الدولة العثمانية في عهد السلطان مراد الثالث:
مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني، (من مواليد 4 يوليو (1546)، مانيسا، الإمبراطوريّة العثمانيّة توفي (15/16)،(1595)، القسطنطينيّة اسطنبول الآن)، السلطان العثماني في (1574-1595) والذي شهد عهده حروبًا طويلة ضد إيران والنمسا والتدهور الاجتماعي والاقتصادي داخل الدولة العثمانيّة.
خارجيًّا واصل السلطان مراد الثالث الهجوم العسكري لأسلافه، استولى على فاس (الآن فاس، مور) من البرتغاليين عام (1578)، خاض حربًا مرهقة ضد إيران (1578-1590)، والتي بسطت حكمه على أذربيجان، وتفليس (الآن تبليسي، جورجيا)، ونهاواند، وحمدان (الآن في إيران).
بدأ السلطان محمد الثالث في أوروبا، حربًا طويلة ضد النمسا (1593-1606)، والتي شهدت تحالفًا في عام (1594) بين الحكام التابعين العثمانيّين لمولدافيا وترانسيلفانيا والوالشيا مع النمسا في تحدٍ للسلطة العثمانية.
وقع السلطان مراد تحت تأثير النساء في حريمه وخدامه، وتجاهل نصيحة الصدر الأعظم محمد صقللي، الذي اُغتيل عام (1579)، تحت حكم السلطان مراد، عانت الدولة العثمانيّة من المحسوبيّة، وفُرضت ضرائب باهظة على المدى الطويل.
ساهمت الحروب والتضخم، والتي تفاقمت بسبب تدفق الفضة الرخيصة من أمريكا الجنوبيّة ومن إسبانيا، في تدهور المؤسّسات الإدارية العثمانيّة الرئيسيّة، عانى نظام التيمار من التفكك عندما أجبر الفلاحون، بسبب الضرائب المرتفعة، على مغادرة أراضيهم، الجيش الإنكشاري الفعال للغاية (قوات النخبة)، بسبب سياسة التجنيد العشوائي، تدهورت إلى هيئة من الأشرار الذين هددوا سكان الحضر والريف.