميزات لغوية أو غير لغوية عندما يستمع الناس، على سبيل المثال للمتحدث الذي يلقي خطابًا، فهم لا يأخذون الرسالة الشفوية فحسب بل يصدرون أيضًا أحكامًا حول المتحدث على أساس معلومات أساسية ومختلف الرموز غير اللغوية.

وهذه الأنواع من الرموز الحاضر في الخطاب الكتابي والشفهي فما هي السيميائية؟ السيميائية هي دراسة العلامات وإنه يهتم بالطرق التي يُمثل بها العالم والآخرين، وهو مسعى بشري، حيث يمكن للبشر التواصل لفظيا أو غير لفظي، ويستخدمون العلامات والرموز والصوت أو الشلل اللغوي لتوصيل رسالة.

وتهتم السيميائية بإنتاج وتفسير المعنى، ومبدأها الأساسي هو أن المعنى يتم تكوينه من خلال نشر الأفعال والأشياء التي تعمل كعلامات فيما يتعلق بعلامات أخرى، وتشكل العلاقات المعقدة المعنى التي يمكن أن توجد بين علامة وأخرى نظام العلامات، وتلك العلاقات مثل المرادفات والترادفات المشتركة والمتضادات والإفراط ويتم نشر في المكان والزمان في عملية إنتاج النص.

يمكن إرجاع النظريات الحالية عن السيميائية إلى مصدرين رئيسيين، الأول هو فرديناند دو سوسور عالم لغوي سويسري حيث كانت علم الأحياء بالنسبة له هي دراسة دور العلامات كجزء من الحياة الاجتماعية، الثاني هو تشارلز ساندرز بيرس وهو فيلسوف كان مجال دراسته رسميًا عقيدة العلامات، وسيتم البدأ مع دو سوسور الذي يعتبر الأب المؤسس للسيميائية.

حيث استخدم مصطلح علم الأحياء السيميائي للرجوع إلى العلم الذي يدرس دور العلامات كجزء من الحياة الاجتماعية، وكان اهتمام دو سوسور باللغة، وهو حدد العلامة اللغوية بأنها ثنائية، واخترع المصطلح اللغوي علامة التي توحد الدال أي الصورة الصوتية أو الكلمة والمدلول أي المفهوم، وركز في عمله على الجوانب اللغوية للإشارات والسيميوزيس.

ويعرف فرديناند دي سوسور السيميائية على أنها من هنا علم النفس العام، وسوف يسميها علم الأحياء السيميائي، ومن شأنه أن يحقق في طبيعة العلامات والقوانين المنظمة لها، ونظرًا لأنه غير موجود بعد لا يمكن للمرء أن يقول على وجه اليقين إنه سيكون موجودًا، لكن لها الحق في الوجود، ومكانًا جاهزًا لها مسبقًا.

وعلم اللغة هو فرع واحد فقط من هذا العلم العام، والقوانين التي سوف تكتشفها السيميائية ستكون قوانين قابلة للتطبيق في علم اللغة، وبالتالي فإن علم اللغة سيكون كذلك مخصصة لمكان محدد بوضوح في مجال المعرفة البشرية، واعتبر دو سوسور اللغة كنظام من الإشارات التي لها معنى بحكم علاقاتها بكل منها آخر.

سيميائية الترجمة

وكجزء من دراسات الترجمة قدمت سيميائية الترجمة نظرة مختلفة لمشاكل قابلية الترجمة، من الأسئلة اللغوية إلى الوظيفة الأوسع لنص الترجمة كأداة ثقافية، علاوة على ذلك يعطي تحليل السيميائية للمترجم الوسائل اللازمة للتعامل مع الإشارات في الترجمات من أي نوع النص، بما في ذلك الخطب السياسية.

ومن ثم فإن تحليل السيميائية هو أحد الخطوات الإجرائية الأولى نحو فهم النص في مجمله ككل، ويسمح بوصف عملية الاتصال المعقدة بين الثقافات وإمكانية ترجمة أنظمة الإشارات، كما يقول رولان بارت الترجمة هي في الأساس مسألة إبداعية ذات مرجعية ذاتية.

من عالم الخطاب والواقع الموضوعي ومن النص والمصدر وتجارب النص والهدف مع المسافة بين الواقع الداخلي والنص الخارجي، وبين التوتر الإبداعي والقيود المتبادلة للكائن الديناميكي مع الكائن المباشر في مختلف المراحل، وتنتقل الترجمة من أولية مشهد الحالة المزاجية الصورة إلى الثانية في رسم بياني لمنظر العقل والاستعارة.

وفي هذه العملية تخلق الترجمة لنفسها المزيد والمزيد من الحرية المرجعية والفضاء الإبداعي أو العقائدي للمناورة في المعاني، وفي مكان آخر يلاحظ السير غورليه أن الترجمة يمكن استيعابها في السيميوزيس، أو نشاط الإشارة بمعنى أن السيميائية تدرس الإرسال وتفسير المعاني التي تتكون من علامة أو أكثر، التي تشبه إلى حد ما القضايا التي تتناولها دراسات الترجمة.

والسير نوث يشدد على أهمية السيميائية للمترجم بقوله أن السيميائية توفر الأدوات النظرية لتحليل الإشارات وعملية الاتصال والسيميائية توسع الأفق التحليلي من الرسالة اللفظية بالمعنى الضيق إلى تعدد الأكواد المستخدمة في الاتصالات مقنعة، وإن التركيز الذي يعطيه على الخطاب المقنع له أهمية خاصة بالنسبة له، حيث يتعامل مع سياسة الإقناع.

وبالمثل ينص رولان بارت على أن شبه الترجمة هي مفهوم متعدد التخصصات معقد، والذي أيضًا يؤثر على تعريف كفاءة المترجم، وبالرجوع إلى فئات جاكوبسون فإنه يحدد المعرفة المطلوبة للمترجم على النحو التالي: يجب أن يكون المترجم المحترف قد تعلم واستوعب عددًا كبيرًا من الجمعيات ومجموعات مع الإشارة إلى اللغة الفردية أي الترجمة بين اللغات.

والأزواج اللغوية أي بين اللغات والترجمة، والتفاعلات بين اللغة وأنظمة الإشارة غير اللفظية أي الترجمة بين السيميائية، وفي الآونة الأخيرة ارتبطت بعض أعماله بالسيميائية، وهو يشيرون إلى ذلك حيث يمكن اعتبار الترجمة الآن بمثابة العملية التي تحول كيانًا سيميائيًا إلى كيان آخر، وفي ظل شروط التكافؤ المعينة المتعلقة بالشفرات السيميائية والعمل الواقعي ومتطلبات التواصل العامة.

علاوة على ذلك فقد ذكروا أربع خطوات يجب أن يقوم بها المترجم في الترجمة السيميائية، وبشكل أساسي:

1- تحديد الهوية.

2- المعلومات.

3- التفسير.

4- تحويل الإشارات.

ومن جانبه يعتبر الترجمة بمثابة نقل عبر النظام في إطار السيميائية الثقافية، ومن ثم فهو يعرّف الترجمة بأنها سلسلة من العمليات أو الإجراءات، ويتم بموجبها كيان سيميائي واحد، وهو مكون وظيفي وعنصر من نظام ثقافي فرعي معين، ويتحول إلى كيان سيميائي آخر، والذي يشكل على الأقل عنصر محتمل لنظام ثقافي فرعي آخر.

بشرط الاحتفاظ ببعض النواة المعلوماتية غير المتغيرة تحت التحول، وعلى أساسها يتم إنشاء علاقة تعرف باسم التكافؤ بين الناتج والكيانات الأولية.


شارك المقالة: