تعد منطقة سنجان بأنّها أحد المناطق الصينية التي تتمتع بالحكم الذاتي داخل الأراضي الصينية وتعني سنجان باللغة الصينية الحدود الجديدة، ولها اسم أخر والذي يعني إعادة الأراضي إلى موطنها الأصلي، وقد أدى ذلك إلى جعلها منطقة جديدة تتبع إلى الأراضي الصينية وذلك عندما يتم تحريرها، وتقع سنجان في المناطق الشمالية الغربية الصينية، ويعد سكان سنجان معظمهم من المسلمين؛ وذلك كونها تمر بطريق الحرير وعبور التجار المسلمين منها وإقامتهم فيه.
تاريخ سنجان
كان التجار يعبرون عبر طريق الحرير الشمالي وكان يضم عدد من المناطق ومنها دزونغاريا وتاريم وكان يطلق على تلك المنطقة اسم المنطقة الغربية وكان معظم التجار الذين يعبرون منها هم التجارة المسلمون والتجار الهنود والأوروبيون وكان معظم أولئك التجار يقيمون في أراضي خوتان وكاشغار، وفي عام 206 قبل الميلاد بدأت سلالة هان بحكم سنجان وكانت حينها يسكنها الشعب البدوي والذي كان أصله من أراضي منغوليا الحديثة، است حكم سلالة هان فيها حتى عام 220 ميلادي.
في القرن الثاني قبل الميلاد بدأت سلالة هان بتجهيز نفسها للحرب، ففي البداية قام الإمبراطور وو بإرسال المستكشف تشانغ تشيان لاستكشاف الممالك البعيدة في المناطق الغربية وقامت بتشكيل تحالف مع شعب يويزي وذلك من أجل القضاء على التحالف البدوي، ومع استمرار الصراعات تمكن الصينيون من السيطرة على بعض المناطق في مر قانسو وهضبة أوردوس وقاموا بعزل شعوب شيونغنو إلى المناطق الجنوبية وذلك من أجل الوصول إلى المناطق الغربية.
قام الإمبراطور تشانغ تشيان بإرسال مبعوث إلى عدد من المناطق وذلك بعد استمرار عدد من الصراعات بين هان الصين وشيونعنو على سنجان وانتهى الصراع بسيطرة الصين عليها، وفي عام 60 قبل الميلاد قامت هان الصين بتأسيس محمية المناطق الغربية؛ وذلك من أجل الإشراف على المناطق الغربية، بقيت تلك المناطق تحت سيطرة هان الصينية حتى قامت الحروب الأهلية فيها ضد وانغ مانغ والتي قامت في عام 239 ميلادي، وفي عام 91 ميلادي قام الجنرال بان تشاو باستعادة حكمها.
تعرضت سلالة جين الغربية بعد ذلك لعدد من الهجمات، الأمر الذي أدى إلى استسلامها مع بداية القرن الرابع ميلادي، بدأت الممالك قصيرة الأجل بالحكم على مناطق الغرب والشمال الصينية وكانت درجة حكمها مختلفة من منطقة إلى أخرى، تمكنت إمبراطورية وي الشمالية من توحيد الأراضي الشمالية في الصين وفرضت سيطرتها على المناطق الشرقية والجنوبية في سنجان، كما سيطرت على عدد من الولايات في نتوربان وليانغ الشمالية وأراضي قانسو.
مع بداية القرن الخامس ميلادي بدأ خانات الروان والتوبرهون بالدخول إلى أراضي سنجان وتمكنوا خلال دخولهم من إنهاء السيطرة الصينية في أراضي سنجان، وفي القرن السادس ميلادي وقعت سنجان تحت حكم روران وتم بعد ذلك دخول عدد من الشعوب إليها، تولت سلالة تانغ الحكم بعد ذلك وقامت بقيادة عدد من الحملات العسكرية ضد الخانية التركية في المناطق الغربية والوسطى وفي جنوب سنجان، وفي عام 640 ميلادي تم بدء الحملات العسكرية والتي كانت تسعى السيطرة على مملكة كراسهر ومملكة كوتشا.
خلال تلك الفترة كان جنكيز خان يحكم منغوليا وبدأ بالتخطيط بغزو مناطق الغرب، قدمت الدولة الأويغورية بعقد تحالفاً مع المغول في عام 1209 ميلادي واستمر ذلك التحالف لمدة تسعة أعوام، وخلال تلك الحملات تمكن جنكيز خان من تدمير ولاية هاتاي، مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي حكم الأتراك خانات القراخانات ومملكة قوتشو، ومع بداية القرن العاشر ميلادي أصبحت المنطقة تحت حكم الأتراك المسلمين وتم جعل الديانة الإسلامية هي الديانة الرسمية في المنطقة.
في عام 1066 ميلادي سيطر الزعيم يوسف قادر خان على مملكة خوتان البوذية وقد أدى ذلك إلى نشر الإسلام بكافة أراضي المنطقة، تتميز المنطقة بوجود الإسلام فيها بشكل كبير، لكنها كانت توجد في وسط دولتين بوذتيين قويتين، الأمر الذي جعلها تعاني من الصراعات، وفي عام 1881 ميلادي تم ضم أراضي تركستان الشرقية إلى الصين وفي عام 1949 ميلادي تم ضمها إلى أراضي الصين الشيوعية، إلا أنّ شعب التركستاني المسلم رفض الاستسلام أمام الصين وقاوم الغزو وقاد عدد من التمردات.
بدأت بعد ذلك عملية التهجير لشعب التركستان، بدأت حكومة الإيغور باعتماد خطط جديدة في حكمها اتجاه شعب الهان، فبدأت بمساعدتهم في السيطرة على الثروات الموجودة في المنطقة، وكانت تجبر الفلاحين في الأويغور على بيع محاصيلهم الزراعية بسعر رخيص.