ما هي اللغات التي استخدمت في الإمبرطورية العثمانية؟

اقرأ في هذا المقال


كانت لغة بلاط وحكومة الإمبراطوريّة العثمانيّة هي اللغة التركية العثمانيّة، ولكن العديد من اللغات الأُخرى كانت مُستخدمة في العصر الحديث في مناطق من الإمبراطوريّة العثمانيّة، كانت الأقليات التي تعيش في كنف الإمبراطورية العثمانيّة لها حرية استخدام لغتها فيما بينها، لكن إذا احتاجوا إلى التواصل مع الحكومة فعليهم استخدام التركيّة العثمانيّة.

ما هي اللغات التي كانت تُستخدم في الإمبرطوريّة العثمانية؟

كان للعثمانيين ثلاث لغات رئيسية هي:

1- التركيّة: وهي اللغة التي يتحدث بها غالبية الناس في الأناضول وغالبية مسلمي البلقان باستثناء ألبانيا والبوسنة ومختلف جزر بحر إيجه.
2- الفارسيّة: وهي اللغة التي استخدمها المتعلمون في البداية في الأجزاء الشماليّة من الإمبراطوريّة العثمانيّة، قبل أن يستبدلها العثمانيون.

3- العربيّة: المستخدمة في الأجزاء الجنوبيّة من الإمبراطوريّة العثمانيّة، كانت اللغة العربيّة تستخدم بشكل رئيسي في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا وبلاد ما بين النهرين والشام.
وطوال البيروقراطيّة العثمانيّة الواسعة، كانت اللغة التركيّة العثمانيّة هي اللغة الرسميّة، وهي نسخة من التركيّة، مع مزيج كبير من القواعد والمفردات العربيّة والفارسيّة، عمليًا جميع المواد الفكريّة والمتعلمة تمّ اتخاذها باللغة التركيّة، كان على بعض الناس العاديين توظيف “كتاب الطلبات” (arzuhâlcis) ليكونوا قادرين على التواصل مع الحكومة.
واستمرت المجموعات العرقيّة في التحدث داخل عائلاتهم وأحيائهم بلغاتهم الخاصة مثل اليهود، اليونانيون والأرمن، في القرى التي يعيش فيها اثنان أو أكثر من السكان معًا، غالبًا ما يتحدث السكان لغة بعضهم البعض. وفي المدن العالميّة، غالبًا ما يتحدث الناس بلغات عائلاتهم، وتحدث العديد من الأتراك غير العرقيين اللغة التركية كلغة ثانية، تحدث الأتراك العثمانيون المتعلمون العربيّة والفارسيّة، حيث كانت هذه اللغات الأجنبيّة الرئيسية في عصر ما قبل التنظيمات، بحيث تمّ استخدامهما في العلوم والشؤون الأدبية.


وفي القرنين الماضيين، برزت الفرنسيّة والإنجليزيّة كلغات شائعة، خاصة بين المجتمعات المسيحيّة المشرقيّة تعلمت النخبة الفرنسيّة في المدرسة، واستخدمت المنتجات الأوروبيّة كمواصفات، اكتسبت التركيّة العثمانيّة خلال هذه الفترة العديد من الكلمات المُستعارة من العربية والفارسية، ويُذكر أنّ ما يصل إلى 88٪ من مفردات اللغة التركيّة كان من هاتين اللغتين.


وكانت المجموعات اللغويّة متنوعة ومتداخلة، في شبه جزيرة البلقان، كان المتحدثون السلافيون واليونانيون والألبانيون هم الأغلبية، في معظم الأناضول، كانت اللغة التركيّة هي لغة الأغلبية، ولكن اللغة اليونانية والأرمينية وفي الشرق والجنوب الشرقي.
وكانت اللغة الكرديّة تُستخدم أيضًا، في سوريا والعراق والجزيرة العربية ومصر وشمال إفريقيا، تحدث معظم السكان أنواعاً مُختلفة من اللغة العربيّة (لهجات متنوعة) وفوقهم نخبة تتحدث التركيّة، ومع ذلك، لم تكن هناك لغة فريدة في أي مقاطعة من الإمبراطورية العثمانيّة.

ما هي الوثائق التي ترجمتها السلطات العثمانية لعدة لغات؟

قامت السلطات العثمانيّة بترجمة وثائق حكوميّة إلى لغات أُخرى في فترة ما قبل التنظيمات، وقامت بذلك بسبب وجود مجموعات لغويّة مُتعددة، اشتهر بعض المترجمين في مجموعاتهم اللغوية بينما اختار آخرون عدم ذكر أسمائهم في أعمالهم، حيث تشمل الوثائق المترجمة إلى لغات الأقليات مرسوم جولهان، وقرار الإصلاح العثماني لعام 1856، قانون العقوبات العثماني (Ceza Kanunnamesi)، والقانون التجاري العثماني (Ticaret Kanunnamesi) ، وقانون الإصلاح الإقليمي (Vilayet Kanunnamesi) ، (Düstur Mecelle) والدستور العثماني لعام 1876.
وكانت صحيفة التركيّة العثمانيّة (Vekayi-i giridiyye)، التي نُشرت في مصر بعد عام 1830، أول صحيفة باللغة التركيّة في الإمبراطورية العثمانيّة، كانت هناك نسخة باللغتين التركيّة واليونانيّة. وكانت هناك صحيفة ناطقة باليونانية تأسست عام 1861، (Anatolikos Astēr) (“النجم الشرقي”)، كان كونستانتينوس فوتياديس رئيس التحرير، وعمل ديميتريوس نيكولايدس كمحرر، وفي عام 1867 أسس نيكولايدس جريدته الخاصة باللغة اليونانيّة ، كونستانتينوبوليس.
وكتب يوهان شتراوس، مؤلف كتاب “دستور لإمبراطورية متعددة اللغات: ترجمات (Kanun-ı Esasi) وغيرها من النصوص الرسميّة إلى لغات الأقليات”، أنّ المنشور كان طويلاً ليظل أكثر الجرائد اليونانية قراءة في الإمبراطورية العثمانية.

ونُشر مرسوم جولهانه وقرار الإصلاح العثماني لعام 1856 باللغة اليونانيّة. وتمّ نشر (Düstur) باللغات الأرمينيّة والبلغاريّة واليونانيّة واليهوديّة والإسبانيّة، وكذلك الأرمنيّة التركيّة، أو التركيّة بالأحرف الأرمينيّة، تمّ نشر (Mecelle) وهي مجلة الأحكام العدليّة وضعتها لجنة من العلماء في الدولة العثمانيّة، أيضًا باللغة اليونانيّة، مع (Photiadis) و (Ioannis Vithynos) كمترجمين مشاركين.
ونُشر الدستور العثماني لعام (1876) بعدة لغات غير إسلاميّة، بما في ذلك اللغات الأرمينيّة والبلغاريّة واليونانيّة واليهوديّة الإسبانيّة (لادينو) كما كانت هناك نسخة باللغة الأرمنيّة التركيّة.


شارك المقالة: