ثورة الديسمبريين
ثورة الديسمبريين: هي أحد الثورات التي قامت في الإمبراطورية الروسية، وقام بها الضباط العسكريين ضد الإمبراطور الروسي “نيقولا الأول”، والذين طالبوا بتنحيه عن الحكم، لكن الثوار لم يتمكنوا من تحقيق مطالبهم، وتمكن الإمبراطور نيقولا من سحق الثورة وإعدام الثوار، وعلى الرغم من انهيار الثورة، إلا أنّها تمكنت من تحقيق بعض مطالب الثوار ومنها تغيير قانون العبيد.
بداية ثورة الديسمبريين
في عام 1812 ميلادي دخلت الإمبراطورية الروسية في حروب وتم بعد الحرب ظهور بعض الجماعات السرية في بعض دول أوروبا الشرقية والتي كان معظمها في روسيا وأوكرانيا، وكانت تهدف تلك الجماعات إلى التخلص من الحكم القيصري في الإمبراطورية الروسية والحصول على حقوق الطبقات الوسطى وخاصة طبقات الفلاحين، حيث كان يتم معاملة الفلاحين كعبيد ويخضعون للطبقة المالكة، كما هدفت تلك الجماعات إلى النهوض بمؤسسات الدولة والجيش وإعطائهم حقوقهم.
شارك في الثورة عدد من طبقة النبلاء والأغنياء، الذين قاموا بتشجيع الضباط الحرس الإمبراطوري الروسي بالتمرد ضد الحكم والمطالبة بحقوقهم، كما طالبوا العدل بين طبقات الشعب كافة من الناحية الدينية والتعليمية والعمل، بالإضافة إلى المطالبة بحرية التعبير للشعب والسماح للصحف بالعمل على نشر أفكارها ومعتقداتها، ومن أهم مطالبهم إنهاء الحكم وتغير الدستور.
بعد وفاة الإمبراطور “إلسكندر الأول” ولم يكن له أبناء ليورثوا الحكم من بعده، ليتولى الملك “نيقولا الأول”، الأمر الذي دفع طبقة النبلاء الليبراليين الاجتماع وقرروا المطالبة بتنحي الملك نيقولا عن الحكم، كما قرروا بالتعاون مع مجلس الشيوخ بعدم أداء القسم الدستوري أمام الإمبراطور، وفي اليوم التالي من تلك القرارات بدأت أعمال العنف والفوضى تعم في الإمبراطورية الروسية، ليصدر الإمبراطور نيقولا قراراً بنسف تلك التمردات وقتل الثوار، لتصبح ساحة روسيا عبارة عن ساحة من قتلى الجيش والشعب.
بعد انتهاء الثورة، أصدر الإمبراطور نيقولا قرارات بحضر التجمعات والعمل على سجن الثوار وإعدام قادتهم، وكانت ثورة الديسمبريين من أهم الثورات التي خاضها الشعب الروسي ضد الحكم القيصري وتم إطلاق اسم ساحة سانت بطرسبرغ على اسمها، وعلى الرغم من قمع تلك الثورة وعدم تحقيقها مطالبها، إلا أنّها تمكنت من تحقيق بعض المطالب وحصول الفلاحين والتخلص من حكم العبودية.
