توتر التحالف الفرنسي العثماني

اقرأ في هذا المقال


توسع فرنسا في البحر الأبيض المتوسط:

مع مجيء نابليون الأول، تبنّت فرنسا سياسة توسعية قوية وضعتها في اتصال مباشر مع الإمبراطورية العثمانية. بعد معاهدة كامبو فورميو في عام 1797، حصلت فرنسا على ممتلكات في البحر الأبيض المتوسط ​​مثل الجزر الأيونية وكذلك القواعد الفينيسية السابقة على ساحل ألبانيا واليونان.

توتر العلاقات الفرنسية العثمانية:

توترت العلاقات مع الإمبراطورية العثمانية فجأة. غزا نابليون بونابرت مصر عام 1798 وقاتل العثمانيين لتأسيس وجود فرنسي في الشرق الأوسط، مع حلمه النهائي بالارتباط مع السلطان تيبو(حاكم هندي) في الهند. على الرغم من انتهاء فترة الصداقة الفرنسية العثمانية الطويلة في ذلك الوقت، إلا أنّ نابليون كان يدّعي احترامًا كبيرًا للإسلام.
ناشد نابليون المصريين مستعرضًا التاريخ الطويل للعلاقات الودية بين الإمبراطورية العثمانيّة وفرنسا: قائلًا “يا أهل مصر سيُقال لكم إنني جئت لأنقض دينكم: لا تصدقوا! إعلموا أنني جئت لأرد لكم حقوقكم وأعاقب المغتصبين، وأنني أكثر من المماليك أحترم الله، والرسول والقرآن .. أليس نحن الذين عبر القرون أصدقاء السلطان؟ ”
كان نابليون قد أطاح بقادة المماليك، الحكام الفعليين لمصر تحت اسم السيادة العثمانية، لكنه لا يزال يرفع العلم الفرنسي جنبًا إلى جنب مع الراية العثمانيّة في جميع أنحاء الأراضي المصرية، مُدعيًا حبه للإسلام، وقال إنهم ينقذون العثمانيون من المماليك. لكن السلطان سليم الثالث أعلن الجهاد على الفور وطلب المساعدة من بريطانيا وروسيا، اللتين شعرتا بالتهديد من غزوات نابليون.
في 9 يناير 1799، تحالفت الإمبراطورية العثمانية مع روسيا، وبعد ذلك بيومين مع بريطانيا العظمى. انتهزت بريطانيا الفرصة للتحالف مع الإمبراطورية العثمانية لصد غزو نابليون، وتدخلت عسكريًا أثناء حصار عكا مع الأدميرال ويليام سيدني سميث عام 1799، وتحت قيادة رالف أبيركرومبي في معركة أبو قير عام 1801. وبحلول عام 1802 كان الفرنسيون مهزومون تماما في الشرق الأوسط.

التحالفات العثمانية في حرب القرم:

في حرب القرم، تم توقيع تحالف فرنسي بريطاني عثماني ضد روسيا في 12 مارس 1854. وفي مثال آخر على التعاون، في عام 1860، تدخلت فرنسا لاحقًا في الأراضي العثمانية بسوريا، بموافقة الإمبراطورية العثمانية، بهدف إنجاز مهمتها في حماية المسيحيين في الشرق الأوسط، بعد مذابح المسيحيين الموارنة. في ذلك الوقت، ادعّت فرنسا بقيادة نابليون الثالث، أنها تواصل دورها القديم كحامية للمسيحيين في الإمبراطورية العثمانية.


شارك المقالة: