كيف يساعدنا علم الاجتماع في حياتنا؟
يطرح علم الاجتماع مواضيع عملية عديدة لحياتنا، وذلك ما أكد عليه رايت ميلز عندما عرض فكرته عن المخيلة الاجتماعية.
معرفة الفوارق بين الثقافات: يمنحنا علم الاجتماع أن ننظر إلى العالم الاجتماعي من وجهات نظر غير التي لدينا، وإذا أدركنا بصورة سليمة أسلوب حياة الآخرين، فإننا على الأغلبية أن نمتلك إدراكاً أنسب لطبيعة ما يقابلونه من مشكلات.
كما أنه لا توجد للسياسات العملية التي لا تنطلق من إدراك مباشر لمسارات حياة أفراد المجتمع الذين تستهدفهم أية فرصة للنجاح.
تقسيم آثار السياسات: من ناحية أخرى، فإن البحث الاجتماعي يقدم مساعدة عملية في تقييم نتائج المبادرات السياسية، فقد يخفق أحد برامج الإصلاح العملية في تحقيق الأهداف التي وضعها مصمموه، أو يسفر عن عدد من النتائج السلبية غير المقصودة. ففي السنين التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، على سبيل المثال، شُيدت مجمّعات سكنية ضخمة في أواسط المدن في عدد كبير من البلدان.
وقد صممت هذه المباني لتوفير مساكن على مستوى عالٍ للفئات المتدنية الدخل في المناطق الفقيرة، كما وفرت مرافق للتبضع ولخدمات مدنية أخرى على مقربة منها، غير أن البحث أظهر في وقت لا حق أن كثيراً من الناس ممن انتقلوا من مساكنهم السابقة إلى الأبراج السكنية الضخمة بدأوا يحسون بالعزلة وعدم الارتياح وكثيراً ما تصبح العمارات السكنية العالية ومراكز التسوق المقامة في المناطق الفقيرة أرضاً خصبة لانتشار أعما السلب والنهب وجرائم عنيفة أخرى.
التنوير الذاتي: من ناحية ثالثة، بإمكانية علم الاجتماع بوسائل غيرها أكثر ضرورية أن يمدنا بالتنوير الذاتي وتعميق فهمنا لذاتنا، وكلما إزداد إدراكنا بالبواعث الغامضة وراء أعمالنا وبوسائل عمل المجتمع الذي نبقى فيه، تعززت مقدرتنا على التأثير في مستقبلنا.
وينبغي أن لا نقصر دور علم الاجتماع على مساعدة واضعي السياسات، أي أركان السلطة على اتخاذ قرارات رشيدة، وإذ لا يمكننا الافتراض بأن المشاركين في السلطة سيكونون حريصين على مصالح الفئات الأضعف والأقل حظاً في ما يضعونه من سياسات، والفئات التي تحقق الاستنارة الذاتية قد تفيد من البحث الاجتماعي وترد بصورة فعالة على سياسات الحكومة أو تطلق مبادرات خاصة من جانبها.