اقرأ في هذا المقال
قامت العديد من الدراسات على دراسة مواقف الوالدين نحو زواج أبنائهم من ذوي الإعاقة العقلية، وطالبت في النهاية بحق المعاق عقلياً في الزواج والأبوة وبناء أسرة سعيدة، وحقهم أيضاً في الحصول على عمل مناسب يمنحهم بدخل شهري يكفي للإنفاق على أسرته.
زواج المعاقين عقليا بين الرفض والقبول
تزايدت مشاعر الخوف والرفض داخل المجتمع ضد ذوي الإعاقة العقلية، مع هذا الرفض أصبح القلق من أن الأفراد ذوي الإعاقة العقلية سيثرون على تدمير الجينات البشرية إذا سمح لهم بممارسة العلاقات الزوجية، ورافق هذا الاتجاه انتشار واسع للقوانين والشرائع التي تمنع الزواج بين الأفراد ذوي الإعاقة العقلية.
ومن ثم ظهرت فكرة تعقيم هؤلاء الأفراد، وفرضت مجتمعات عدة قوانين التعقيم الإجباري عليهم، وسعت هذه المجتمعات إلى تعقيم ذوي الإعاقة العقلية، لعدة غايات أهمها الخوف من إنجاب طفل بنفس خصائص آبائهم، والخوف من إهمالهم لأبنائهم بسبب ضعفهم العقلي، وضعف دافع الأبوة لديهم أو دافع الأمومة.
واستمرت قوانين التعقيم هذه حتى حاربت جماعات حقوق الإنسان هذه القوانين عملت معظم الدول على إلغائها؛ لأنها تعد حق من حقوق الإنسان، للمعاقين عقلياً حق في الزواج والإنجاب وتربية الأطفال ما دام لديهم المقدرة على ذلك، وأيضاً ظهرت دعوات تطالب بحق التعليم والتوظيف والزواج لذوي الإعاقة، ودعم ذلك كله الإعلان لحقوق المعاقين والذي أدى إلى التوجه نحو إعادة تأهيل المعاقين لمواجهة الحياة بجميع جوانبها.
وبالنسبة للخصائص الجسمية للمعاقين عقلياً من فئة ذوي الإعاقة العقلية البسيط، فإنهم يمثلون أقرانهم من غير المعاقين من حيث السلوك النفسي والاجتماعي، وهم قادرون على التعبير على الاندفاعات الجسمية، وأما فئة التخلف الشديد فلا يوجد لديهم إلا تحكم ضعيف في اندفاعاتهم الجسمية.
نصت الشريعة الإسلامية على أنه لا ينبغي حرمان ذوي الإعاقة العقلية من الإنجاب وإشباع حاجاتهم للزواج مثل الأفراد العاديين، وبالذات حالات الإعاقة العقلية البسيطة، وشرعت الزواج للمعاق عقلياً على أن يكون له القدرة على النفقة من ماله أو مال أبيه، والقيام بواجباته الزوجية نحو الطرف الآخر، وتحقيق ما شرع الزواج من أجله من محبة ووئام مع الزوج الآخر.
وحرم الإسلام التعقيم على الأفراد ذوي الإعاقة إلا لأسباب صحية أو مَرضية، أما حالات الإعاقة العقلية المتوسطة والشديدة، فقد منعهم الإسلام من الزواج من أجل عدم قدرتهم عليه؛ لأنهم لا يقدرون على تحمل مسؤولية الأسرة وتربية الأبناء.
اتجاهات الوالدين نحو زواج أبنائهم المعاقين عقليا
موقف أولياء الأمور نحو قدرة أبنائهم على الزواج، ونحو فكرة تعقيم أبنائهم من ذوي الإعاقة، ثم توقعهم لقدرتهم على تربية أبنائهم أكثر من الغريب، أن الأمهات كانت لديهم الرغبة في زواج أبنائهم ذوي الإعاقة العقلية، تم تفسير ذلك بعاطفة الأم تجاه أبنائها، بينما شعور الآباء يغلب عليه الطابع الواقعي المادي.
وتبعاً لذلك كانت الأمهات أيضاً الأكثر توقعاً لقدرة أبنائهم على تربية أبنائهن، بينما كان الآباء أكثر تحفظة، والغريب أيضاً الذي أظهرته الدراسة أن الوالدين في الريف أكثر تقبل لفكرة زواج أبنائهم من ذوي الإعاقة العقلية عن الوالدين في المدن.
في نهاية الدراسة أوصوا بحق المعاق عقلياً خاصة من الفئة البسيط في الزواج والأبوة، وضرورة وضع برامج إرشادية للآباء لمساعدتهم على مواجهة احتياجات هذه المرحلة، وأن تتضافر جهود جميع الهيئات التي يقع عليها عبء النهوض بالمعاق عقلية بقصد معاونتهم على شق طريقهم في الحياة، بتوفير عمل مناسب وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهم.
وظهرت فتاوى شرعية بحكم زواج المعاقين هل هناك شروط لتزويجهن؟ كيف يمكن للمعوق ذو الإعاقة العقلية القيام بواجباته الزوجية؟ هل يجوز زواج المعاقين وذوي الإعاقة العقلية؟ولماذا؟ كيف يمكن أن نتعامل مع زواج المعوقين وذوي الإعاقة العقلية وغيرها من الفتاوى.
يجوز زواج المعاقين وذوي الإعاقة العقلية، وتعد تلبية حاجاتهم الجسدية والنفسية حق مكفول لهم كغيرهم، وإن كان ذلك ضمن حدود، وهذا من مبادئ رعاية المعاق وبالتالي توفر له ممارسة حياته بأقرب صورة إلى الحالة الطبيعية للإنسان.
في زواج ذوي الإعاقات مهما كانت إعاقتهم تحقيق المصلحة مهمة، وهي أن يوجد للمريض منهم من يهتم به، ويهتم أموره ويقوم بها، فإن عقد الزواج في الإسلام؛ يهدف إلى ما هو أكبر من مجرد الاستمتاع، الذي هو من مقاصد الزواج المهمة، بل يراد به أيضاً تحقيق الرعاية والتضامن التراحم بين الزوجين.