ما هي وظائف مصطفى رشيد باشا؟
بعد إقالة مصطفى رشيد باشا من منصبه، إلى جانب جميع أتباع السيد علي باشا عقب هزيمته وإقالته من منصب القائد العام للقوات المسلحة، حصل مصطفى رشيد على وظيفة في الباب العالي العثماني يعمل ككاتب تحت إشراف وزير الخارجيّة.
سرعان ما وجد احترام ومدح رؤسائه وترقى في الرتب، خلال الحرب الروسيّة التركيّة (1828-1829)، عمل رشيد على إرسال تقارير إلى اسطنبول عن الحرب، وجد عمله الجيد خلال الحرب اهتمام السلطان محمود الثاني، الذي روّج رشيد إلى آل أميدي أوديسي، حيث عمل كسكرتاري للمراسلات الواردة إلى الباب العالي.
في ختام الحرب، تم تعيين مصطفى رشيد سكرتيرًا للوفد العثماني لمحادثات السلام في أدرنة عام (1829) خلال هذا الوقت، أصبح من أتباع بيرتو باشا، رئيسه في مكتب المراسلات الواردة، أقام بيرتو باشا سياسات قوية مؤيدة لبريطانيا وعلاقة مع السفير البريطاني اللورد بونسونبي.
كما سيرافق بيرتو أثناء المفاوضات في مصر مع المتمرد محمد علي باشا، لاحظ محمد علي براعة رشيد كدبلوماسي وكاتب وعرض على البيروقراطي الشاب منصبًا متفوقًا بين الإدارة المصريّة، لكنّ رشيد رفض العرض بحلول عام (1832)، تم تعيين مصطفى رشيد (Reşid) في منصب (amedçi)، أو (Receiver)، الذي كان رئيسًا لأمانة المراسلات القادمة.
إنّ معرفته بالشؤون المصريّة دفعته إلى التحدث مع ابن محمد علي، إبراهيم باشا، بعد أن هزم القوات العثمانيّة في قونية ووصل إلى كوتاهية في غرب الأناضول بحلول عام (1833) ومع ذلك، واجه رشيد رد فعل عنيف بعد تعيين إبراهيم باشا جابي الضرائب لمنطقة أضنة، إلى جانب تعيينه حاكمًا لدمشق وحلب.
تعيين مصطفى رشيد باشا في السفارات:
في عام (1834-1836) تم إرسال مصطفى رشيد لأول مرّة إلى باريس عام (1834) لمهمّة استعادة الجزائر من الاحتلال الفرنسي الأخير، على الرّغم من أنّه فشل في النهاية، إلا أنّه ظل في باريس كسفير دائم حتى نقله إلى لندن عام (1836).
في عام (1836-1838) انتقل رشيد إلى السفارة العثمانيّة في لندن حيث أقام علاقات قوية مع الحكومة البريطانيّة، وخاصة دبلوماسي لندن بونسونبي الذي كان لموجهه، بيرتو باشا، علاقات قوية معه أيضًا، ومع ذلك، فإنّ إنجازه الرئيسي خلال فترة عمله كسفير كان يكتسب دعم الحكومة البريطانيّة للسلطان ضد محمد علي في مصر.
بعد تعيينه وزيراً للخارجية عام (1838)، ومنح لقب الباشا، عاد رشيد باشا مرة أخرى إلى لندن ليشكل تحالفًا دفاعيًا ضد محمد علي وقواته المصرية، على الرغم من أن المحادثات لم تتحول إلى شيء، في (16) أغسطس، تمكن رشيد باشا من التفاوض على معاهدة بالتا ليمان التي كانت معاهدة تجارية بين الإمبراطورية العثمانيّة وبريطانيا، سمحت المعاهدة للبضائع البريطانية داخل الأسواق العثمانيّة ووعدت أيضًا بإنهاء احتكارات الدولة داخل الإمبراطوريّة العثمانيّة.