حرب قرة باغ الأولى: هي حرب قامت في عام 1988 ميلادي في الأراضي الجنوبية الغربية من لأذربيجان.
حرب قرة باغ الأولى
قامت يتلك الصراعات الجماعات الأرمنية العرقية والتي تم دعمها من قِبل الحكومة الأرمنية ضد الحكومة الأذربيجانية واستمرت الحرب حتى عام 1994 ميلادي.
قامت الصراعات بين أذربيجان وأرمينيا على أراضي ناغولانز قرة باغ وقد بدأت تلك الصراعات منذ بداية الحرب العالمية الأولى، وذلك قبل قيام الإمبراطورية العثمانية بإعلان استسلامها في الحرب وفي عام 1917 ميلادي انهارت الإمبراطورية الروسية وسيطر عليها البلاشفة.
قامت كلاً من جورجيا وأرمينيا وأذربيجان بتأسيس الاتحاد الترانسقوقازي والذي لم يستمر لفترة طويلة وانهار بعد ثلاثة شهور من تأسيسه.
بدأت الصراعات بين أذربيجان وأرمينيا على ثلاثة مناطق وهي قرة باغ ومقاطعة سيون ومقاطعة ناكشيفان، كان سبب الصراعات بين الدولتين على الحدود الوهمية لتلك المقاطعات، في ذلك الوقت كانت مقاطعة باغ في ذلك الوقت تحاول الحصول على الاستقلال وكانوا يحاولون التواصل مع جمهورية أرمينيا.
بعد أنّ تم هزيمة الإمبراطورية العثمانية قام القائد الأرمني “أندرانيك أوزانيان” بإرسال قواته العسكرية إلى قرة باغ ومن ثم قام في عام 1918 ميلادي بالتوجه إلى العاصمة شوشا وفي عام 1919 ميلادي سيطرت بريطانيا على جنوب القوقاز.
اقترحت الحكومة البريطانية بإيقاف الحرب وتم عقد مؤتمر باريس وتم الاتفاق على الوصول إلى حل سلمي في تلك الصراعات، وقامت بتعيين حاكم أذربيجاني في المنطقة، إلا أنّ تلك القرارات لم يتم الأخذ فيها وكان لا بد من الوصول إلى مؤتمر للسلام بشكل عاجل.
في عام 1920 ميلادي أرسل الاتحاد السوفيتي قواته العسكرية وقاموا بغزو أراضي القوقاز وتم بعد ذلك تأسيس جمهوريات القوقاز الترانسقوقازية الفيدرالية الاشتراكية والتي كانت جزء من الاتحاد السوفيتي، قام البلاشفة بعد ذلك لجنة وأطلقوا عليه اسم مكتب القوقاز وكان جوزيف ستالين قائداً للمكتب ومن ثم تم تعيينه حاكماً في الاتحاد السوفيتي.
في عام 1921 ميلادي قامت اللجنة بالتصويت بأنّ يتم اعتبار منطقة قرة باغ جزء من جمهورية أرمينيا السوفيتية الاشتراكية ومن ثم تم إرجاع المنطقة وتم ضمها إلى جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية، كان الاتحاد السوفيتي يسعى إلى خلق النزاع بين الأذربيين والأرمن؛ وذلك من أجل استمرار صراعاتهم ضد بعضهم وينسوا الصراع ضد الاتحاد السوفيتي.
في عام 1923 ميلادي تم تأسيس قرة باغ المستقلة والتي كان معظم سكانها من أرمينيا، كان الجميع يعتقد بأنّ القرار الذي اتخذه الاتحاد السوفيتي عبارة عن قرار سليم وانّ الاتحاد السوفيتي بنوي من خلال ذلك القرار الحفاظ على قرة باغ مع أرمينيا.
كان الأرمن ينون الحفاظ على منطقة ناغورنو قرة باغ وتوحيدها مع أرمينيا، وكان الحزب الشيوعي الأرميني يسعى إلى تلك العملية ووضع عدد من الخطط لتنفيذ ذلك، وقام الشعب الأرمني بإرسال مطالبهم وطالبوا بحريتهم الاقتصادية والثقافية.
في عام 1963 ميلادي قامت عدد من التمردات الارمنية وقام مجموعة من الشعب الأرميني بتوقيع وثيقة يطالب فيها بأنّ يتم ضم قرة باغ إلى أرمينيا أول أنّ يتم سلطتها إلى روسيا وفي نفس التاريخ وقعت عدد من المشاكل في بريفان والتي أدت إلى مقتل عدد كبير من الشعب الأرميني.
أدى ذلك إلى توحيد أراضي قرة باغ مع أرمينيا، وفي عام 1985 ميلادي تم وضع عدد من الخطط من أجل القيام بالإصلاحات في الاتحاد السوفيتي وكانت معظم الإصلاحات اقتصادية، في عام 1988 ميلادي أجرى الاتحاد السوفيتي عملية تصويت من أجل ضم أرمينيا مع الاتحاد السوفيتي.
تم بعد ذلك إجراء الدراسات من أجل ضم حكم جمهورية أرمينيا الاشتراكية في حكمها مع جمهورية أذربيجان الاشتراكية، وكان الاتحاد السوفيتي ينوي من خلال ذلك العمل على توسعة جمهوريات الاتحاد السوفيتي.
بدأ الأرمن في قرة باغ بالشكوى من قلة الكتب في المدارس الأرمنية، حيث كان الأذربيجان مسيطرين بشكل أكبر في تلك المناطق، مع بداية عام 1988 ميلادي أخذ عدد سكان الأرمن يقل في قرة باغ.
قامت مجموعة من الشخصيات القيادية في أرمينيا بقيادة حملة شعبية وقد تم دعم تلك الحركة من قِبل الحركة الثقافية في روسيا وطالبوا الأرمن المقيمين في فرنسا بإعادة قرة باغ إلى أرمينيا، ومن ثم قامت الحركات التمردية في بريفان والتي تطالب بضم قرة باغ مع أرمينيا، تم الاتفاق على أنّ لا يتم تغير الحدود بين الجمهوريات السوفيتية.
كانت الجمهورية الأذربيجانية تسعى إلى رسم الحدود ولن تسكت عن أراضيها التي كانت تحت سيطرة أرمينيا وبقيت التمردات قائمة، قامت المنظمات بإصدار عدد من القرارات بخصوص النزاعات وذلك بعد فترة من انتهاء الحرب.
تم الاتفاق على وضع القوات العسكرية الأرمنية الأذربيجانية على الحدود وتم الطلب بعودة النازحين إلى أراضيهم وتم التصويت على ذلك القرار من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
تم عقد مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي وتم في ذلك المؤتمر المطالبة بحقوق أذربيجان وتم دعوة الدول بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي وتم اتهام أذربيجان بأنّها تستخدم الإسلام للوصول إلى أهدافها.
بدأت أذربيجان تعاني من ارتفاع النفقات دفاعية؛ وذلك بسبب قيامها برفع مستوى التسليح لدى جيشها، تمكنت أذربيجان من رفع المستوى العسكري لديها ولم يكن بمقدرة أرمينيا مجراتها عسكرياً، كما أصبحت أرمينيا أقوى اقتصادياً وقد أدى ذلك إلى عودة الصراعات بين الدولتين، وممّا زاد الصراعات بين الطرفين؛ هو وجود النفط في أراضي أذربيجان.
مع بداية عام 2008 ميلادي عادت الصراعات من جديد بين أذربيجان وأرمينيا وثرة الباغ، وأعلنت أذربيجان بأنّها سوف تلجأ إلى القوة من أجل استعادة أراضيها، وبالفعل بدأت بتجهيز قواتها العسكرية واشترت المزيد من الأسلحة لخوض الحرب واستعادة أراضيها.
في عام 2014 ميلادي عادت الصراعات من جديد بين الدولتين والتي نتج عنها عدد من القتلى، أما في عام 2018 ميلادي اشتدت الصراعات بشكل أكبر وتعرضت أرمينيا إلى مقتل عدد كبير من جنودها وخسرت الكثير من أسلحتها ودباباتها، بقيت الصراعات مستمرة بين الطرفين وأرادت كل دولة الحصول على الأراضي والتي تقول أنّها لها.
كانت بداية الصراعات بين أذربيجان وأرمينيا، عندما قامت روسيا بمنح أذربيجان أراضي ناغورنو كرباخ وذلك بعد انهيار جمهوريات الاتحاد السوفيتي وأعلنت أذربيجان عن استقلالها، وقد أدى ذلك إلى قيام الحرب بين ارمينيا وأذربيجان وكانت كلا الدولتين تريد ضم أراضي ناغورنو كرباخ إلى أراضيها، وأدى ذلك الصراع إلى نزوح الشعب الأرمني من أذربيجان إلى أرمينيا.
استمرت الصراعات بين الدولتين لفترة طويلة وعلى الرغم من مؤتمرات السلام التي تم عقدها، إلا أنّ كلا الدولتين لم تتنازل عن أراضي قرة باغ.