حاجات النمو العقلي لدى الأفراد المتخلفين عقليا

اقرأ في هذا المقال


تتنوع الحاجات العقلية للفرد المتخلف عقلياً منها ما يتعلق بتنمية القدرة على التفكير، وتنمية القدرة على البحث والاكتشاف وتنمية القدرة الحركية وغيرها، وأيضاً يوجد حاجات اجتماعية للفرد المتخلف عقلياً ومنها الحاجة إلى الأمن والحاجة إلى تأكيد الذات والحاجة إلى الاحتواء وغيرها.

حاجات النمو العقلي لدى الأفراد المتخلفين عقليا

1- الحاجة إلى تنمية القدرة على التفكير

ونعني بالحاجة إلى تنمية القدرة على التفكير يتوقف التفكير عند الطفل المتخلف عقلياً القابل للتعلم على ما لدى الفرد من استعدادات فطرية، وعلى درجة النضج ويقوم التفكير على إدراك العلاقات بين الأشياء، وتنشأ معاني الأشياء عند الفرد عن طريق خبراته الحسية بالبيئة المحيطة به، ومن تكرار خبراته بها ومن تفاعله مع مع البيئة.

لذلك فالمتخلف عقلياً في حاجة ملحة إلى البيئة التربوية السليمة، والتي تتصف بأنها بيئة غنية بمثيراتها وخبراتها حتى يمكن أن تساعده على تنمية قدراته على قدرته على التعرف، واكتشاف ما حوله عن طريق الكلام والتعبير.

2- الحاجة إلى تنمية القدرة على البحث والاكتشاف

الحاجة إلى تنمية القدرة على البحث والاكتشاف يميل المتخلف عقلياً إلى البحث والاكتشاف كالأسوياء، إلا أن قدراته الجسمية والعقلية قد لا تساعده للوصول إلى المستوى الذي يصل إليه الطفل العادي، كما أن عدم قدرته في الوصول إلى المستوى المطلوب، قد يولد لديه الشعور بالإحباط والفشل، لذلك يجب إعداد ما يناسب قدرات الفرد المتخلف عقلياً الجسمية والعقلية والاجتماعية.

3- الحاجة إلى تنمية القدرة اللغوية

يحتاج الفرد إلى تنمية القدرة اللغوية لأن الطفل المتخلف عقلياً يعاني من تأخراً في النمو اللغوي والكلام، لذلك يجب إتاحة فرص البحث والممارسة للخبرات الحسية والحركية، ويساعد ذلك على فهم معاني الأشياء، وفهم الألفاظ واستخدامها مما يسهم في اكتسابه بالتدريج للمهارة اللغوية، وكذلك احتكاكه بالناس يزيد من اكتسابه القدرة اللغوية، فهو يكتسب اللغة من البيئة المحيطة به، ومن الأفراد الذين يتعامل معهم.

النمو الاجتماعي للمتخلفين عقليا

يواجه المتخلفين عقلياً صعوبات في التكيف الاجتماعي، وصعوبة إقامة علاقات اجتماعية إيجابية مع الآخرين ويلاحظ على الطفل المتخلف عقلياً يشارك الأصغر منه سنة في الأنشطة، واللعب ويشترك الأطفال في عدد كبير من التفاعلات الاجتماعية طوال حياتهم، هذه التفاعلات تحدث في كل لحظة وفي كل مكان.

فعندما نبحث في الخصائص الاجتماعية للأطفال المتخلفين عقلياً، فإننا نبحث عن المهارات الاجتماعية وعن السلوك التكيفي وعن التوافق الاجتماعي والعلاقات الأسرية والاتجاهات الاجتماعية، فالنمو الاجتماعي يتطور بواسطة القائم بالرعاية خلال مرحلة الطفولة ومدة تفاعل الأطفال مع والديهم وأصدقائهم.

وقد أكد بعض علماء النفس على أهمية استخدام محك القدرة على التكيف الاجتماعي أساساً، في تصنيف المتخلفين عقلياً إلى فئات وفق قدراتهم على التكيف الاجتماعي، وكذلك القدرة على التكيف مع البيئة وكذلك الاستقلال المعيشي.

حاجات النمو الاجتماعي للمتخلفين عقليا

1- أولاً الحاجة إلى الأمن

وهي من ضرورات الحياة التي يحتاجها المتخلف عقلياً، فإنه كلما وجد معاملة جيدة ازداد أمنه وكلما تقدم في النمو ازداد إحساسه بالأمن والاستقرار، فإن إشباع هذه الحاجة من أهم العوامل التي تساعد على نموه الاجتماعي والانفعالي على النمو المرغوب فيه، وفي حدود قدراته واستعداداته.

والمتخلف عقلياً الذي لا يشبع حاجاته إلى الأمن، يعاني من الخوف وعدم الثقة في نفسه، وفيمن حوله وينشأ عاجزة عن تكوين أي نوع من العلاقات الاجتماعية، مما يترتب عليه تدهور قدراته العقلية.

2- تانيا الحاجة إلى الاحتواء

أن شعور الطفل المتخلف عقلياً بالانتماء إلى أسرته من الحاجات الأساسية للنمو النفسي والاجتماعي، كما أن شعوره بأنه عضو في جماعة سواء كانت أسرة أو مدرسة يجعله أفضل إدراكاً لذاته، ويساعده على الاستقرار النفسي والاجتماعي وعلى زيادة قدرته على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، وعدم توفر هذا يؤدي إلى زيادة توتره النفسي وعدم قدرته على تكوين علاقات اجتماعية.

3- ثالثا الحاجة إلى تأكيد الذات

يميل المتخلف عقلياً إلى تأكيد ذاته، فهو يريد أن يغسل وجهه بيديه ويمشط شعره ويلبس ملابسه والمعاونة في بعض الأعمال المنزلية، وذلك لتأكيد ذاته وأنه قادر على الاستقلال بنفسه في بعض الأعمال، ويتعرض الأطفال المتخلفين عقلياً لتحكم الكبار، وتدخلهم في أنواع النشاط التي يقوم بها الطفل المتخلف عقلياً إلى حد الإسراف في تقيد حريته خوفاً عليه من المخاطر أو التعرض للأذى مما يشعره بالعجز، وعلى الآباء والأمهات ضرورة إشباع الحاجات عند الفرد المتخلف عقلياً، وذلك بتشجيعه على القيام ببعض الأعمال البسيطة.

4- ورابعا الحاجة إلى جماعة الأقران

يحتاج المتخلف عقلياً إلى جماعة الأقران يتفاعل معهم ويشترك معهم في الأنشطة والهوايات والألعاب، ويتم ذلك تحت رقابة الكبار وإرشادهم ، وأن من خلال جماعة الأقران يتكيف الطفل مع الآخرين، ويؤدي ذلك إلى نموه الاجتماعي وتوسع الآفاق الاجتماعية وتكوين الاتجاهات والأدوار الاجتماعية المناسبة.

5- خامسا الحاجة إلى الحب

الطفل المتخلف عقلًيا بحاجة إلى الحب والحنان والعطف، ويرضي شعوره بأنه مقبول من الأسرة والمجتمع  هناك بعض الآباء والأمهات ينبذون أبناءهم المتخلفين عقلياً نبذاً صريحاً بالقول والفعل، منها الإهمال والحرمان والعقاب والعزلة، فيعتقد الطفل أنه فشل في الحصول على الحب والرعاية من الوالدين.

مما يترتب عليه زيادة العدوان لدى الطفل المتخلف عقلياً ضد الآخرين، وكذلك الرغبة في الانتقام والانحراف عن السلوك السوي، ويؤدی كذلك عند الفرد المتخلف عقلياً إلى عدم الثقة بالنفس وشعوره بالتعاسة والحزن والانسحاب والانطواء.

النمو الانفعالي للمتخلفين عقليا

يواجه بعض المتخلفين عقلياً بسرعة الانفعال، إذا ما تعرضوا لمواقف لا يستطيعون التعامل معها، إلا أن هذا لا ينفي وجود البعض يتميزون بالطاعة وحسن السلوك إذ يؤثر فيهم الغناء والمدح، وتتميز انفعالات الطفل المتخلف عقلياً بالتغير السريع وعدم الاستقرار، كما أنها ترتبط في أول الأمر بالأم وما يصدر عنها، كما تتأثر انفعالات الطفل المتخلف عقلياً في علاقته بالوالدين.

والمتخلفين عقلياً يتصفون بعدم الالتزام الانفعالي وعدم الاستقرار والهدوء، كما يتميزون بسرعة التأثير أحياناً وبطء الانفعال أحياناً أخرى، كما أن لدى البعض منهم قابلية للاستهواء وسهولة الانقياد، وبذلك يسهل إغرائهم واستخدامهم في بعض الأغراض الخارجة عن القانون، وذلك لعدة أسباب منها القابلية الشديدة للاستهواء وضعف الإرادة.

عدم تقدير المسؤولية وفهم القانون قوة بعض الدوافع الفطرية، كالدافع الجنسي لذلك فإنه يجب على الآباء والمربين الذين لديهم فرد متخلف عقلياً العمل على إشباع حاجاتهم النفسية مع توفير البيئة التي تتلاءم مع إمكانياتهم وقدراتهم وحاجاتهم، وإن المظاهر الانفعالية للمتخلف عقلياً تعتبر نواتج اجتماعية وليست أساسية.


شارك المقالة: