العصر الفيكتوري: هو فترة من تاريخ أوروبا والتي بدأت تلك الفترة بعد عصر النهضة في أوروبا، وقد بدأ العصر الفيكتوري في بريطانيا عند بداية الثورة الصناعية فيها، ومن ثم انتقلت إلى أوروبا وإلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكما يطلق العصر الفيكتوري على فترة حكم الملكة فيكتوريا لبريطانيا، ويعتبر حكم الملكة فيكتوريا لبريطانيا ثاني أطول فترة حكم في بريطانيا، حيث استمر حكمها لمدة أربعة وستون عاماً، وقد بدأ حكمها منذ عام 1937 حتى عام 1901 ميلادي.
العصر الفيكتوري:
يعتبر العصر الفيكتوري بأنه بداية الثورة الصناعية في الإمبراطورية البريطانية، عندما بدأت الملكة فيكتوريا في حكم بريطانيا، بدأت بريطانيا تتحول من دولة زراعية إلى دولة صناعية، ففي تلك الفترة بدأت بريطانيا بصناعة السكك الحديدية، يعتبر العصر الفيكتوري هو بداية الإصلاح التي بدأت في بريطانيا، ففي تلك الفترة تم إدخال التغييرات على النظام الانتخابي في بريطانيا، وقد مَرّ العصر الفيكتوري في بريطانيا بثلاثة مراحل: مرحلة الفترة الفيكتورية الباكرة والتي كانت في تلك الفترة الأوضاع في بريطانيا غير مستقرة سياسياً واجتماعياً، الفترة الفيكتورية المتأخرة والتي كانت تعاني الإمبراطورية البريطانية من عدة نزاعات، والفترة الفيكتورية الوسطى والتي تميزت تلك الفترة في بريطانيا بالازدهار الكبير والوطنية.
وقامت الإمبراطورية البريطانية في عام 1832 ميلادي بإصدار قانون الإصلاح؛ وذلك بعد الاضطرابات السياسية التي كانت تعاني منها، بالإضافة إلى محاولة من بريطانيا إلى عملية الإصلاح في البلاد، فبناءً على ذلك القانون تم بعض إلغاء مقاعد البلديات وتم وضع مقاعد جديدة، وتم توسيع العمليات التجارية بين اسكتلندا وجزيرة ويلز، وكما قامت كلاً من اسكتلندا وأيرلندا بإصدار قانون الإصلاح فيها بشكل منفصل، عندما تولت الملكة فيكتوريا الحكم في بريطانيا كان أحد أعضاء حزب الأحرار البريطاني هو رئيس الحكومة في بريطانيا، فقامت الملكة فيكتوريا بعد توليها الحكم في تغيير رئيس الحكومة في بريطانيا.
وفي تلك الفترة قامت بريطانيا بالاستيلاء على صادرات الأفيون الصينية، فاندلعت حينها الحرب الأفيون الأولى، وفي تلك الفترة أيضاً بدأت مستعمرة “الهند الإمبراطورية البريطانية” بالحرب الإنجليزية الأفغانية الأولى والتي تعتبر تلك الحرب أول الصراعات بين بريطانيا وروسيا، وفي عام 1940 ميلادي تم عقد معاهدة أقر فيها السيادة البريطانية على نيوزيلندا، والذي تم من خلال تلك المعادة إنهاء حرب الأفيون الأولى وتم منح بريطانيا السيطرة على “جزيرة هونغ كونغ” والتي كانت تعتبر تلك الجزيرة تابعة للاحتلال الأمريكي، وخلال تلك الفترة تم الإبادة لمجموعة كبيرة من الجيش البريطاني.
وتعرضت آيرلندا في عام 1845 ميلادي إلى مجاعة كبيرة؛ ممّا أدى ذلك إلى الجوع والفقر والأمراض والموت في أيرلندا، فقام حينها أعداد كبيرة من الأيرلندين بالهجرة إلى خارج البلاد، فقام أيرلندا حينها باتخاذ عدة قرارات منها، إدخال الطعام الرخيص لإلى أيرلندا، وكما قامت بتغير الحكومة لديها واستبدلتها بحزب الأحرار البريطاني، بعد ذلك قامت بريطانيا بالاشتراك مع فرنسا بخوض “حرب القرم” ضد روسيا، وذلك بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وفي عام 1867 ميلادي تم إصدار قانون الإصلاح في بريطانيا في تلك الفترة والذي إصدر فيه توسيع التجارة الداخلية في بريطانيا.
وكانت الصفة الأساسية في العصر الفيكتوري هو عملية الإصلاح السياسي والاجتماعي والتحسين من مستوى الحياة في بريطانيا، سواءً على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي، فقد سعت بريطانيا في تلك الفترة الصعود بمستوى الطبقة الوسطى؛ ممّا أدى ذلك إلى التقليص من سيطرة الطبقة الأستقراطية والتي استمرت سيطرتها لفترة طويلة، وكما كان من قانون بريطانيا بأنه يجب على رجل الأعمال والتجار بأن يكون صاحب خلق وأن لا يمارس لعبة القمار وشرب الخمر، كما كانت بريطانيا في تلك الفترة تسعى إلى الإصلاح الروحي والذي كان ذلك الارتباط مرتبطاً بشكل وثيق بالديانة المسيحية.
كما قامت بريطانيا بفرض قيم أخلاقية في المجتمع البريطاني، مثل احترام يوم الأحد لديهم واعتباره يوم مقدس، ووجهتهم إلى السعي من أجل تحسين من صفاتهم وأعمالهم، كما ظهرت الحركة المناهضة للعبودية في بريطانيا في القرن التاسع عشر ميلادي والحث على الحرية، كما حثَّت بريطانيا المجتمع البريطاني إلى استخدام الفكر العلمي في حل المشاكل الاجتماعية التي يتعرَّضون لها، فقامت طبقات المجتمع البريطاني حينها بتشكيل تحالفاً سياسياً، والتي كانت تهدف إلى إنهاء العبودية والمتاجرة بالنساء والأطفال، والعمل على الإصلاح في الحكومة والبرلمان والسعي على إنهاء النظام القديم والذي كانت تستولي عليه طبقة النبلاء والأرستقراطيين، وكما حصلت عدة صراعات دينية خلال العصر الفيكتوري في بريطانيا.