اقرأ في هذا المقال
بدأت هزيمة وتفكك الإمبراطوريّة العثمانيّة (1908-1922) مع العصر الدستوري الثاني وهي لحظة أمل ووعد تأسست مع ثورة الشباب التركي، أعاد الدستور العثماني لعام (1876) وجلب السياسة مُتعددة الأحزاب بنظام انتخابي على مرحلتين (القانون الانتخابي) في ظل البرلمان العثماني.
أعطى الدستور الأمل من خلال تمكين مواطني الإمبراطوريّة من تحديث مؤسسات الدولة، وتجديد قوتها، وتمكينها من السيطرة على قوى خارجيّة، وعد ضمانها للحريات بحل التوترات بين الطوائف وتحويل الإمبراطوريّة إلى مكان أكثر انسجاما، بدلاً من ذلك، أصبحت هذه الفترة قصة صراع الإمبراطوريّة.
أعضاء حركة الأتراك الشباب الذين كانوا قد ذهبوا ذات يوم إلى الأرض أسَّسوا أحزابهم من بينها “لجنة الاتحاد والتقدم”أو”لجنة الاتحاد والترقّي”، و”حزب الحرية والوفاق” وكانت أهم الأحزاب.
على الطرف الآخر من الطيف، كانت هناك أحزاب عرقية تضمنت (Poale Zion)، و (Fatat)، والحركة القوميّة الأرمنيّة التي نظمت تحت الاتحاد الثوري الأرمني.
استفادت النمسا والمجر من الحرب الأهليّة، ضمت البوسنة والهرسك رسميًا في عام (1908)، تمّ إجراء آخر التعدادات العثمانيّة في عام (1914)، على الرّغم من الاصلاحات العسكريّة التي أعادت تشكيل الجيش العثماني الحديث، فقدت الإمبراطوريّة أراضيها في شمال إفريقيا والدوديكانيز في الحرب الإيطاليّة التركيّة (1911) وجميع أراضيها الأوروبية تقريبًا في حروب البلقان (1912-1913).
واجهت الإمبراطوريّة اضطرابات مُستمرة في السنوات التي سبقت الحرب العالميّة الأولى بما في ذلك التقلّب العثماني في عام (1909)، وحادث 31 مارس، وانقلابان آخران في عامي (1912) و (1913).
بدأ تاريخ الإمبراطوريّة العثمانيّة خلال الحرب العالميّة الأولى وهجوم الجيش العثماني على ساحل البحر الأسود الروسي في 29 أكتوبر (1914)، وعقب الهجوم، أعلنت روسيا وحلفاؤها، فرنسا وبريطانيا، الحرب على الدولة العثمانيّة، كان هناك العديد من الانتصارات العثمانيّة الهامة في السنوات الأولى من الحرب، مثل معركة غاليبولي وحصار الكوت.
الإبادة الجماعيّة للأرمن كانت إبادة منهجيّة للحكومة العثمانيّة لمواطنيها الأرمن، قتل ما يقدر بنحو (1.5) مليون شخص، في عام (1915) بدأت الحكومة العثمانيّة في إبادة سكانها من أصل أرمني.
ونُفذّت الإبادة الجماعيّة خلال الحرب العالميّة الأولى وبعدها وكانت على مرحلتين: القتل الجماعي للذكور ذوي القوة الجسديّة عن طريق المذبحة وإخضاع المجندين بالجيش للعمل القسري، ثمّ إبعاد النساء والأطفال وكبارالمسني والعجزة في مسيرات الموت باتجاه الصحراء السوريّة، مدفوعًا بحراسة مرافقة عسكريّة، تمّ حرمان المُرحلين من الطعام والماء وتعرضوا للسرقة والاغتصاب، كما ارتكبت مجازر واسعة النطاق ضد الأقليات اليونانيّة والإشوريّة كجزء من نفس حملة التطهير العرقي.
بدأت الثورة العربيّة في عام (1916) وقلبت المد على العثمانيين على جبهة الشرق الأوسط، حيث بدأ أنّهم كان لهم اليد العليا خلال العامين الأولين من الحرب.
تمّ التوقيع على هدنة مودروس في 30 أكتوبر (1918)، ووضع تقسيم الإمبراطوريّة العثمانيّة بموجب شروط مُعاهدة سيفر سمحت هذه المعاهدة، كما تمّ تصميمها في مؤتمر لندن، للسلطان بالاحتفاظ بمركزه ولقبه.
أدّى احتلال القسطنطينيّة وإزمير إلى تأسيس حركة وطنيّة تركيّة، فازت بحرب الاستقلال التركيّة (1919-1923) بقيادة مصطفى كمال (التي سميت فيما بعد باسم “أتاتورك”)، أُلغيت السلطنة في 1 نوفمبر (1922)، وآخر سلطان كان محمد السادس (حكم 1918-1922) وقد قام بمغادرة البلاد في 17 نوفمبر (1922).
وبعد ذلك تمّ تأسيس جمهوريّة تركيّا في مكانها في 29 أكتوبر (1923) في العاصمة الجديدة أنقرة، وتمّ إلغاء الخلافة في 3 مارس (1924).