الحرب السوداء: هي فترة من الصراع العنيف التي دارت بين الإمبراطورية البريطانية وبين الأستراليين الأصليين في جزيرة “تاسمانيا” الأسترالية، وقد كانت تلك الحرب أشبه بحرب العصابات، وقد راح ضحيتها الكثير من القتلى، كما تعتبر تلك الحرب بمثابة إبادة جماعية للسكان جزيرة “تسمانيا”، فقد كان يتم بشكل جماعي من قِبل الإمبراطورية البريطانية، ولذلك تم إطلاق عليها اسم الحرب السوداء، كما أطلق عليها بعض المؤرخين اسم حرب تسمانيا.
الحرب السوداء:
بعد تزايد العنف في فترة العشرينات، قامت بريطانيا بإصدار القانون العرفي والذي يعتبر ذلك القانون قانون عسكري، وقد قام هذا القانون بتوفير الحصانة من أجل قتل السكان الأستراليين الأصليين، كما قامت بريطانيا بهجوم عسكري كبير عليهم وقد استمر ذلك الهجوم لمدة ستة أسابيع، حيث تم دفع السكان الأستراليين الأصليين إلى جزيرة تاسمانيا وتم محاصرتهم فيها، والتي قررت بريطانيا حينها أن تتم محاصرتهم إلى الأبد في تلك الجزيرة، وبعد الحرب السوداء زاد الاستعمار البريطاني توسعاً واستولى البريطانيين على المناطق الزراعية وعلى الماشية في جزيرة تاسمانيا، والتي كانت تلك الأراضي للصيد لسكانها.
واعتبر المؤرخون أن عنف السكان الأصليين نتج عن انتهاك الإمبراطورية البريطانية لأراضيهم، فهم كانوا يقاومون من أجل الدفاع عن أراضيهم، فقد قام السكان الأصليين الوحشية التي كانوا الأوروبيون يمارسونها ضدهم، فقد كانوا يقتلوا كبارهم وصغارهم ويغتصبون نسائهم، كما كان الأوروبيون يقومون بعمليات الخطف من قِبل جنودهم، كما كان السكان الأصليون يقومون بمهاجمهة القوات الأوروبية؛ من أجل الحصول على الطعام لهم نتيجة شعورهم بالجوع وع تقليص مناطق الصيد لديهم، وقد ادى العنف الأوروبي إلى زيادة إرهاب السكان الأصليين.
ورأت أوروبا أنه لا بُدّ من إبادة السكان الأصليين والذين رأوا أنه أفضل حل لتلك المشكلة والتي سوف تضمن أوروبا من خلالها السلام لأراضيها، وكان السكان الأصليين يقومون بالهجمات خلال فترة النهار وكانوا يستخدمون الأسلحة البدائية كالرماح والصخور وعصيان الصيد والتي كانوا يستخدمونها لطعن المستوطنين، كما كانوا يقومون بإحراق منازلهم، على عكس الأوروبيين والذين كانوا يشنون هجماتهم في الليل، وقد كان الأوروبيون يستهدفون النساء والأطفال خلال تلك الهجمات، وتم بعد ذلك عرض مساعدات للسكان الأصليين لوقف الصراعات وحل السلام.