اقرأ في هذا المقال
علم الأحياء البشري في الأنثروبولوجيا البيولوجية:
يقوم العديد والكثير من علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية بعمل يندرج تحت مسمى علم الأحياء البشري، وهذا النوع من العلم متنوع، لكنه يميل إلى استكشاف كيف يتأثر جسم الإنسان بالبيئات المادية المختلفة والتأثيرات الثقافية والتغذية، وتشمل هذه دراسات حول التباين البشري أو الاختلافات الفسيولوجية بين البشر حول العالم. على سبيل المثال، لدى بعض البشر القدرة على هضم اللاكتوز في الحليب حتى مرحلة البلوغ، والبعض الآخر يفتقر إلى هذه القدرة.
وبعض البشر مثلاً يتمتع بقدرة معززة على مقاومة عدوى الملاريا. ويميل بعض البشر إلى أن يكونوا طويلين ونحيفين جدًا بينما يميل آخرون ليكونوا قصيرين وممتلئين، ولا يزال البعض الآخر يميل إلى أن يكون لديه بشرة داكنة والبعض الآخر بني فاتح وحتى لديه بشرة شاحبة.
ماذا يدرس علماء أنثروبولوجيا علم الأحياء البشري؟
يدرس بعض علماء أنثروبولوجيا علم الأحياء البشري والتكيفات البشرية مع البيئات القاسية، والتي تشمل تتطور الاستجابات الفسيولوجية والمزايا الجينية للسكان لمساعدتهم على العيش هناك. على سبيل المثال، الناس الذين ولدوا على ارتفاعات عالية جدًا يتكيفون مع الحياة في بيئة ينقص فيها الأكسجين، وقد أظهرت الأبحاث أن السكان الذين عاشوا لأجيال عديدة في مرتفعات عالية جدًا، مثل تلك الموجودة في أجزاء من التبت والبيرو وإثيوبيا، لديهم تكيفات فسيولوجية متطورة وطويلة المدى.
وتشمل هذه الرئتين والصناديق الكبيرة وتنفس الأكسجين المحسن وأنظمة الدورة الدموية التي تساعدهم على البقاء في بيئة قد تسبب خطرًا على حياتهم بسبب نقص الأكسجة (الحرمان من الأكسجين)، حيث يعتقد بعض علماء الأنثروبولوجيا أن تكيف التبتيين للعيش في ارتفاعات عالية، يُقدر أنه حدث من 3000 عام، وهي واحدة من أسرع حالات التطور البشري في سجل العلم.
بماذا يهتم علماء أنثروبولوجيا علم الأحياء البشرية؟
بالإضافة إلى دراسة كيف يتكيف البشر مع بيئاتهم المادية ويختلفون بيولوجيًا، يهتم أيضاً علماء أنثروبولوجيا علم الأحياء البشرية بكيفية تأثير التغذية والأمراض على نمو الإنسان وتطوره. حيث أن النظام الغذائي الغربي الذي يحتوي على نسبة عالية من النشا المعالج والكربوهيدرات المكررة والدهون المشبعة والسكر والملح المتزايد بشكل كبير تسبب في عدد من حالات التمثيل الغذائي، والذي بدءت المجموعات الثقافية في جميع أنحاء العالم في استبدال جباتهم الغذائية التقليدية مع هذه المنتجات الغذائية المصنعة.
وبدأوا في تجربة ارتفاع في الأمراض التي ابتليت بها المجتمعات الغربية، مثل مرض السكري وأمراض القلب والاختلالات الهرمونية. كما سأل علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية آخرون لماذا الفتيات في الغرب بدأت المجتمعات في الحيض في وقت مبكر (أحيانًا لا يتجاوز عمرها سبع سنوات). أذ لا يزال التفسير النهائي لم تحل. ويتكهن البعض أن هذا قد يكون له علاقة بالتغييرات في نظامهن الغذائي، بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد يكون له علاقة أيضًا مع التعرض للمواد الكيميائية في البيئة أو عوامل أخرى. ويشارك علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية في مجموعة واسعة وكبيرة من البحث الذي يمتد على نطاق التنوع البيولوجي البشري.
الحقول الفرعية للأنثروبولوجيا البيولوجية:
الحقول الفرعية الستة للأنثروبولوجيا البيولوجية كعلم الحيوانات الأولية، وعلم الإنسان القديم، وعلم الآثار البيولوجية، والأنثروبولوجيا الجزيئية، وأنثروبولوجيا الطب الشرعي وعلم الأحياء البشري، كلها تساعدنا على فهم معنى أن تكون إنسانًا بيولوجيًا من عند التحليلات الجزيئية لخلايا الإنسان، لدراسات الهيكل العظمي المتغير، للبحث عن أبناء عمومة الرئيسيات غير البشرية، كما تساعد الأنثروبولوجيا البيولوجية في الإجابة عن السؤال المركزي للتخصص الأكبر في الأنثروبولوجيا:
ماذا يعني أن تكون إنساناً؟ وعلى الرغم من بؤرهم المختلفة، يشترك جميع علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية في الالتزام باستخدام نهج علمي لدراسة كيف أصبح الإنسان من الأنواع المعقدة والقابلة للتكيف والتي هو عليها اليوم.
علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية كعلماء:
يستخدم علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية المنهج العلمي كطريقة للتعرف على العالم من حولهم. حيث كثير من الناس فكر في العلم كما يحدث في مختبر معقم، وأحيانًا يحدث ذلك، ولكنه يحدث أيضًا في الأنثروبولوجيا البيولوجية أذ توجد العديد من الأماكن الأخرى المتعددة، مثل محطة أبحاث في إثيوبيا، وموقع ميداني في تنزانيا، ومدينة في السلفادور. ولفهم كيفية إنشاء المعلومات في هذا المجال، من المهم التعرف على ماهية العلم (وما هو ليس كذلك) وأيضًا لفهم كيفية عمل الطريقة العلمية في الواقع.
التعرف على العلم في الأنثروبولوجيا البيولوجية:
يجمع العلم بين فضول البشر الطبيعي وقدرتهم على التجربة حتى يتمكنوا من فهم العالم من حولهم وتلبية الاحتياجات في مجتمعاتهم. حيث بفضل العلم، يمكن للعلماء التنبؤ بالطقس، كما يمكن من خلال العلم مساعدة المزارعين لزراعة ما يكفي من الغذاء لإطعام عدد كبير من السكان، كما يساعد العلم في تحسن الأمراض من خلال صنع الأدوية. كما يمكن لأي شخص المشاركة في العلوم وليس الأكاديميين فقط. ففي الواقع، غالبًا ما يكون الأطفال من أفضل العلماء. ففي وقت مبكر، جادل عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية المعروف، جان بياجيه من عام (1896- 1980)، بأن الطفل “عالم صغير” مدفوع داخليًا لتجربة واستكشاف عالمه.
حيث يمكن ملاحظة ذلك عندما يسقط الرضيع لعبة بشكل متكرر لمعرفة ما إذا كان الوالد سيختار الأمر، أو عندما يسأل طفل يبلغ من العمر أربع سنوات بصدق “لماذا” مرارًا وتكرارًا. كما أهتمت عالمة الأنثروبولوجيا الطبية ماريا مونتيسوري من عام (1870– 1952) بكيفية تعلم الأطفال. ومن خلال بحثها، أدركت أيضًا أن الأطفال لديهم طبيعة الميول العلمية. كما لدى الأطفال رغبة في استكشاف بيئتهم وطرح الأسئلة واستخدام خيالهم والتعلم بالممارسة، ففي الأنثروبولوجيا البيولوجية والمجالات العلمية الأخرى، تكون عملية التعلم أكثر رسمية، لكن علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية لا يزالون يستفيدون من الفضول الذي يحفز الأطفال وما زالوا يختبرون إثارة الاكتشاف.
فهم كيفية عمل الطريقة العلمية في الأنثروبولوجيا البيولوجية:
يمثل العلم كلاً من المجموعات المعرفية، وعملية تعلم تلك المعرفة هي (الطريقة العلمية). ففي بعض الأحيان، قد يكون من الصعب التمييز بين المعلومات والمعارف العلمية من غيرها. حيث يضم العلم أيضًا نطاقًا واسعًا من طرق جمع البيانات، مما يزيد من صعوبة معرفة ماهية العلم حقًا.
وهذا يتناول أربع خصائص رئيسية وأساسية تساعد في التحديد والتعرف على كيفية عمل الطريقة العلمية في الأنثروبولوجيا البيولوجية، وهي كالتالي:
1- العلم يدرس العالم المادي والطبيعي وكيف يعمل.
2- يجب أن تكون التفسيرات العلمية قابلة للاختبار وأيضاً قابلة للدحض والتفنيد.
3- يعتمد ويرتكز العلم على الأدلة التجريبية.
4- العلم يشمل المجتمع العلمي كله.