خصائص الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تتعدد اتجاهات أو أساليب المزاولة المهنية في الخدمة الاجتماعية، ولكل اتجاه أو أسلوب خصائص التي تميزه عن غيره من الاتجاهات. ويمكن أن نبيّن أهم الخصائص المميزة للمزاولة العامة في الخدمة الاجتماعية في الخصائص التالية:

خصائص الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية:

  • أنها اتجاه تطبيقي في المزاولة، حيث يعين للأخصائي الاجتماعي كمزاول عام عمليات التدخل المهني وفقاً لطبيعة الموقف الإشكالي الذي يتصرف معه، مع توفر الفرصة لإنتقاء الأساليب المهنية، التي تلائم مشكلات أنساق التعامل، خاصة وأن هذا الاتجاه يقوم على أساس نظري، يحتوي على الكثير من النظريات العلمية المأخوذة من العلوم الإنسانية إلى جانب أسس مهارية وقيمية تعكس الطبيعة المميزة لممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية في مجالاتها المتعددة.
  • تركز المزاولة العامة في الخدمة الاجتماعية على عناصر أو أنساق لتحقيق الأهداف وتلك العناصر هي مؤسسات الممارسة المهنية النسق المؤسسي وارتباطها بميادين أو مجالات الممارسة، والمشكلات الاجتماعية ﻷنساق العملاء نسق المشكلة ومشكلات تعليمية ومشكلات صحية ومشكلات أسرية وطفولة، وأنساق التعامل خاصة فئات السكان المعرضين للخطر طلاب معاقون ومرضى وأحداث، والممارس العام نسق الممارس بما يتطلبه من توفر التهيئ الشخصي والمهني إلى ناحية الإعداد النظري والعملي حتى يكون قادراً على ممارسة عمله بفاعلية.
  • يركز هذا الاتجاه على حل العقبات التي تواجه أنساق التعامل، واستطاعة المزاول العام على التدخل المهني الذي يتم على درجات عديدة سواء كان هذا النسق فرداً أو أسرة أو جماعة أو منظمة أو مجتمعاً محلياً، بل قد يمتد نسق التعامل إلى المجتمع القومي، كما تستند على التقدير والتدخل على مستوى كل من الناس والنظم وتفاعلهما لتقديم أفضل مساعدة.
  • يتنوع منظور المزاولة العامة في الخدمة الاجتماعية، عن مهن المساعدة الأخرى وعن العلوم الأخرى، التي تدعم الأساس المعرفي لمهنة الخدمة الاجتماعية، ويظهر ذلك في تكامل المعرفة التي يستند عليها هذا المنظور والتي تستمد من مصادرها المتعددة، حيث تنشأ المزاولة العامة على نموذج تضامني يستند على التبادلية بين نسق التعامل وفريق العمل والمهنيين الآخرين، إلى جانب الإصرار على جوانب القوة في أنساق التعامل، وأساليب تلك الأنساق في العمل لمقابلة الموقف الإشكالي.
    وبالتالي فهو يثبت قيمة أنساق العملاء وكرامتهم، ويصر على استغلال قدراتهم لمقابلة عقباتهم، كما تتضح قدرة ومهارة الممارس العام في قيادة فريق العمل في النموذج التضامني لتحقيق عملية المساعدة ﻷنساق العملاء.
  • لا يعتمد هذا الاتجاه على تفضيل المزاول العام استخدام طريقة محددة من طرق مهنة الخدمة الاجتماعية، كأساس للتدخل في الموقف الإشكالي بل هو طريقة عامة لوصف وتوضيح الأحدث والعقبات على أي مستوى أو مع أي نسق من أنساق التعامل، وفي أي مؤسسة من مؤسسات الرعاية الاجتماعية على أساس عمليات التدخل المهني التي تتمثل التقدير وتعيين الموقف الاشكالي، وتعيين أهداف التدخل لمقابلة الموقف، صياغة التعاقد أو الاتفاق واختيار الأساليب المناسبة للتدخل وتنفيذها، والتقويم وإنهاء التدخل المهني.
    ومع توفر الفرصة لاختيار الاسترتيجيات، ومزاولة الأدوار الملائمة للتدخل المهني، والتي تنشأ على أساس طبيعة المشكلة والأهداف، والموقف الذي يستدعي التدخل وحجم ونوعية النسق الذي يتصل بالمشكلة، والتأكيد على استخدام موارد الأنساق المختلفة شخصية ومؤسسية وبيئية وجهود التغيير المخطط ﻹيجاد حلول المشكلات.
  • يستند اتجاه المزاولة العامة على مفاهيم كل من النظرية العامة للأنساق ونظرية الأنساق البيئية، كأساس لاحترام وتفسير المواقف التي يتعامل معها المزاول العام وكموجهات للتدخل المهني.
    حيث تنظر النظرية العامة للأنساق أن جميع الكائنات الحية، عبارة عن أنساق تتكون من أنساق فرعية وهي جزء من أنساق أكبر، ويتوقف انفتاح أو انغلاق النسق على مدى ما يحيط به من حدود، تتضمن مجموعة القيم والتقاليد والاعراف التي تؤثر في جزيئات النسق.
    وتثبت نظرية الأنساق البيئة على أن الحياة عبارة عن تفاعل دينامي يتمثل المشاركة الفعالة بين أفراد المجتمع عن طريق التفاعلات الدينامية بينهم من جانب وبينهم وبين البيئة التي يعيشون فيها من جانب آخر في مواقف التأثير المتبادلة بينهم كأساس لتفسير عقبات أنساق التعامل في ضوء العلاقة المتبادلة والتكامل الوظيفي.
  • تتضمن فاعلية هذا الاتجاه في أنه يقوم على أصل التفاعل الذي يأخذ عدة أشكال، منها التفاعل الموجود بين الأخصائي الاجتماعي كمزاول عام والنسق الأولى للتعامل ويوجه هذا التفاعل قيم ومبادئ مهنة الخدمة الاجتماعية، كما أنه يتم في إطار محدد لإنجاز الأهداف، كما أن الاستراتيجيات والتكنيكات المهنية والأدوات التي يستخدمها الممارس تعمل على على توجيه هذا التفاعل لتحقيق أهداف عملية المساعدة.

شارك المقالة: