أشخاص كثيرون يؤمنون، بشكل كبير بالخرافات ويعتنقون معتقدات ورثوها عن الأسلاف، إذ أنه من طبيعة البشر أن يجدوا أعذارًا للأشياء السيئة التي قد تصادفهم في الحياة، وكما يؤمن الناس بأشياء غريبة مثل الأشباح وعالم الأحلام، وفيما يتعلق بذلك، تقدم بعض المواقع الإلكترونية بين فترة وأخرى نشرات مختلفة لبعض الخرافات في العالم والمعتقدات التي قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة.
خرافات الشعوب بين يديك:
إن تعلق الناس بالخرافات ورغبتهم في معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة، جعل الطريق للخرافات ممهدًا لتصل إلى عقولهم وتتغلغل في أذهانهم، فباعتقادهم أن حياتهم قد تتغير للأسوأ إذا مرت من أمامهم قطة سوداء وقد يتحول الأمر إلى النقيض إذا ما رأوا ثلاث فراشات يطرن معًا في الوقت ذاته،.
ذيل النجمة:
يعتقد بعض الأشخاص أنه اذا وقعت عيناه على نجمة من نجوم السماء لها مذنب، وتمنى في تلك اللحظة أمنية ما فإنه بالتأكيد ستتحقق هذه الأمنية، وهذا الاعتقاد يرجع إلى معتقدات قديمة تشير إلى أن النجمة ذات المذنب تعني أن شخصًا صالحًا في هذه اللحظة قد فارق الحياة، وأن هذه النجمة ما هي إلا روحه الطاهرة، وهي تصعد إلى السماء تاركة الأرض بما فيها من مشاكل وهموم، وفي ذات الوقت أيضًا فإن هناك روحًا جديدة تولد في الارض، فيبقى بذلك رصيد البشر من العدد ثابتًا.
احمل عروسك:
تقليد يتبعه بعض العرسان ليلة الزفاف، حيث يقومون بحمل عروسهم عند دخولهم المنزل للمرة الأولى، وحتى هذا اليوم يقوم العريس بهذا التقليد الذي توارثته الأجيال برومانسية بالغة، على الرغم من أن أحدًا حتى الآن لا يعرف جذور هذا التقليد الذي هو بالتأكيد يسعد العروس، ولكن الدراسات تشير الى أنه معتقد روماني قديم، فقد كان يقال أن العتبة في أي مكان كانت منذ القدم شيء مقدس ومكرس للآلهة فيستا، وهي آلهة البتولين لذلك فقد كان الرومان القدماء يعتقدون أنه لا يصح أن تلمس اقدام العروس هذه العتبة بقدميها.
كسر عظمة دجاج:
يعتقد بعض الناس أن الحظ قد يحالفهم إذا ما قام أحدهم بمشاركته في كسر عظمة معينة في الدجاجة، اتخذت شكل رقم “8” وكان من نصيبه الجزء الأكبر، وهو اعتقاد غريب ما يزال يفرض نفسه حتى اليوم في دول أوروبية خاصة يوم عيد الشكر، حيث تُقام مباراة بين كل اثنين لكسر عظمة الترقوة الموجودة في عظام الدجاجة، وكل من يحصل على الجزء الأكبر من هذه العظمة يكون هو الفائز وصاحب الحظ السعيد، كما تكون أمامه الفرصة بأن تتحقق له بعضًا من أمنياته.
تميمة قديمة:
بنظرة سريعة إلى الخلفية التاريخية في المعتقدات والموروثات الشعبية في بعض المجتمعات العربية، فكأي شعب من شعوب الأرض كان العرب يتفائلون ويتشائمون من بعض الأمور، فالتشاؤم والتفاؤل من الأمور المتوارثة منذ عاش الإنسان الأول على وجه الأرض، وقد بدأ ينسب انفعالاته إلى مسببات ومؤثرات خارجية دون وعي أو إدراك، فقد كان القدماء على سبيل المثال يتفائلون باليمين ويتشائمون من اليسار، حيث كانوا يرون أن اليمين دليل القوة والسلطة بينما يرمز اليسار الى الضعف.
على الرغم من ذلك فقد كانت المجتمعات في الحضارة الإنسانية شعوبًا تبغي البهجة والمرح والفرح بالدرجة الأولى حتى معتقداتهم الخاصة بالموتى، إذ كانوا يؤمنون أن الموت ما هو إلا رحلة سفر من عالمنا إلى عالم آخر أفضل، وأنه حتمًا سيعود الراحل مرة أخرى إلى عالمنا في رحلة البعث، ولذلك نجد مقابرهم قد امتلأت بالكنوز والزخارف والأشكال التي تزين جدرانها، وقد سُجّلت عليها حفلات الرقص والموسيقى والنصوص الدينية، والتي تشبه جدران أهرامات لدى الفراعنة، والتي تركت الكثير من العبارات المشجعة المتفائلة، مثل عبارة: ” إنك تموت لتحيا ” حقًّا لقد كان الأجداد يحبون الحياة ولا يعترفون إلا باستمرارها.
أُشتهر عن العالم الألماني “ادمون “، أنه قال في ذلك: “لم نجد منظرًا واحدًا لوليمة لأجدادنا القدماء إلا وقد اكتملت الصورة بالزهور والورد”، كما كان القدماء يستخدمون الزهور والورود بشكل دائم في الشعر المستعار والأكاليل؛ كي تجلب شعور السعادة والتفاؤل إلى نفس كل من يقابلهم.
فقد كان القدماء يوقنون بالحسد ويؤمنون بوجود الأرواح الشريرة، ويعملون على حماية أنفسهم وأسرتهم منه، وكان يستخدم في ذلك الإيموليت أي التميمة في العصر الحديث، وهي ما يطلق عليها في الأحياء الشعبية اليوم الحجاب لاعتقادهم أنها تجلب الحظ الحسن وتبعد الشر.
كما أنهم كانوا يستخدمون العين التي تكون في منتصف كف اليد للحماية من الشر، حيث أن هذه العادات القديمة قد تناقلتها الأجيال إلى يومنا هذا دون وعي أو تفكير، ولأن الوقاية خير من العلاج فعلينا أن نتابع الإنسان منذ نشأته، فإن كل ما يزرعه الآباء يحصده الأبناء ونجد أن هناك إنسانًا متفائلًا بطبيعته، وآخر متشائمًا دون أن يعرف أحد سبب لذلك، لكننا إذا عدنا إلى طفولة كل منهما فسوف نتوصل حتمًا إلى نقاط الضعف التي أدت الى إيمانهم بالخرافات.
يعتقد البعض أنه عندما يسمعون أخبارًا غير سارة، فعليهم حرق ملابسهم التي كانوا يرتدونها، لأنهم يعتقدون أنهم بذلك يحرقون الفأل السيء، أما في الأرجنتين فيعدّ اسم الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم لعنة؛ لأن فترته الرئاسية كانت كارثية جدًّا ومليئة بالفساد.
غرائب:
فيما يُروى حكاية عربية قديمة تحكي عن أحد الملوك الذي كان يتشائم من أي شخص أعور قد يقابله دون أن يدري سببًا لذلك، وفي يوم صادف الملك أثناء خروجه إلى رحلة صيد رجلًا أعور، فبلغ منه التشاؤم مبلغه، وما كان منه إلا أن أمر بسجنه، ومضى كي يستكمل رحلته دون أن يمسه أي مكروه بل كان موفقًا في كل خطواته حتى أنه قام باصطياد عدد كبير من الحيوانات، والتي لم يسبق له وأن اصطاد مثلها من قبل، وعندما رجع أمر بإخراج الرجل من السجن ومقابلته لشعوره بالذنب، فما كان الرجل عند مقابلة الملك إلا أنه لقنه درسًا قائلًا: يا سيدي الملك لقد أتممت رحلتك بسلام، ولكن ألا يجدر بي أن أقول أن هذه المقابلة قد جلبت لي الحظ السيء، فقد قضيت يومًا كاملًا بسببها بسجنه.
معتقدات تفاؤلية:
على الرغم من يقين طبقات المثقفين تحديدًا من أن هذه الأفكار ما هي إلا مجرد خرافات، غير أنهم يجدون أنفسهم أحيانًا خاضعين للأفكار التي توارثوها عن الآباء والأجداد، رغم اقتناعهم بعدم صحتها، ففي بعض المناطق على سبيل المثال، يعترف البعض أنه إذا صادف وتناثر الملح أمامهم فوق السفرة، فإن ذلك يجعلهم يشعرون بالتشاؤم، الأمر الذي يجعلهم يتركون السفرة والطعام وينطلقون الى مكان آخر، مع العلم بأنهم في مدينة القدس وضواحيها يقومون بنثر الملح على رؤوس العروسين معتقدين بأنها تحمي من الحسد .