خلال بداية حرب السبع سنوات كانت بريطانيا تعتبر من أهم الدول المشاركة في حرب السبع سنوات، وقد أصبحت بريطانيا دول عظمى بعد الحرب ومن أقوى الدول البحرية وتمكنت بريطانيا من السيطرة على الكثير من المستعمرات في قارة أوروبا وقارة أمريكا الشمالية.
بريطانيا في حرب السبع سنوات:
عند بداية حرب السبع سنوات عانت بريطانيا من عدة مشاكل ومنها انتشار مرض الطاعون بين جنودها وقد خَسرت جميع مستعمراتها أمام فرنسا وفي ظل تلك الأحداث قامت النمسا والتي كانت حليفة بريطانيا بالوقوف إلى جانب فرنسا وتحالفت معها؛ ممّا دفع بريطانيا إلى التحالف مع بروسيا، واستمرت الصراعات بين فرنسا وبريطانيا لمدة سبع سنوات، كما تلقت بريطانيا المساعدات العسكرية، تمكنت بريطانيا بعد ذلك من تحقيق ازدهاراً كبيراً، فتمكنت من هزيمة فرنسا والحصول على المستعمرات الفرنسية الموجودة في أمريكا الشمالية وألمانيا.
خاضت بريطانيا حرباً ضد إسبانيا وتمكنت من السيطرة على المستعمرات الإسبانية الموجودة في الفلبين، كما عَملت على مساعدة البرتغال والوقوف إلى جانبها في الغزو الإسباني، كانت بريطانيا في تلك الفترة في أشد الحاجة إلى الأموال؛ ممّا دفعها إلى قبول السلام مع فرنسا، قامت بريطانيا بالتحالف مع أيرلندا تحت حكم التاج البريطاني، وقامت الاتفاق مع شركة الهند لإدارة مستعمراتها في أمريكا الشمالية.
بعد انتهاء حرب الخلافة النمساوية عانت أوروبا الوسطى من دمار كبير نتيجة تلك الحرب والتي كانت آخر صراعات أوروبا، وبعد انتهاء الحرب لم لم تشعر فرنسا وبريطانيا والنمسا بأنّها تمكنت من تحقيق نجاحاً والتي بدأت بالتخطيط لبدء حرب جديدة. جَهزت بريطانيا حكومة جديدة والتي كانت تتكون من حزب الأحرار البريطاني، فقامت بريطانيا بالسعي في تلك الفترة لتحقيق تحالف مع النمسا.
كان الهدف الرئيسي لبريطانيا توسعة مستعمراتها وخاصةً مع زيادة أعداد السكان في المستعمرات البريطانية، وبدأت بريطانيا ببناء مستعمراتها في أمريكا الشمالية وقد كانت فرنسا تفوق قدرتها المالية المقدرة البريطانية، وقد امتلكت فرنسا الكثير من المستعمرات في أمريكا الشمالية، حاولت بريطانيا بناء مستعمراتها من غير القيام بدفع الأموال، وأثناء تخطيط بريطانيا لخوض الحرب ضد فرنسا اختارت رئيس بروسيا لوضع الخطط الحربية.
كان بداية الصراع الفرنسي والبريطاني في أمريكا الشمالية في “ولاية أوهايو” الأمريكية فقامت بريطانيا ببناء الحصون، فقامت فرنسا بطرد بريطانيا من المستعمرات، وقد كانت بريطانيا وضعت الحكومة الأمريكية لإدارة أمور مستعمراتها، فودت بأنّ الحكومة الأمريكية غير قادرة على القيام بالأعمال؛ ممّا دفع بريطانيا إلى جَلب الحكومة الأيرلندية لدعم القوات الأميركية وإدارة المستعمرات الإسبانية.
خلال ذلك أخطأ القادة الإسبانيين ودخلوا في صراع مع السكان الأصليين في أمريكا الشمالية؛ ممّا أدى إلى حدوث معركة دخل فيها الأمريكيون والفرنسيون وقاموا بهزيمة بريطانيا وأجبروها على التراجع وقد أدت تلك النتيجة على إبقاء سيطرة فرنسا على ولاية “أوهايو”.
في ذلك الوقت كانت بريطانيا تخوض صراعاً بحري في ولاية “أكاديا” وتمكنت بريطانيا من هزيمة الفرنسيين وإخراجهم من الولاية، في تلك الأثناء كانت تمردات في ولاية “برادك” في أمريكا الشمالية، فقامت بريطانيا بإرسال قواتها العسكرية لوقف التمردات.
استمرت الصراعات الفرنسية والبريطانية وبدأت كل دولة تقوم بزيادة قواتها العسكرية، على الرغم من أنّ عدد سكان المستعمرات البريطانية يفوق عدد سكان المستعمرات الفرنسية، لكن لم تتمكن بريطانيا من هزيمة فرنسا؛ وذلك بسبب قيام فرنسا بتجنيد السكان الأصليون بقواتها العسكرية؛ ممّا جعل الحملة الفرنسية أقوى فقامت بريطانيا بجلب قوات عسكرية من أيرلندا، لكن تلك الحملات لم تساعد بريطانيا في تحقيق النصر والسيطرة على ولاية “أوهايو”، بقي الصراع قائماً بين فرنسا وبريطانيا في أمريكا الشمالية دون حدوث أية نتيجة.
على الرغم من الدور الكبير لبريطانيا في حرب السبع سنوات وخوضها الكثير من الصراعات والتي تعتبر الصراعات الأكبر، لم تتعرض بريطانيا للكثير من الخسائر البشرية في الحرب مقارنة بالخسائر الأوروبية، فتم عقد هدنة لوقف الحرب والتي اعتبرت تلك الهدنة بنظر فرنسا وإسبانيا بأنّها هدنة مؤقتة، والتي تم الاتفاق فيها على توقيف التسليح في الدول، ولم تقم الدول الالتزام بالمعاهدة والتي بدأت كل دور بتجهيز أكبر عدد من الجيوش، وقد ظهرت بريطانيا خلال فترة الهدنة من أكبر الجيوش؛ وذلك من أجل التصدي لهجوم إسبانيا وفرنسا.
تمكنت بريطانيا من الانتصار في نهاية الحرب، وكان للانتصار البريطاني دور في تنمية روح الاستقلال لدى شعب أمريكا الشمالية، فقامت أمريكا بوضع النظام الملكي في أمريكا الوسطى والشمالية والذي أدى إلى غضب سكان القارتين، فبدأت حرب الاستقلال الأمريكية التي تعتبر من اكبر الحروب في العالم.