هناك عناصر الأسلوب الإيجابي والمنهجي لحل المشاكل الاجتماعية بذكاء وفاعلية ولمعالجة المشكلات الاجتماعية قبل أن تطغى على المجتمع، ويمكن أيضًا تدريس هذه الطريقة من قبل مختلف المهن المساعدة بما في ذلك علماء النفس والمستشارين والأخصائيين الاجتماعيين للعملاء الذين يعانون من حل المشكلات الاجتماعية، ويحتوي هذا المحتوى على نموذج حل المشكلات الاجتماعية بذكاء وفاعلية وشرح العملية ومثال من واقع الحياة ومهارات حل المشكلات واستراتيجيات وتقنيات حل المشكلات.
حل المشاكل الاجتماعية بذكاء وفاعلية
عرّف علم الاجتماع المشكلة الاجتماعية على أنها أي شيء يتعارض مع الأداء التكيفي في العالم الاجتماعي، حيث كل واحد يواجه مثل هذه المشاكل الاجتماعية، وعلى الرغم من النوايا الحسنة فإن النزاعات مع الآخرين كأفراد الأسرة والجيران وزملاء العمل وما إلى ذلك، ستنشأ في بعض الأحيان، فما هي أفضل طريقة لحل مثل هذه المشاكل؟ هل كل مشكلة اجتماعية فريدة من نوعها، بحيث لا يمكن لأي طريقة منهجية حلها؟ هل على علماء الاجتماع دائما أن يرتجلوا ويأملوا في الأفضل؟
وقد وضع علماء الاجتماع نموذج حل المشكلات الاجتماعية بذكاء وفاعلية بدءً من أوائل السبعينيات، وحدد (D’Zurilla Goldfried) وزملاؤه نهجًا منظمًا قائمًا على البحث لحل المشكلات الاجتماعية بذكاء وفاعلية، وأظهرت الأبحاث القائمة على هذا النموذج أن حل المشكلات الاجتماعية الفعال يتوقع تكيفًا اجتماعيًا وعاطفيًا أفضل، ووجدت الأبحاث أيضًا أن حل المشكلات الاجتماعية غير الفعال يرتبط بأعراض الاكتئاب والقلق والاضطراب العاطفي العام.
ويتضمن حل المشكلات الاجتماعية بذكاء وفاعلية على بعدين أساسيين:
توجيه المشكلة
والتوجه نحو المشكلة هو العقلية المستخدمة عند التعامل مع مشكلة ما، ويمكن أن يكون توجه المشكلة هذا سلبيًا أو إيجابيًا، والتوجه السلبي لحل المشكلات هو عقلية غير قادرة على التكيف تنظر إلى المشكلات على أنها تهديدات لرفاهية الفرد، كما إنه ينطوي على الشك في قدرة المرء على حل المشاكل، كما يتضمن أيضًا إحباطًا سهلًا عند مواجهة المشكلات.
والتوجه الإيجابي لحل المشكلات هو عقلية تكيفية ترى المشكلات على أنها تحديات وقابلة للحل، وإنه ينطوي على رؤية المرء لنفسه على إنه قادر على حل مثل هذه المشاكل، وإنه يقر بأن حل المشكلات الاجتماعية يستغرق وقتًا وجهدًا، وينطوي على الالتزام بحل المشكلات بدلاً من تجنبها.
مهارات حل المشاكل الاجتماعية
وتتضمن مهارات حل المشكلات الاجتماعية بذكاء وفاعلية خمس مراحل أساسية:
1- القدرة على التعرف على المشكلة.
2- حلول العصف الذهني.
3- اختيار الحل.
4- تطبيق الحل المختار.
5- التحقق من مدى نجاح الحل.
شرح لمهارات حل المشاكل الاجتماعية
1- تحديد المشكلة الاجتماعية
قال عالم الاجتماع تشارلز كيترينج والرئيس السابق للأبحاث في جنرال موتورز في أهم أعماله الشهيرة إن المشكلة المعلنة جيدًا هي نصف محلولة، وهذا ينطبق على جميع أنواع المشاكل بما في ذلك المشاكل الاجتماعية، ويعد التحديد الواضح لمشكلة اجتماعية خطوة أولى حاسمة في حلها، وبمجرد تحديد المشكلة بوضوح، يمكن أن تظهر الحلول الممكنة.
2- حلول العصف الذهني
بمجرد تحديد المشكلة يشجع نموذج حل المشكلات الاجتماعية بذكاء وفاعلية على العصف الذهني بأكبر عدد ممكن من الحلول التي يمكنك التفكير فيها وبأي ترتيب تحدث، وفي هذه المرحلة لابد من ترك العقل يتحرك بحرية في إنتاج الحلول دون القلق بشأن ما إذا كانت الموارد موجودة لتنفيذ الحل أو من قد يعترض عليه أو حتى إذا كان سينجح، وينصب التركيز هنا على الوصول إلى الكمية من الحلول مع تأجيل الحكم على جودتها.
3- اختيار الحل
في هذه المرحلة لا بد من القيام بمسح الحلول الممكنة واختيار الحل الذي يبدو أكثر قابلية للتطبيق على هذه المشكلة الاجتماعية، وقد يكون الحل هو الحل الذي تم رأيته في البداية أو مزيجًا من العناصر من عدة حلول.
4- تطبيق الحل المختار
في هذه المرحلة يتم البدأ في تطبيق الحل الذي تم اختياره للمشكلة المطروحة، وقد يكون هذا الحل سهلًا نسبيًا أو أكثر صعوبة، والشاغل الأساسي هو إنه فعال في حل المشكلة بالنسبة لصاحب الموضوع.
5- التحقق من مدى نجاح الحل
إذا نجح الحل الذي تم تقديمه جيدًا فقد تم حل المشكلة الاجتماعية ويمكن تحويل الانتباه إلى أمور أخرى، إذا كان يعمل جزئيًا فقط أو لا يعمل على الإطلاق، ويقترح النموذج أن تبدأ عملية حل المشكلات مرة أخرى من البداية، ومع فائدة إضافية تتمثل في أي معرفة مكتسبة من المحاولة الأولى.
مثال من واقع الحياة على المشاكل الاجتماعية
مشكلة اجتماعية في العمل
وجدت إحدى العاملات نفسها في صراع مع زميلها في العمل الذي يبدو إنه مستاء من ترقيتها الأخيرة، ويبدو أن المشكلة تتجلى في مشاريع زميلها البطيئة التي يحتاج إلى تسليمها لإضافة اللمسات الأخيرة، وعند تناول هذه المشكلة من منظور حل المشكلات الاجتماعية بذكاء وفاعلية توصلت هذه العاملة إلى الاستنتاجات التالية:
1- تحديد المشكلة الاجتماعية، تحدد العاملة المشكلة بأنه يبدو أن ترقيتها تسببت في استياء زميلها، حيث أعتمد على زميلها للحصول على المنتجات في الوقت المناسب في سير العمل، ويؤدي هذا الوضع إلى إبطاء عملها وله تأثير سلبي على الإنتاجية والربحية في الشركة.
2- العصف الذهني لحلول المشكلة، العاملة تطرح أفكارًا حول الحلول المحتملة لهذه المشكلة الاجتماعية، وذلك وفقط بتجاهل زميلها، وقد يلتمس الانتباه فقط، وسوف يتغلب على استيائه ويسرع عمله في النهاية، أو التحدث معه مباشرة بقول يبدو أن المشاريع تتقدم ببطء وسأله عما إذا كان هناك أي شيء يمكن القيام به للمساعدة في تسريع الأمور من نهايته، وتحدث إلى مشرف مباشر حول هذا الأمر، بقول يبدو أن العمل يتباطأ عند نهاية هذا الزميل ربما بسبب الاستياء من الترقية التي حصلت عليها العاملة وهو يضر بالشركة.
أو تحدث إلى المشرف المباشر حيث سيناقش المشرف مع زميلها كيف تباطأ عمله ويسأل عما إذا كان يمكنه شرح ذلك إذا لم يكن لديه عذر معقول (على سبيل المثال، طبي)، واطلب منه العمل على الإسراع مرة أخرى لصالح الجميع، أو أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى المشرف المباشر بحيث يكون هناك مسار رسالة للإشارة إليه حسب الحاجة بنفس الرسالة مثل أخر حلين.
3- اختيار الحل، بعد أن تخيلت نفسها تطبق كل حل من هذه الحلول وكيف يمكن أن تلعب في مكان العمل استقرت العاملة على مزيج من الحلول بما في ذلك إرسال بريد إلكتروني إلى مشرفها المباشر موضحًتا أن هناك مشكلة تحدث في مرحلة زميلها في سير العمل، وسيشمل الحل بعد ذلك التحدث إلى المشرف ووصف تفاصيل كيفية تباطؤ العمل في مرحلة زميلها، وإعطاء تفاصيل زمنية للتأخيرات في العديد من المشاريع.
4- تطبيق الحل، بعد اختيار هذا الحل أرسلت العاملة إلى مشرفها المباشر رسالة بريد إلكتروني تحدد الموقف ثم التقت بالمشرف الذي تعهد بإثارة المشكلة بعبارات دبلوماسية لزميلها بحلول ظهر اليوم التالي.
5- التحقق من مدى نجاح الحل، راجعت العاملة المشرف بعد ظهر اليوم التالي ووجدت أنها تحدثت بالفعل مع زميلها، وقالت إن زميلها بدا متقبلاً للحديث وتعهد بزيادة سرعته إلى مستويات سابقة، ثم وثقت الأطر الزمنية لاستلام منتج العمل منه خلال أسبوع واحد ووجدت أنها تعود إلى المستويات السابقة.
وقدمت ملاحظة لنفسها لمواصلة مراقبة الوضع لضمان استمرار سير العمل بالسرعة المناسبة، إذا لم يفعلوا ذلك فستبدأ عملية حل المشكلات الاجتماعية من جديد.