عادات وتقاليد الأعياد في العراق

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد الأعياد في العراق:

يعتبر عيد الفطر وعيد الأضحى مناسبتان جميع أجواءها تكون لأفراح المسلمين ودليل ترابطهم الديني القوي، فكل المسلمين يصلون في وقت واحد ويهنئون من حولهم بهذه الأيام المباركة، وإن العيد له أهمية وخصوصية لدى العائلة العراقية العريقة.

تبدأ التجهيزات قبل العيد بأيام معدودة، وتشتمل هذه التجهيزات على تحضير “الكليجة” وشراء ملابس العيد للأطفال، وهذه العادات مستمرة عند الشعب العراقي.

هل تقاليد العيد واحدة في كل أنحاء العراق؟

يمتد العراق على مساحة جغرافية كبيرة، وهو بلد متعدد القوميات، فهذا السبب يجعل العادات تختلف بشكل كبير جداً في مختلف مناطق العراق.
ولا يمكن اقتصار قياس عادات العيد بمقياس واحد، لكن هناك تشابه في بعض التقاليد والعادات العراقية في الأعياد في جميع نواحي العراق، وكذلك يوجد اختلاف.

أهم عادات وتقاليد العيد في العراق:

العيد في العراق هو مصدر لاجتماع العائلات جميعها، ومصدر لإعادة الفرحة على وجوه الاطفال وقلوب الأهالي، وفي كثير من الأحيان يكون العيد سبباً للمصالحة بين المتخاصمين والتقريب بين الأقارب والأصدقاء، أما العيد في العراق، فله عادات وتقاليد خاصه به، وهي تقاليد جميلة تختلف عن بقية البلدان العربية جميعها، وعلى الرغم من اختلاف هذه العادات سنسلط الضوء على أهمها وهي المشتركة بين كل أطياف الشعب العراقي:
الكليجة: تعتبر الكليجة الحلوى المشهورة لدى أبناء الشعب العراقي، تلك الحلوى التي يكاد أن يكون عليها إجماع وطني كامل بشكل كبير جداً، ففي كل المدن يسبق العيد تحضير وتجهيز الكليجة، قبل العيد بيومين تبدأ التحضيرات لهذه الحلوى العراقية الخاصة “الكليجة” تتجمع بنات الخالات والأخوات وجميع النساء والأقارب، ذلك يكون في سوية في مجلس لتحضيرها، وفي هذا الوقت الأطفال يترقبون خروج أول قطعة حلوى ليتدافعوا عليها؛ فرحاً لنيل شرف تذوقها كأول فرد من العائلة، وخصوصاً تلك المحشية بالتمر فالجميع يحبها كباراً وصغاراً.

التسوق: وشراء الهدايا والملابس للعائلة العراقية من أهم الطقوس التي تسبق العيد بأسبوع أو أكثر، وفي ليلة العيد يتسابق أبناء الشعب العراقي على دخول الحمام للغسل والتنظيف، والشعب العراقي يطلق عليها مسمى “غسل العيد” أما الأجداد القدماء فقد كانوا يسمّونها “أم الحلس”، ففيها الأطفال الصغار يحلقون رؤوسهم كاملة، والبنات يتسابقن بطول شعرهنّ مع بنات عمهنّ وأخواتهنّ والأقارب، ووضع الحناء على أيديهنَّ وتزينيها.

العيدية: للعيدية حكاية أخرى وللعيد فرحة خاصة عند الأطفال بالذات، ففي صباح يوم العيد ينطلق الأطفال إلى الأجداد والآباء لمعايدتهم والحصول على أكبر قدر من المال يطلق عليه اسم “العيدية” كنفس الحال في الدول العربية الأخرى، يتسابق الأطفال في النهوض باكراً ومعايدة أكثر عدد من الأهل والأقارب لجني أكبر مبلغ من المال.

صلاة العيد في العراق:

تُعدّ الصلاة في اليوم الأول من أيام العيد هي الافتتاحية لبقية أيام العيد المقبلة، وبعدها تبدأ الفعاليات الأخرى على مختلف أشكالها، فبعد افتتاح الرجال يوم العيد بأداء الصلاة في المساجد والساحات الكبيرة أو الأماكن المفتوحة، وهم في كامل زينتهم من الملابس الجديدة ووضع الطيب، يتبادلون التهاني والتبريك بين بعضهم بعبارة التهنئة “تقبل الله الطاعات، مبارك عليكم العيد”، وتقديم “العيدية” للصغار.

تبدأ الزيارات العائلية بعد تناول وجبة الفطور الصباحي، وبعد الانتهاء من ذلك تبدأ مراسم الزيارات، يكون ذلك من خلال الذهاب إلى بيت الوالدين والبقاء هناك لتناول طعام الغداء، وبعده معايدة الأرحام والأقارب والأصدقاء، والحرص على ذكر الفقراء وبتقديم لهم الميسور من العطاء وكسوة العيد في عادة كانت وما زالت قائمة إلى يومنا هذا.

زيارة المقابر في العيد في العراق:

من العادات التي لا زالت مستمرة منذ زمن طويل، ولم يكف الناس عن ممارستها مهما كانت الظروف المحيطة، فزيارتها من عادات العيد العراقي، وهي شيء استمر عليه الآباء والأجداد، فرغم سلبيتها وعدم انسجامها مع أجواء الفرح، إلا أنها مستمرة ودون انقطاع، رغم أن العيد شُرِع لزيارة الأحياء، ولم يشرع لزيارة الأموات.

ويبقى للعيد عادات أخرى تختلف باختلاف المحافظات والمدن، فزيارة الأقارب والاجتماع ببيت الجد، وكذلك الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وزيارة كبار السنّ ومعايدتهم، فرغم كل الاختلافات لكن هذه العادات ما زالت مستمرة، لكنها بدأت تقل في السنوات الأخيرة.

عيد العراق في عصر التكنولوجيا:

بعد أن غمرت التكنولوجيا حياتنا وتدخلت بتفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، أصبح كثير من الناس وتحديداً فئة الشباب يقضون معظم الأوقات في أيام المناسبات كالأعياد على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد عرف في السابق كانت العائلة العراقية تتكبد عناء السفر للقاء الأهل وتقديم التهاني لهم في أيام العيد، عبر وسائل النقل المتعددة واللقاء المباشر.

إلّا أن عصر السرعة والتكنولوجيا، قد اختصر لهم الطريق وباتوا يكتفون في بعض الأحيان بتبادل رسائل التهاني عبر وسائل التواصل الحديثة، كالهاتف أو الشبكة العنكبوتية وتطبيقات الهاتف النقال، وهذا ما أضعف تماسك النسيج العائلي في بعض الأحيان، وخصوصًا في نظر الجيل السابق من الآباء والأجداد الذين يُعدّونها خرقًا لعاداتهم السابقة التي كانت تشدد على حضور الجميع دون تخلف أي فرد في أيام العيد في دار الجد الأكبر للعائلة.

أخذت منصات التواصل الاجتماعي حيزاً كبيراً من حياة الناس والشباب على وجه الخصوص، فبينما كان الشباب يقضون أيام العيد في مدن الألعاب والأماكن السياحية، واللعب على الدراجات الهوائية وتصادم السيارات وركوب لعبة “الأفعوانية”، ومشاهدة الأفلام في دور السينما، فضّل الكثير من الأشخاص صفحات التواصل الاجتماعي كشكل جديد للعيد بطقوس إلكترونية تكنولوجية خاصة بهم.


شارك المقالة: