اقرأ في هذا المقال
لقد تمكنت البحوث والدراسات الاجتماعية أن تقدم لنا معلومات دقيقة عن مجموعة العمليات التي بمساعدتها تنمو الثقافات والحضارات وتنتشرعلى نطاق واسع، كما أعطتنا نظرات حديثة عن فهم مشكلات الشخصية ونموها، ومشكلات تعليم الصغار، ومشكلات الضبط الاجتماعي.
اهتمامات علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية والإثنولوجيا:
اهتم علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية وعلماء الإثنولوجيا بالدور الذي يقوم به الإنسان في المجتمع، وأيضاً بمجالات ارتباط نشأة الشخصية بالتراث الحضاري، وارتباط الثقافة في تكوين المجتمعات، وتحدد معالم تلك المجتمعات والثقافات السائدة فيها، ودور الحضارات في تطور المجتمعات الإنسانية على نطاق واسع، حيث سارت مثل هذه الدراسات كذلك نحو اتخاذ الشكل التعميمي. وذلك وهي تحاول الوصول إلى إجابات عن الكثير من المشكلات مثل: ما طبيعة الدور الذي يصنعه الفرد في مجموعة العمليات الثقافية، كالاختراع والاكتشاف وطرق انتشار ونشر الصفات الثقافية وأيضاً ما هي مجموعة العمليات التي تساعد على نشأة وتطور الثقافة، وما الطرق التي تسعى المجتمعات الإنسانية عن طريقها تكوين الشخصية الثقافية.
وكذلك، ما هي أصناف السلوك التي ترغب بوجودها الثقافة وتعمل على مكافئة الكائن البشري عليها، وأيضاً التي لا ترغب بها؟ وإلى أي حد يمكن أن يبتعد الكائن البشري عن المبادئ الثقافية للسلوك المرغوب؟ وما هي الأجراءات التي تتخذ بحق الكائن البشري الذي يكسر تلك المبادئ.
اهتمامات علماء الأنثروبولوجيا واللغويات:
إن المتخصص بدارسة اللغويات والذي يكون أيضاً متخصص في الأنثروبولوجيا، لا يكون اهتمامه بالمشكلات اللغوية المطلقة مقتصرة عليها فقط، بل إنه يركز اهتمامه أيضاً بمجموعة العلاقات الموجودة بين لغة مجتمع من المجتمعات وبقية نواحي ثقافته. وبذلك يستطيع أن يدرس كمثال: الطريقة التي ترتبط بها لغة مجتمع معين بمكانته أو الوضع الاجتماعي لذلك المجتمع، والرسوم والرموز اللغوية المستعملة في الطقوس والاحتفالات الدينية، وأيضاً دراسة كيف أن الكلام اليومي الاعتيادي يختلف عن تلك الرموز.
وأيضاً مجموعة العمليات التي تنتقل من خلالها اللغة من جيل إلى جيل آخر، فمتخصص دراسة اللغويات وعالم الأنثروبولوجيا يحاول بصورة مختصرة أن يفهم ما هو دور اللغة في المجتمعات الإنسانية، ودورها في تشكيل الأطار العام للحضارات البشرية المتطورة.
