تصورات وملاحظات حول تعريف علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


تصورات حول تعريف علم الاجتماع:

يجب أن يقوم تعريف علم الاجتماع على تصورات دقيقة لعناصر ثلاثة هي:

موضوع هذا العلم، ومنهجه وأغراضه وثالثاً تاريخ الدراسة والبحث فيه، ومن حيث الموضوع ذهب ابن خلدون إلى أن موضوع هذا العلم هو العمران البشري، بما يتضمن من حوادث اجتماعية أو وقائع اجتماعية تتصل بجميع أوجه النشاط الإنساني، فللإنسان نشاطه الديني والأخلاقي، العائلي، الاقتصادي، الثقافي، وهذه كلها أمور يدرسها العلم.

أما أوجست كونت فقد اهتم بتعريف الظواهر الطبيعية والكيميائية والبيولوجية وتحديد موضوعات هذه العلوم، ولكنه لم يفعل ذلك بالنسبة لعلم الاجتماع؛ ﻷنه تصور أن هذا العلم يدرس الظواهر التي لا تدرسها العلوم الأخرى والسابقة عليه في الظهور، ولذلك فإن موضوع هذا العلم عنده هو الإنسانية بأسرها، ﻷن كل الظواهر الإنسانية هي ظواهر اجتماعية بالدرجة الأولى.

وعلى العكس من ذلك رأى هربرت سبنسر أن على علم الاجتماع أن يشرح ويفسر نشأة وتطور النظم الاجتماعية كالأسرة، والضبط الاجتماعي، والعلاقة بين النظم وأن يقارن بين المجتمعات المختلفة من حيث نوعها، وتطورها، كما يهتم بالبناء الاجتماعي، والوظائف الاجتماعية في المجتمع بصفة عامة.

وقد جعل إميل دوركايم من الظواهر الاجتماعية موضوعاً رئيسياً لعلم الاجتماع وحاول تحديد الخواص التي تميز هذه الظواهر عن غيرها من الظواهر الطبيعية والإنسانية، وقد رأى أن لهذا العلم بالضرورة فروعاً تتوازى مع الموضوعات التي يدرسها والمجالات التي يهتم بها.

ملاحظات حول تعريف علم الاجتماع:

  • تتفق معظم التعريفات التي وردت لعلم الاجتماع على أنه يدرس الفعل الاجتماعي والسلوك الإنساني والتفاعل الاجتماعي والجماعات الاجتماعية والظواهر الاجتماعية والأنساق الاجتماعية والنظم الاجتماعية والتنظيمات والعمليات الاجتماعية مع تركيز خاص على بناء ووظيفته هذه الأشكال أو صور الاجتماع.
  • التعريفات السابقة وغيرها من التعريفات من حيث حيث الضيق والاتساع، فهناك من يحدد موضوعات العلم بأن أنه يدرس الفعل الاجتماعي، وهناك من يرى موضوعه متمثلاً في دراسة المجتمع ككل، وهذا يعكس بدوره عدم الاتفاق على موضوع العلم، ولعل مرد إلى هيمنة بعض التوجيهيات النظرية والأيديولوجية.

وقد اشتمل هذا الاختلاف على تصور أن علم الاجتماع هو ذلك الفن الذي يتضمن علاج مشكلات المجتمع، كالفقر والجريمة والرذيلة ومشكلات الأسرة وغيرها، وأنه يعمل على القضاء على ما يسبب تعاسة الإنسان، ولكن هذا التصور ينطوي على خلط بين علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية باعتبارها فناً تطبيقياًً.


شارك المقالة: