يوجد الكثير من المصطلحات والمفاهيم الأنثروبولوجية الأساسية مثل: الأنثروبولوجيا الاجتماعية والأنثروبولوجيا الاقتصادية والمجتمع الكبير والمجتمع المحلي وغيرها.
مصطلح الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
(Social Anthropology) مصطلح يطلق على التراث المهيمن في الأنثروبولوجيا البريطانية، وذلك وفقاً لتأكيد العلماء البريطانيين على مفاهيم مثل: المجتمع، والبناء الاجتماعي، والتنظيم الاجتماعي. ولا شك أن هذه السيطرة لما هو “اجتماعي” ترتبط بمفكري النظرية البنائية الوظيفية أمثال: رادكليف براون وفورتس اللذان اعتمدا هما وغيرهما من علماء الأنثروبولوجيا البريطانيين في عصرهما اعتماداً كبيراً على نظريات دوركايم عن الظواهر الاجتماعية.
وعن الاستقلال الذاتي للمجال الاجتماعي. أما في الأنثروبولوجيا الأمريكية فنلاحظ ف نفس الفترة سيطرة مناظرة لمفهوم الثقافة. ومن المفارقات اللافتة أن مفهوم الثقافة مع أنه كان بمثابة معارضة فكرية للحتمية الاجتماعية البريطانية، إلا أنه قد وقع في مأزق نظرية مماثلة، خاصة إخفاقه في أن يأخذ في الاعتبار الأبعاد التاريخية للنظم الاجتماعية والثقافية، فضلاً عن الميل إلى العزل المصطنع لكل من “الثقافية والمجتمع” كوحدتين للدراسة.
أما في الأنثروبولوجيا الحديثة في الولايات المتحدة فيقتصر أحياناً على استخدام مصطلح الأنثروبولوجيا الاجتماعية للإشارة إلى الدراسة المقارنة للمجتمعـات والثقافة، ف مقابل الميدان الأوسع وهو الأنثروبولوجيا الثقافية التي تضم كفرع داخلها كلا من علم الآثار، والأنثروبولوجيا الفيزيقية، والأنثروبولوجيا اللغوية.
ومع ذلك يميل كثير من الكتاب المحدثين إلى استخدام مصطلح النسق الاجتماعي الثقافي أو الأنثروبولوجيا الاجتماعية الثقافية ليتجنبوا أي إشارة ضمنية إلى الحتمية الثقافية أو الاجتماعية.
مصطلح الأنثروبولوجيا الاقتصادية:
(Economic Anthropology) يركز هذا المجال حالياً على عدد من محاور الاهتمام، كما يتناول بالدراسة الإنتاج والتوزيع والتبادل الودي من منظور مقارن، والوصف الإثنوجرافي لنظم اقتصادية معينة، وتحليل التكوينات الاقتصادية قبل الرأسمالية أو المختلطة، وتحليل النظم الاقتصادية القومية والدولية والعالمية وتأثيرها على المجتمعات الصغيرة الريفية.
ويتمثل أحد العوامل التي عرقلت تطور الأنثروبولوجيا الاقتصادية، الفجوة الإمبيريقية والنظرية الواسعة والتي توجد بين التكوينات الاقتصادية الرأسمالية وقبل الرأسمالية. وقد أدى هذا إلى تعثر تبادل المعرفة بين علمي الاقتصاد والأنثروبولوجيا، وإلى قدر كبير من الجدل النظري داخل الأنثروبولوجيا الاقتصادية حول مدى انطباق أو ملاءمة المفاهيم التي وضعت لتقييم الرأسمالية عندما تستخدم في سياق النظم قبل الرأسمالية أو المختلطة التي يدرسها الأنثروبولوجيون.
لذلك اقتصرت الأنثروبولوجيا الاقتصادية عادة على دراسة الاقتصاد القروي أو القبلي، بالرغم من أن البعض قد يرون أنها يمكن بل ويجب أن تسهم في نظرية مقارنة عامة للتكوينات الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، فإن علم الاقتصاد والتاريخ الاقتصادي ينطلقان فكرياً من التكوين الاقتصادي الرأٍسمالي، ولا يهتمان بالاقتصادات القبلية “البدائية” ولا بتحليل الاقتصادات القروية والإقطاعية لتكوينات انتقالية نحو الرأسمالية.
وحتى ماركس مع اهتمامه النظري بالتكوينات قبل الرأسمالية لم يقدم سوى توجيهات قليلة لتحليلها. ولذلك ثار جدل كبير في الأنثروبولوجيا الماركسية حول كيفية تقييم وتفسير التكوينات قبل الرأسمالية.