تاريخ تعريف الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


إن هذا الكائن الفريد الذي اسمه الإنسان، كان دائماً ولا يزال، موضوع التأمل والدراسة من قبل كثير من العلوم الطبيعية والإنسانية على حد سواء. وهذا ما دفع العلماء إلى دراسته والبحث عن أسراره.

في تعريف الأنثروبولوجيا وتاريخها:

منذ القدم لاحظ الكائن البشري بصفة عامة الفروقات القائمة بين أمم الجنس الإنساني. حيث اهتم بمعرفة الطبيعة البشرية. وتوضيح الفروقات في الصفات الجسدية، وطبيعة البشرة والعادات والتقاليد، والفنون والأديان وغير ذلك من ظواهر الحياة.

وفي حدود هذا الأهتمام والتركيز على تطور البحوث البشرية خلال العصور، برزت بظهور تخصص جديد من تخصصات المعرفة جُمع على تسميته بالأنثروبولوجيا. ولكن ما معنى الأنثروبولوجيا؟ وما هو مجالها؟ حيث أن لكل تخصص عادةً بعض من الظواهر التي يستمر الباحثون على البحث عنها ودراستها بأسلوب الوصف والتحليل والتفسير.

لقد رأى أحد الأنثروبولوجيين الأمريكيين أن أفضل أسلوب لتعريف الأنثروبولوجيا هي أن تعطي للمرء فكرة عن ما يقوم به الأنثروبولوجيين. وفي صدد هذا الموضوع سطرت العالمة الأنثروبولوجية الأمريكية المعروفة مارجريت ميد مقولتها: “بأننا نوضح السمات البشرية والبيولوجية والاجتماعية والثقافية للنوع الإنساني عبر الزمن وفي مختلف الأماكن، ونفسر السمات البيولوجية والثقافية المختلفة، كنظم مترابطة ومتطورة، وذلك من خلال جداول ومقاييس ومناهج حديثة.

كما نركز على وصف وتفسير المعايير الاجتماعية والتكنولوجيا. ونهتم أيضاً بتحليل الإدراك العقلي للكائن البشري، واختراعاته وعاداته وأساليب اتصاله. وبسمة عامة فإن الأنثروبوجييون يسعون لربط وتحليل نتائج البحوث في حدود مدارس التطور، أو مصطلح الوحدة النفسية المشتركة بين الإنسان.

حيث إن العلوم الأنثروبولوجية التي ممكن أن تتعارض مع بعضها البعض، هي في نفسها جوهر الحركة والتقدم في هدا العالم الحديث، فهي التي تدعي للانتباه. وتبعث على الإبداع والتطور. حيث يجدر القول أن جزءاً لا بأس به من وظيفة الأنثروبولوجيين يقوم نحو المواضيع العملية في تخصصات الصحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ومختلف تخصصات الحياة الآخرى.

الربط بين الجانب المعنوي والمادي في الأنثروبولوجيا:

مع دراسة الأنثروبولوجيا لجميع المجتمعات كجزء من مجالها الشمولي الواسع، يتوجه العلماء الأنثروبولوجيون، عند بحثهم لطريقة حياة مجتمع محدد، إلى الربط بين الناحية المعنوية والناحية المادية لما يجري في الحياة اليومية للبشر، وتوضيح الكيفية التي يرتب بها الأفراد والجماعات طرق معيشتهم، وطرق المحافظه على حياته.

لهذا لا تبلور الأنثروبولوجيا نظاماً أو معياراً معيناً إلا في حدود ترابطه وصلاته بالمعايير الآخرى. حيث أصبحت الدراسة الحقلية التي تعتمد على التواصل المباشر والواسع بمجتمع الدراسة، صفة أو ميزة رئيسية في مبادئ العمل الأنثروبولوجي.


شارك المقالة: