علاقة علم الاجتماع بالخدمة الاجتماعية:
تهتم الخدمة الاجتماعية بمساعدة الأفراد لتحقيق التوافق والأمن الاجتماعي، والاعتماد على النفس، وهي في سبيل هذا تعتمد على المهارات السلوكية، والمهارات الخاصة بالعلاقات الاجتماعية، وكل هذا يقوم بالدرجة الأولى على المعرفة العلمية.
وعلى هذا فالخدمة الاجتماعية فن تطبيقي يسعى لنقل المعرفة العلمية إلى حيز التطبيق، ومن هنا فإنه يجد في دراسة علم الاجتماع وعلم النفس وغيرهما ما يعنيه على تحقيق أهدافه.
وقد كان هناك نوع من الخلط بين علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، ولكن محاولة كل منهما تحديد أهدافه ومناهجه وأدواته قد أسهم في إزالة هذا الخلط، فإذا كان علم الاجتماع يهتم بدراسة بعض مجالات الحياة الاجتماعية ويحاول تشخيص الأسباب المؤدية إلى بعض المشكلات، فإنه يترك وسائل مواجهة هذه المشكلات للخدمة الاجتماعية لتنقل المنظورات التي توصل إليها إلى حيز التطبيق.
تتصل الخدمة الاجتماعية و مجالاتها و ميادينها المتنوعة بعلم الاجتماع، وفي كثير من الأحيان نوع من الخلط في طبيعة الاهتمامات بين هذين العلمين، فعلم الاجتماع يركز على استخدام النظريات السوسيولوجية في تعين وتوجيه البحث الاجتماعي ومناهجه وأدوات جمع بياناته المتنوعة بالإضافة إلى استخدام الكل في كيفية تطبيق واختبار هذه النظريات في الواقع، في علم الخدمة الاجتماعية وأقسامه المختلفة.
هل علم الاجتماع هو نفسه الخدمة الاجتماعية؟
فهناك من يرى بأن علم الاجتماع هو نفسه الخدمة الاجتماعية، وهذا ليس صحيحاً وغير منطقي، ﻷن علم الاجتماع هو علم له أساسه ومنهجيته العلمية المرتكز على البحث وتفسير الظواهر وتحليلها وفهم ذلك بالاعتماد على إطار نظري.
وهذا مخالف للخدمة الاجتماعية فالخدمة الاجتماعية لها كونها ونشأتها وأساسها المهني وأيضاً منهجيتها العلمية بالإضافة إلى الأسس الأخلاقية، ولها أساليبها وطرقها التي تعتمد عليها وهي طريقة خدمة الفرد وخدمة الجماعة وتنظيم المجتمع.
كما تميل الخدمة الاجتماعية لعلم النفس أكثر، بل هي تستمد وتنتفع من العلوم الإنسانية بشكل عام؛ تركز على تكوين الفرد ودراسة الفرد بكل فردية وخصوصية، إضافة إلى التشخيص والعلاج، ودراسة الجماعة وسلوكها وتقديم البرامج المتنوعة المصممة بكل انتقائية لتناسب الجماعة وتحقق الهدف المطلوب؛ إضافة إلى دراسة وتنظيم المجتمع، والتعرف على تطلعات المجتمع وما هي اهم المشكلات التي يواجهها.