الوظيفية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تعتبر دراسات الأنثروبولوجيا الاجتماعية من الدراسات التي تركز على فهم مراحل تكوين المجتمعات البشرية وطبيعتها، كما تركز هذا الدراسات على تفسير العلاقات التي تربط الفرد بمجتمعه، كونه يعتبر كائناً اجتماعياً بالفطرة. وتهتم أيضاً بدراسة كل ما يخص الإنسان سواء (القديم والمتطور).

ما هي الوظيفية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية؟

تقوم الوظيفية في دراسة الشعوب الإنسانية، على المطابقة بين الحياة الاجتماعية والحياة العضوية، حيث من الصعب أن نضع أسئلة تختص بالطبيعة أو بالأصل، قبل تحديد الظاهرات وتفسيرها، وإظهار تأثير العلاقات التي تنشأ بينها، من أجل تحليلها. ويقصد بهذا أن لكلّ ظاهرة اجتماعية وظيفة معينة، تقوم داخل نطاق البنية الاجتماعية لأي مجتمع ما، ولها شكل منتظم وشامل مع الظواهر الثانية الموجودة في هذا المجتمع. ومن دون الهيكل العام للبنية الاجتماعية، لا يتم تحقيق الوجود الوظيفي لأي ظاهرة اجتماعية.

وبناءً على ذلك، تركز الوظيفية الأنثروبولوجية، على معرفة حقيقة النظم الاجتماعية القائمة من دون الرجوع إلى ماضيها، وذلك بسبب عدم وجود سـجلاّت وافية تسجل تاريخ هذه النظم، وتحدد تصوراً دقيقاً عن أبنيتها. ويتحقّق تواصل هذا البناء، عن طريق الحياة الاجتماعية نفسها، لأن أي نسق اجتماعي يخسر طبيعته إذا ما خرج من النظام الاجتماعي الذي ينتمي إليه. فالنظام الاجتماعي لا يُثبت وجوده، إلاّ بين النسق الاجتماعي العام الذي يجب دراسته ميدانياً من أجل تعيين الوظائف التي يقوم بها.

اتجاهات تفسير نشأة الوظيفية في علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية:

هناك اتجاهان أساسيان لفهم نشأة الوظيفية في الدراسات الأنثروبولوجية الاجتماعية هما:

  • الاتجاه الأول: تقوم فكرة هذا الاتجاه على أن الوظيفية تكونت في ظلّ الاستعمار الأوروبي، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، على دول العالم وخاصة الضعيفة منها، بهدف تزويد الأسواق لترويج منتجاته الصناعية المتزايدة في النمو من ناحية، وتزوده بالمواد الخام الأولية لصناعاته المتنوعة من ناحية ثانية. فقد أخضع الاستعمار علم الأنثروبولوجيا في الدراسات العلمية بهدف تحقيق المناخات المناسبة للمطبقين الأساسيين لأهدافه، ومن دون أي خسائر سواء مادية أو بشرية. وذلك من خلال دراسة النظم الاجتماعية الموجودة في المجتمع الذي يراد احتلاله ونهب خيراته، ومعرفة المنزلة التي تأخذها هذه النظم الاجتماعية داخل أفراد ذلك المجتمع، وبذلك معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف عند الدول المراد السيطرة عليها.
  • الاتجاه الثاني: تقوم فكرة هذا الاتجاه على أن الوظيفية في علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية نشأت كردة فعل حول الدراسات التي امتاز بها القرن التاسع عشر والتي تحتوي على أخطاء كثيرة، منها:

1-الاستناد على جمع الحقائق عن مجتمع ما، من خلال رجال الدين أو محبي الرحلات، أو عن طريق الأشخاص المقربين الذين يقيمون في الأماكن المحتلة أو المراد احتلالها.

2- تفسير الدراسات الأنثروبولوجية للظواهر الاجتماعية، من دون ربطها بالظواهر الاجتماعية الثانية المتفاعلة معها.


شارك المقالة: