يوجد العديد من طرق العلاج المستخدمة مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد، حيث يتم استخدام هذه الطرق من أجل مساعدة أسر الأطفال في علاج الطفل أو التخفيف من الاضطراب لديهم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن طريقتين للعلاج العلاج باللمس أو الاحتضان والعلاج الحسي.
طرق علاج اضطراب التوحد:
1- العلاج بالمسك أو الاحتضان:
يعتمد العلاج بالاحتضان على مبدأ وجود القلق الذي يسيطر على الطفل التوحدي، ينتج عنه اختلال التوازن الانفعالي، وبالتالي يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي وفشل في التفاعل الاجتماعي وفي التعلم، وهذا الاختلال في التوازن ينتج عن نقص العلاقة بين الأم والرضيع، وبمجرد استقرار التوازن بينهما فإن النمو الطبيعي سوف يحدث.
يتم هذا المبدأ من العلاج بإمساك الطفل بإحكام حتى يهدأ بعد أن يخرج من حالة الضيق، وبالتالي يحتاج الطفل إلى أن يهدأ ويجب على المرشد والأهل والمدرس أن يقفوا أمام الطفل والإمساك به للتأكد من لقاء العيون، ويمكن أن تتم الجلسة والطفل جالس على ركبة المرشد، وتكون مدة الجلسة (45) دقيقة، ويستاء العديد من الأطفال من هذا الوقت الطويل.
يتم العلاج عن طريق تشجيع الوالدين الأطفال الذاتويين على احتضان أطفالهم لفترة طويلة، حتى لو رفض الطفل وحاول التخلص والابتعاد عن والديه، يعتقد الباحثون أن الإقدام على احتضان الطفل وبشكل مستمر يؤدى في نهاية المطاف إلى قبول الاحتضان وعدم رفضه، وقد أشار بعض الوالدين الذين عملوا على تطبيق هذا الأسلوب من العلاج بأن أطفالهم بدأوا في التمعن في وجوههم ولاحطوا تحسن ملحوظ حصل على إمكانياتهم في التواصل البصري.
كما تم ذكر من قبل العديد من العلماء أن هذه الطريقة تعمل على تطوير إمكانات الطفل على التواصل والتفاعل الاجتماعي، ولكن ما يجدر الإشارة إليه هو أن استعمال طريقة العلاج باللمس أو الاحتضان في علاج الطفل ذو اضطراب التوحد لم يتم إثباتها علمية.
2- العلاج الحسي:
يعاني الطفل المصاب بالتوحد من اضطرابات نمائية في التواصل الحسي، بسبب قدراته الحسية القليلة، وكثيراً ما يرغب الأهل في أن يرى طفلها الأوتيزمي يلعب مثل الأطفال العاديين، وبالتالي يجبروه على لعبة محددة يعدونها وسيلة ملائمة، وهذا غير صحيح بل على عكس ما يجب أن يكون عليه، حيث يجب دائماً البحث عن الأدوات و الألعاب التي تلفت انتباه الطفل الأوتيزمي وتجذبه بشرط أن تكون ملائمة مع قدراته الحسية.
تعد الألعاب التي تستعمل اللمس ذات فائدة كبيرة للأطفال ذوي اضطراب التوحد ومنها الكرات البلاستيكية، والمجسمات المصنوعة على هيئة أشكال مضحكة، ويوجد العديد من الألعاب التي تنمي أطراف الحواس لدى الفرد التوحدي، كما أن الألعاب المتحركة التي تتحدى الطفل الأوتيزمي في كيفية السيطرة عليها تعتبر بعض الأحيان مفيدة و جذابة؛ لأنها تمنحهم بمشاعر مثيرة للاهتمام عندما تتحرك أو تهتز كما أنها تشكل عبء على الطفل الأوتيزمي المنطوي على نفسه كي يرتبط بها.
وفي ذات الوقت نجد الطفل يحاول أن الاحتفاظ بصندوق صغير في ملابسه، مثال أن يحتفظ بكرة صغيرة حيث تزداد مشاعرة بالتفاعل مع الجسم المادي الكرة، ويكتسب الخبرة عن نفسه وعن الآخرين، والتكامل الجسمي محبب نوعا ما، وليس في كل الأحيان حسب طبيعة الأوتيزمي، في علاج الأوتيزم من الألعاب ذات الصوت المسموع واللون الزاهية، مما يجعل الطفل الأوتيزمي يفرح ويقفز عند رؤيته لها أو لمسها.
لهذا يجب أن تكون الألعاب الأولى التي يلعبها البالغين مع أطفالهم الأوتيزميين، يجب أن تكون تلك التي تتضمن ألعاباً ذات الحركة الملموسة التي تخلق التواصل عن طريق الرؤية الواضحة المثيرة، والتي تخلق لديه البذرة الاولى من الخبرة بهذه اللعبة مع مراعاة توفير قدر من استمتاعه بها، وعن طريق إعادة هذه الطريقة سوف يتم دمجها من جديد بالتواصل الذهني.
وكما أن تشجيع الأهل الذين لديهم طفل من ذوي اضطراب التوحد يوضح آلية اختيار الألعاب الملائمة من خلال اللمس أو بالإشارة، وعن طريق نظر المرشد أو المعلم إليه سوف يحفز إمكانية العلاج، ومثال على ذلك عند أخذ المعلم لعبة من الألعاب ذات الأقنعة وتخبئتها أسفل الملابس، ثم وضع بعض منها على رأس المعلم، وهذه ألعاب مثال على ألعاب تربوية هادفة.
وأيضاً من ألعاب الهادفة التربوية الوجوه والأشكال الجذابة سواء حيوانات أو مواد معيشية، تؤمن للمعلم الكثير من نقاط الالتقاء، والارتباط التي تحفز الطفل الأوتيزمي على التفاعل، وبالإضافة إلى التفاعل مع البيئة المحيطة.