سيرة عبد الرحمن ابن خلدون في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


سيرة عبد الرحمن ابن خلدون في علم الاجتماع:

ولد عبد الرحمن ابن خلدون في أول رمضان عام 733 هجرية، 17/ 5/ 1332 ميلادي في تونس، وقد تلقى تعليمه بمسجد القبة حيث حفظ القرآن الكريم، بقراءاته المختلفة (التجويد)، ثم درس العلوم الشرعية، واللغة والأدب والبلاغة هذا إلى جانب دراسته للمنطق والفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضية.

وقد تقلد ابن خلدون كثيراً من الوظائف الإدارية، وعين عضواً بالمجلس العلمي بفاس، مع ملك المغرب في ذلك الوقت السلطان أبو عنان الذي اختص ابن خلدون بمكارم كثيرة ورفع مكانته، حيث عينه ضمن كتابه وموقعيه، ومع ذلك فقد كان ابن خلدون طموحاً ولم ترضى هذه الوظيفة طموحه.

وجدير بالذكر أن هذا الطموح كثيراً ما أوقع ابن خلدون في أزمات ومشكلات، فقد كان يسعى لتحقيق ما يريده بكافة الوسائل حتى لو تتنافى بعضها مع القيم والأخلاق، فعلى سبيل المثال اشترك في دسائس ومؤامرات ضد السلطان، أثناء وجوده في بلاطه وفي إحدى هذه المؤامرات اكتشف أمره وأودع السجن لمدة عامين.

ويقال إن انشغال ابن خلدون المستمر بالرغبة في الحصول على مزيد من المناصب جعله يشترك بل ويخطط لعدد من المؤامرات التي كانت تجري ضد حكام الدويلات المغربية، وقد لزمته هذه الصفة فترة طويلة، ولما لم يظفر ابن خلدون بما كان يرجوه ترك المغرب مستقيلاً من وظائفه وهاجر إلى الأندلس، وقوبل بترحاب كبير هناك وكلفه سلطان غرناطة ببعض المهام، وقد نجح فيها ابن خلدون فزادت مكانته وعلا شأنه لكن الوشايات كثرت حواه، وخشى من مغبتها، فترك غرطانة بعد عامين ونصف كانت فترة سعيدة في حياة ابن خلدون، وانتقل بعد ذلك إلى بجاية وتولى فيها أرقى المناصب لكنه تركها إلى بسكره بعد أن تغير نظام الحكم في بجاية، ثم إلى تلمسان التي لم يدخلها؛ ﻷنه عرف بوفاة سلطانها قبل وصوله إليها فاتجه إلى فاس وفي هذه المرة لم يتول مناصب في فاس بل تفرغ للقراءة لكنه دخل السجن مرة أخرى عندما تغير نظام الحكم في فاس، وبعد ذلك بذل جهوداً كبيرة في العودة إلى تلمسان مزمعاً على هجر العمل بالسياسة والاعتكاف مع أسرته للقراءة والتأليف وبالفعل عاش مع أسرته في هذا المكان أربعة أعوام بدأ فيها بكتابة مؤلفه الشهير “العبر”، وجعل له مقدمه طويلة تحتوي على كثير من أفكاره في علم العمران أو الاجتماع الإنساني.


شارك المقالة: