هو عالم ألماني في السياسة والاقتصاد، وهو من مؤسسي علم الاجتماع الحديث ودرس موضوع الإدارة العامة في مؤسسات الدولة، وهو من أوجد مصطلح البيروقراطية.
انطلق فيبر من أنَّ دراسة الجماعة أو الحياة الاجتماعية، مصدرها هو الفعل الاجتماعي كوحدة صغيرة جداً من أجل فهم وتفسير مسار ونتائج الفعل الاجتماعي.
فالفعل من وجهة نظر فيبر هو العنصر الأساسي الذي تنبثق منه أوجه الحياة الاجتماعية وبالتالي يترتب عليه فهم وتفسير جميع العمليات وتشمل تفاعل الأفراد وعلاقاتهم والبناءات الاجتماعية.
أنماط الفعل الاجتماعي:
الفعل الاجتماعي هو مدخل دراسة فيبر للمجتمع وما يحتوي هذا المجتمع من عمليات وعلاقات وجماعات ونظم اجتماعية.
ومن هنا توصل فيبر إلى ضرورة تصنيف الفعل إلى أنماط وربط هذه الأنماط بأشكال الحياة الاجتماعية وصنفها إلى أربعة أنماط للفعل الاجتماعي هي:
1-الفعل العقلاني الغائي: وهو الفعل الذي يقوم على أسس مدروسة علمية، وعادةً ما يرتبط بالقانون وأساسه اختيار الإنسان الوسيلة الأفضل وتكون لتحقيق غاية أو قيمة اجتماعية.
2-الفعل العقلاني القيمي: وهو الفعل الذي يكون مدروس بالعقل وبنفس الوقت مرتبط بقيمة اجتماعية.
3-الفعل التقليدي: وهو الفعل الذي يرتبط بالعادات والتقاليد والأعراف، وهو بالعادة مقيد بما هو مقبول ومعروف في مجتمعهم.
4-الفعل الوجداني: وهو الفعل المرتبط بالعاطفة ويعبر عنها سواء وجدانياً أو روحياً.
ومن خلال دراسة فيبر للأنماط الاجتماعية، وأنها هي أساس الدراسة العلمية للمجتمع والحياة الاجتماعية، نرجع إلى هذه الأنماط وكيف تمَّ استخدامها في دراسة السُّلطة والشريعة فيها.
فمن وجهة نظره يتوقع أنَّ كل نمط فعل يؤدي إلى نمط من السُّلطة، وهنا توصل فيبر إلى ثلاثة أنماط من السُّلطة وهي:
1-السُّلطة التقليدية: وهذه السُّلطة ترتبط بالفعل التقليدي ويتقبلها الناس على أساس التقاليد والأعراف.
2-السُّلطة العقلانية: وهذه السُّلطة ترتبط بالفعل العقلاني بشكليه الغائي والقيمي وأساسها الأنظمة والقوانين.
3- السُّلطة الكرزمية: وهذه السُّلطة ترتبط بالفعل الوجداني وأساسها ارتباط الناس بصاحب السُّلطة لما يتمتع فيه من صفات شخصية ذات قيمة جاذبة.
حاول فيبر تفسير الرأسمالية وبيان الأسباب والظروف التي أدت إلى تحول المجتمع الإقطاعي إلى المجتمع الرأسمالي، وعلى الرغم من اعترافه بأهمية الأسباب والعوامل الاقتصادية كما اقترح كارل ماركس . إلا أنَّه أخذ بالأسباب الفكرية وخاصة الفكر الديني.
فقد أرجع ظهور الرأسمالية إلى الأفكار الدينية الحديثة، التي أخذت مكان الأفكار والقيم القديمة التي كانت تعطل التطور والفعل الاقتصادي.