من هم السباهي؟
السباهي (Sipahi) كانوا من الفرسان المحترفين الذين نشرتهم الدولة السلجوقيّة، وبعد ذلك نوعان من سلاح الفرسان العثماني، بما في ذلك سلاح الفرسان التيماري (Timarli sipahi)، والتي شكلت معظم الجيش و (kapikulu sipahi) قوات السباهي كابيكول النظاميّة قوات القصر.
يوجد هناك أنواع أُخرى من سلاح الفرسان التي لم تكن تعتبر قوات سباهية وهي القوات غير النظاميّة، شكّل السباهي طبقاتهم الاجتماعية المميزة، وكانوا في تنافس مع الجيش الإنكشاري، الذين هم فيلق النخبة عند السلطان العثماني، كان أيضًا القدوة للعديد من وحدات الفرسان التي تخدم في الجيوش الاستعماريّة الفرنسيّة والإيطاليّة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
تنافس السباهي مع الانكشاريين:
نظرًا لأن السباهي كابيكول (Kapikulu Sipahis)، كان فوجًا لسلاح الفرسان، فقد كان معروفًا داخل الدوائر العسكريّة العثمانيّة أنهم اعتبروا أنفسهم جنودًا أعلى من الانكشاريين، الذين كانوا أبناء الفلاحين المسيحيين من البلقان (روميليا)، وكانوا رسميًّا عبيدًا مقيدين بقوانين مختلفة المطورين.
لقد قطعوا خطوات كبيرة من الجهود لكسب الاحترام داخل الإمبراطوريّة العثمانيّة واعتمدت سمعتهم السياسية على أخطاء الإنكشاريّة، هذه الخلافات الصغيرة التي اندلعت بين الوحدتين تتجلى من خلال قول تركماني، لا يزال يستخدم حتى اليوم داخل تركيا ، “Atlı er başkaldırmaz”، والذي يُترجم، في إشارة إلى الإنكشاريين الجامحين، إلى “الفرسان لا يتمردون”.
قرب منتصف القرن السادس عشر، بدأ الانكشاريّون يكتسبون أهمية أكبر في الجيش العثماني، على الرغم من أنّ السباهي ظلوا عاملاً مهمًا في بيروقراطيّة الإمبراطوريّة والاقتصاد والسياسة، وجانبًا حاسمًا من القيادة المنضبطة داخل الجيش العثماني.
في أواخر القرن السابع عشر، كان السباهي، مع منافسيهم الإنكشاريّة، الحكام الفعليين في السنوات الأولى من عهد السلطان مراد الرابع، في عام (1826)، بعد ثورة الانكشاريّة الواضحة، لعب السباهي دورًا مهمًا في حل سلاح الإنكشاريّة.
نهاية السباهي والانكشارية:
تلقى السلطان مُساعدة حاسمة من سلاح الفرسان السباهي الموالي من أجل طرد الانكشاريّين الغاضبين بالقوة، لكن بعد عامين، تقاسموا نفس المصير عندما ألغى السلطان محمود الثاني امتيازاتهم ورفضهم لصالح هيكل عسكري أكثر حداثة.
على عكس الانكشاريين من قبلهم، فقد تقاعدوا بشرف وسلام ودون إراقة دماء في فرق الفرسان العثمانيّة الجديدة التي اتبعت مذاهب التقاليد العسكريّة الحديثة، سُمح لكبار السن في السباهي بالتقاعد والاحتفاظ بأراضيهم التيمار حتى وفاتهم، وانضم شباب السباهي إلى جيش العساكر المنصورة المحمديّة كفرسان.