باريتو والتوازن الاجتماعي في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


باريتو والتوازن الاجتماعي في علم الاجتماع:

سرعان ما يقترن اسم فليردو باريتو بفكرة التوازن الاجتماعي، إنّ بسبب مركزية هذه التيمة في أعماله أو بسبب التأثيرات التي ما زال يمارسها على السوسيولوجيا في القرن العشرين، فقد كان باريتو تلميذ ليون والراس الاقتصادي الشهير في لوزان، وأخذ عنه نظريته بخصوص التوازن المأخوذ عن نموذج الميكانيك الكلاسيكي، فقد أظهر أنّ التوازن الاجتماعي قريب من التوازن الذي يسود في الاقتصاد إذا ما أهملنا التوازن الاقتصادي يستند إلى أفعال منطقية وعقلانية، في حين أنّ التوازن الاجتماعي يتضمن أيضاً أفعالاً غير منطقية الأفعال التي لا يوجهها العقل فقط بل دوماً، كما في الفيزياء النيوتينية، يتم الحصول عليه عن طريق إلغاء القوى المتواجهة، ممّا يسمح بالمحافظة على الترادف، بل التناغم في المعنى بين التوازن والنظام من جهة، وعدم التوازن والاضطراب من جهة أخرى.

باريتو واضح حين يقول الاقتصاد الخالص ليس فقط شبيهاً بالميكانيك، إنّه بالتعبير الدقيق نوع من الميكانيك، ومع ذلك هناك اختلاف كبير بين التقاليد الاقتصادية والسوسيولوجية، ففي الاقتصاد سواء من جهة الكلاسيكية الجديدة أم الكنزية، فإنّ النماذج تستند دوماً إلى بعض المعادلات البسيطة التي تحدد توازناً، أمّا في السوسيولوجيا، فإنّ الوضع أكثر تناقضاً ﻷنّ هناك أيضاً مكاناً لنموذج حقيقي لعدم التوازن.

من جهة التوازن، نجد النزعة التطورية والوظيفية، ومن جهة عدم التوازن هناك بالطبع سوسيولوجيا النزاعات، التي أسميها صراعية، وممثلها الرئيسي هو الماركسية، هناك أيضاً، ولو جزئياً على الأقل، النزعة التفاعلية استعمل هذا التعبير بالمعنى المنهجي الخالص معتبراً كمرجع كل نظرية تهدف إلى استنتاج حالة المنظومة من دراسة التفاعلات بين الفاعلين الذين يؤلفونها.

يرى أتباع النظرية الوظيفية مثلهم مثل أتباع التطورية، أن كل نظام اجتماعي يمتلك توجهاً للمحافظة على استقراره الداخلي، لكن بالنسبة للفئة الأولى فإنّ هذا يعزى إلى أربعة مبادئ، وهي كل منظومة اجتماعية هي بنية مكونة جيداً من عناصر، وكل منظومة اجتماعية هي بنية مستتبة، وكل عنصر من المنظومة الاجتماعية يمتلك وظيفة ويساهم في المحافظة على هذه المنظومة، وإنّ سير عمل كل منظومة يستند إلى إجماع أعضائها حول قيم أساسية، والقرابة مع باريتو ليست عارضه.

فمعظم مؤسّسي النزعة الوظيفية كانوا من المشاركين في دروس هندرسون في هارفارد، وكان هذا الأخير قد أدخل باريتو إلى الولايات المتحدة بتخصيص كتب ومقالات ومحاضرات عنه، إضافة إلى ذلك كان يقول إنّ نموذجه مشابه لنموذج باريتو.


شارك المقالة: