دور الأسرة في برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


دور الأسرة في برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة:

لتوفير خدمات التدخل المبكر، فإننا نحتاج إلى فريق كامل التخصصات من الجانب الطبي والتربوي، أما الجانب الطبي فيتكون من مجموعة من الأطباء متعددي التخصصات، مثل أخصائي القياس السمعي وطبيب النساء والولادة والممرضات وطبيب عيون وبالإضافة إلى طبيب الأطفال.

أما الجانب التربوي فيتكون من معلم التربية الخاصة وأخصائي العلاج الوظيفي وأخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي التواصل والأخصائي النفسي والاجتماعي.

وتلعب الأسرة دور الشريك المكافئ لفريق التدخل المبكر من حيث المشاركة في تطوير البرنامج وتنفيذه.

وبحسب (كيرك وأخرون) فإن الملاحظات العائلية اليومية للطفل، ومعلوماتهم حول مستوى أدائه تشكل الأساس لوضع برنامج التدخل المبكر الخاص بالطفل ذو الاحتياجات الخاصة وأسرته.

كما تلعب الأسرة دوراً هاماً وأساسي في عملية تدريب الطفل في مراحل حياته الأولى من الولادة وحتى ست سنوات، وبالذات إذا تم تدريب الأسرة على تنمية قدرات الطفل، الحركية والتواصلية والاجتماعية والمهارات الحياتية والتأهيلية اللازمة لدخول المدرسة.

وأيضاً من خلال التدريب المنظم للأسرة يصبح بإمكانهم تعليم داخل المنزل ومخرجات لكل ما سبق ذكره، فإن الأسرة التي تدرب أكثر على مشاركة ومعرفة اهتمامات طفلهم، وذلك يساعدهما على اتخاذ القرارات السليمة فيما يختص طفلها ومستقبله.

نماذج تقديم خدمات التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة:

1-  المراكز المتخصصة النهارية:

يلتحق بالمراكز من (3- 5) ساعات يومياً، يتم خلالها تقييم الطفل في البداية، ثم يتم تطوير برنامج فردي يلائم احتياجاته، ويتم تدريبه على المهارات التي وضعت له في برنامج خلال فترة تواجده في المركز.

2. التدخل المبكر في المنزل:

وفي إطار هذا البرنامج يتم تقديم خدمات التدخل المبكر في المنزل، حيث يقوم الفريق بتدريب أولياء الأمور ليقوموا بدور المعلم لطفلهم، ويقوم أعضاء الفريق بعمل زيارات دورية للأسرة لمعرفة مدى تقدم الطفل.

وأيضاً مدى تحقيق الأهداف الفردية، وعليه يتم إعطاء الأهل إرشادات وتوجيهات بالخصوص، ومن أشهر البرامج المنزلية برنامج البورتج.

3- التدخل المبكر في المنزل والمركز:

يجمع هذا النموذج بين تسجيل الطفل في المركز الخاص لأيام معينه في الأسبوع، ويقوم الفريق بزيارات منزلية لأسرة الطفل؛ بهدف تدريبهم على كيفية متابعة تدريب الطفل في المنزل.

4. التدخل المبكر في المستشفيات:

تقدم هذه الخدمة للأطفال الذين لديهم صعوبات نمائية شديدة جداً أو مشاكل صحية، وهنا يقوم فريق التدخل بأداء خدماته في المستشفى.

5- التدخل المبكر من خلال تقديم الاستشارات:

وهنا يقوم الوالدين بعمل زيارات دورية للمركز، وذلك لتقييمهم ومتابعتهم وتدريبهم، ومناقشة القضايا المهمة معهم.

6- التدخل المبكر من خلال وسائل الاعلام:

وفي إطار هذا النموذج يتم تقديم الخدمات عبر التلفاز، وذلك من خلال نماذج تدريبية توضيحية للوالدين تساعدهم في كيفية التعامل مع أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المجالات النمائية.

جميع النماذج تعرض دور الوالدين  في تدريب وتعليم الطفل لتحفيز نموه في المراحل الأولى من الطفولة المبكرة؛ لأن الطفل لا يمكن فهمه بمعزل عن ظروفه الأسرية والاجتماعية ومدى الاستثارة حوله.

وتكون استفادة الطفل من برامج التدخل المبكر حسب عدة عوامل منها، وقت نوعها وشدتها وعمر الطفل عند التحاقه بخدمات التدخل المبكر واكتشاف الإعاقة ونوعية الخدمة وكيفية تقديمها.

والمدة التي يقضيها الطفل في البرنامج هذا، بالإضافة إلى كمية ونوعية الجهد الذي تبذله العائلة في تدريب وتحفيز نمو طفلها، وتنطلق فلسفة برامج التدخل المبكر من كون مرحلة الطفولة المبكرة.

وتعتبر مرحلة مهمة لنمو الأطفال بشكل عام، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، وضياع الفرص المتاحة في هذه المرحلة المبكرة من حياة الطفل لا يمكن تعويضه في المراحل العمرية اللاحقة من حياة الطفل.

بالإضافة إلى ذلك أن التعلم البشري في السنوات الأولى من حياة الفرد أبسط من التعلم في أية مرحلة عمرية لاحقة.

وإن التأخر النمائي قبل(5) سنوات من عمر الطفل هو دليل على معاناة الفرد من مشكلات متعددة في باقي مراحل الحياة.

تتشابك مظاهر النمو الإنساني، وبالتالي فإن عدم معالجة الضعف في أحد الجوانب النمائية تأثير سلبي على باقي الجوانب النمائية.

التدخل المبكر له دور رئيسي في تقليل المعاناة النفسية لعائلات الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، التي يمكن أن تواجهها في مراحل حياته اللاحقة.

أثبتت العديد من البحوث أن الأفراد الذين تلقوا مساعدات التدخل المبكر كان مستوى التطور النمائي لديهم مختلف اختلاف ذو الدلالة، عن الأطفال الذين لم يتلقوا هذه الخدمة.


شارك المقالة: