معركة نافارينو:
كانت معركة نافارين معركة بحريّة وقعت في (20) أكتوبر من عام (1827)، أثناء حرب الاستقلال اليونانيّة (1821-1832)، في خليج نافارين (بيلوس الحديثة)، على الساحل الغربي لشبه جزيرة بيلوبونيز، في البحر الأيوني.
هزم جيش الحلفاء المكون من بريطانيا وفرنسا وروسيا الجيش العثماني وحلفاءه (المصريّة والجزائريّة)، حيث حاولت القوات العثمانيّة إيقاف تمرد اليونانيون، ولكنّها فشلت ممّا جعل استقلال اليونان أكثر احتمالا.
بالإضافة إلى أسطول السفن الحربيّة العثمانيّة، كان هناك الأسطول المصري والجزائري الذي قاتل إلى جانب العثمانيون، ولكن الأساطيل المُتحالفة المكونة من السفن الحربيّة البريطانيّة والفرنسيّة والروسيّة دمرت سفن الأسطول العثماني وحلفائه، كانت هذه آخر معركة بحريّة كبرى في التاريخ يتمّ خوضها بالكامل مع السّفن الشراعيّة، على الرّغم من أنّ معظم السفن قاتلت في المرسى.
تم تحقيق انتصار الحلفاء من خلال القوة الناريّة والمدافع المتفوقة، كان سياق تدخل القوى العظمى الثلاث في الصراع اليوناني هو التوسع الطويل الأمد للإمبراطوريّة الروسيّة على حساب الإمبراطوريّة العثمانيّة المتدهورة.
اعتبرت طموحات روسيا في المنطقة تهديدًا جغرافيًا استراتيجيًّا كبيرًا من قبل القوى الأوروبيّة الأخرى، التي كانت تخشى تفكك الإمبراطوريّة العثمانيّة وإقامة الهيمنة الروسيّة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
كان العامل المؤجّج هو الدعم العاطفي القوي لروسيا الأرثوذكسية لشركائهم الدينيين اليونانيين، الذين تمردوا ضد أتباعهم العثمانيين في عام(1821)، على الرغم من الاهتمام البريطاني الرسمي بالحفاظ على الإمبراطوريّة العثمانيّة، دعم الجمهور البريطاني اليونانيّين بقوة.
خوفاً من العمل الروسي من جانب واحد، ربطت بريطانيا وفرنسا روسيا بموجب معاهدة بتدخل مشترك يهدف إلى ضمان الاستقلال الذاتي اليوناني مع الحفاظ على وحدة الأراضي العثمانية كرقابة على روسيا.
وافقت السلطات، بموجب معاهدة لندن (1827)، على إجبار الحكومة العثمانيّة على منح اليونانيين الحكم الذاتي داخل الإمبراطوريّة والأسراب البحرية المرسلة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لفرض سياستها.
حدثت المعركة البحريّة عن طريق الصدفة أكثر من التصميم نتيجة للمناورة التي قام بها قائد الحلفاء الأدميرال إدوارد كودرينجتون، بهدف إجبار القائد العثماني على الامتثال لتعليمات الحلفاء.
أنقذ غرق الأسطول العثماني الجمهوريّة اليونانيّة الوليدة من الانهيار، لكنها تطلبت تدخلين عسكريين آخرين – من روسيا في شكل الحرب الروسيّة التركيّة عام(1828-1829) وقوة استكشافيّة فرنسيّة إلى البيلوبونيز لإجبار القوات العثمانيّة على الانسحاب من وسط وجنوب اليونان – لتأمين استقلال اليونان أخيرًا.