ثورة فبراير الروسية:
قامت ثورة فبراير في روسيا في عام 1917 ميلادي قبل قيام الحرب العالمية الأولى، وقد حدث خلال ذلك الشهر ثورتان، بدأت وانتهت في نفس الشهر، وكان سبب الثورة؛ هو إسقاط الإمبراطورية الروسية، وتم بعد الثورة تعيين حكومة مؤقتة، وقامت ثورة فبراير بترتيب من الشعب الروسي، وكان لثورة فبراير دول كبير في توحيد الجمهوريات في روسيا والقضاء على حكم القيصر والعمل على تعديل نظام الطبقات الاجتماعية في روسيا.
بداية ثورة فبراير الروسية:
في القرن التاسع عشر ميلادي كانت الإمبراطورية الروسية تعاني من مشاكل سياسية والتي تتمثل في وجود حكومة ظالمة في حكمها ووجود أنظمة فاشية تتصدى للحكومة والشعب الذي لم تقوم الحكومة بحمايته، بالإضافة إلى انتشار الفساد بين المؤسسات الحكومية والاجتماعية والتي كانت عبارة عن عدم وجود عدل بين طبقات المجتمع، فقد كان معظم الشعب الروسي يعيش في الأرياف ويعملون في الزراعة، أما المشاكل الاقتصادية فقد كانت تعاني روسيا من وجود عجز مالي كبير مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة لها، بالإضافة إلى عدم وجود جيش مجهز ومنظم مثل باقي الجيوش الأوروبية.
أدت كل تلك الأمور والمشاكل إلى غضب الطبقات المتدنية في روسيا وقيامهم بأعمال التمردات، بالإضافة إلى خسارة روسيا في الحرب العالمية الأولى، وجد الشعب الروسي بأنّ الدولة ليس لديها القوة والقدرة لقيادة البلاد، فقرروا بضرورة التخلص من النظام القديم وحكم القيصر، وأصبحت روسيا بعد الحرب العالمية الأولى تعاني من نقص المواد الغذائية مع تزايد كبير في أعداد السكان، مع بداية شهر فبراير كانت روسيا تعاني من برودة الطقس ونقص الغذاء؛ ممّا دفع العمال في المصانع للقيام بأول عمليات الإضراب والتمرد في روسيا ضد الأوضاع السيئة التي يعيشون فيها وطالبوا بضرورة حل المشاكل.
مع تزايد التمردات قام القيصر الروسي بإرسال الجنود لقمع ثورات الشعب، وجرت صراعات كبيرة بين الشعب والجنود ونتج عن ذلك الصراع الكثير من القتلى من الطرفين، الأمر الذي أزعج الجيش الروسي وقامت بالتضامن مع الثوار ودعمهم بالسلاح، امتدت الثورة في جميع أنحاء المدن الروسية ولم تعد الحكومة قادرة السيطرة عليها؛ ممّا دفعها المطالبة من القيصر التنازل في ظل سوء الأوضاع ومع عدم وجود الغذاء اللازم والجنود لقمع الثورة، الأمر الذي دفع قيصر التنازل وبذلك نجحت ثورة فبراير في روسيا وتم إسقاط حكم القيصر وإسقاط الإمبراطورية الروسية.