نشأة الدعوة العباسية وتأليف الجمعية السرية لها

اقرأ في هذا المقال


تأليف الجمعية السرية للدعوة العباسية:

ابتدأ تأليف هذه الجمعية وعلي بن عبد اللّه بن عباس حي لم يمت بعد، لأنها ابتدأت في أول القرن الثاني وعلي لم يمت إلا سنة (117 هجري)،‏ على قول وسنة (144 هجري) وكان الخليفة من بني أمية إذ ذاك عمر بن عبد العزيز بن مروان، وكانت تتألف من كثير من الدعاة والرؤساء.

قام بجعل للدعوة دعوتان: أحدهما بالكوفة التي اعتبرت نقطة المواصلات، وأقيم فيها ميسرة مولى علي بن عبد اللّه. والثاني بخراسان التي هي محل الدعوة، الحقيقي، ووجه إليه محمد بن خنيس وأبو عكرمة السراج، واختير من الدعاة اثنا عشر نقيباً وهم :

  1. سليمان بن كثير الخزاعي.
  2. لاهز بن قريظ التميمي.
  3. مالك بن الهيثم.
  4. موسى بن كعب.
  5. طلحة بن زريق.
  6. القاسم بن مجاشع‎.
  7. عمرو بن أعين.
  8. أبو داود خالد بن إبراهيم الشيباني
  9. عيسبى بن أعين.
  10. أبوعلى‏ الحروي شبل بن طهمان الحنفي.
  11. قحطبة بن شبيب الطائىي.
  12. عمران بن إسماعيل المعيطي.

وقام باختيار سبعين رجلاً ليكونوا مؤتمرين بأمر هؤلاء، وكتب إليهم محمد بن على كتاباً ليكون لهم مثالاً وسيرة يسيرون بها. وقد ظل رجال الدعوة يشتغلون بها من مفتتح القرن الثاني إلى سنة (132 هجري)، وهي السنة التي تم فيها النجاح وبويع فيها أبو العباس السفاح.

وهذه الفترة تتجزء إلى جزئين متمايزين: الأول عصر الدعوة المحضة الخالية عن استعمال القوة وذلك قبل أن ينضم إلى القوة أبي مسلم الخراساني، وذلك في الوقت الذي كانت الدولة الأموية فيه متماسكة القوى لم ينقسم فيها البيت المالك على نفسه ولم تحصل العصبية القومية بين جند هذه الدولة بخراسان وذلك نحو (27) سنة. والعصر الثاني عصر استعمال القوة مع الدعوة حينما تهيأت الأسباب الداعية إلى ذلك.

نشأة الدعوة العباسية:

كان أهل الدعوة فيه يتحركون إلى كافة البلاد الخراسانية، من ظاهر أفعالهم التجارة وفي داخلهم الدعوة، يأخذون الفرص ثم يعطوا أمرهم إلى القائم بالكوفة وهو يوصله إلى الحميمة أو إلى مكة حيث يجتمع المسلمون لأداء فريضة الحج. وكان ذلك المجتمع أعظم ساتر لأمر الدعاة لأنهم كانوا إذا قفلوا من خراسان سافروا حجاجاً. وكانت إقامة محمد بن علي بالحميمة سبباً آخر في انتظام المواصلات وكتم سرها.

وكان أول ما ظهر من أمرهم بخراسان سنة (102 هجري)،‏ حيث جاء رجل من تميم إلى أمير خراسان سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكيم بن أب العاص الذي يقال له سعيد خذينة، وقال له إن ها هنا قوماً قد ظهر منهم كلام قبيح. فبعث إليهم سعيد فأتى بهم فسألهم : من أنتم؟ قالوا: أناس من التجار؟ قال: فما هذا الذي يحكى عنكم؟ قالوا: لا ندري؟
قال: جئتم دعاة؟ فقالوا: إنّ لنا في أنفسنا وتجارتنا شغلا عن هذا. فسأل من يعرف هؤلاء، فجاء أناس من أهل خراسان جلهم من ربيعة واليمن، فقالوا: نحن نعرفهم وهم علينا إن أتاك منهم شىء تكرهه. فخلى سبيلهم.

وفي سنة (105 هجري)، انضم إلى هذه الجمعية بكير بن ماهان، وهو شيخ عظيم من شيوخ هذه الدولة وكبار دعاتها وكان موسراً فساعد القوم بماله، وصادف أن توفي في ذلك الوقت ميسرة القائم بالكوفة، فأقامه محمد بن علي مقامه فكان هو ربان هذه الدعوة يأتمر الدعاة بأمره ويسيرون في الطريق التي يشرعها لهم.

كان من أول النكبات التي لحقت بهم أنه وشي بجمع من دعساتهم إلى أسد بن عبد الله القسري، أمير خرسان وهو أول شديد قاس فأتى بهم وفيهم أبو عكرمة وأبو محمد الصادق ومحمد بن خنيس وعمار العبادي فقطع أيدي من ظفر به منهم وأرجلهم وصلبهم، وأفلت عمار العبادي حتى أتى الكوفة فأخبر بكين بن ماهان بذلك الخبر المشؤوم، فكتب به إلى محمد بن علي فأجابه (الحمد لله الذي صدق مقالتكم ودعوتكم وقد بقيت منكم قتلى ستقتل)، وقد وقع بعد ذلك عمار العبادي في يد أسد فألحقه بإخوانه.


شارك المقالة: