حرب الخلافة الإسبانية: هي حرب حدثت في عام 1701 ميلادي وقد استمرت تلك الحرب لمدة ثلاثة عشر عاماً، وقد حدثت تلك الحرب في إسبانيا وقد كان سببها الصراع على الحكم، وقد بدأت تلك الحرب بعد وفاة الملك “كارلوس الثاني”، وقام قبل وفاته بتسليم أملاكه وحكمه لحفيد ملك فرنسا “لويس الرابع عشر”، فقد أصبح الملك الفرنسي “فيليب الخامس” ملكاً لإسبانيا من بعده؛ ممّا أدى ذلك إلى إثارة الصراعات والخلافات؛ من أجل تولي الحكم في إسبانيا.
حرب الخلافة الإسبانية:
كان الملك الإسباني “كارلوس الثاني” يعاني من تخلفاً عقلياً وجسدياً؛ ممّا أدى غلى عدم مقدرته إنجاب وريث يرث الحكم من بعده، حيث كانت مسألة الميراث لا تشمل إسبانيا فقط، بل كانت تشمل ممتلكات إسبانيا في إيطاليا وفي أمريكا الشمالية؛ ممّا جعل ذلك الوضع يؤدي إلى خلاف، فقامت حينها السلالة الفرنسية والسلالة النمساوية بالمطالبة في الحكم، حيث كانت كلتا السلالتين لهم علاقة بالملك الإسباني “كارلوس الثاني”، فوجدا حينها أنهم هم الأحق في تولي العرش الإسباني.
وكانت بدايات الصراع على الخلافة الإسبانية، عندما قال الإمبراطور الروماني “ليوبولد الأول”، بأنه هو الأحق في تولي الحكم في إسبانيا، وكان حينها ملك فرنسا “لويس الرابع عشر” يقوم بتوسيع مستعمراته في أوروبا بكل عنف؛ ممّا دفع كلاً من إنجلترا وهولندا بدخول تحالف مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة؛ من أجل وقف توسع فرنسا الاستعماري، وكما كان الإنجليز يسعون من خلال ذلك التحالف بحماية مملكتهم من الاستعمار الفرنسي، واستمر ذلك الصراع لفترة طويلة فقد شاركت فيه معظم الدول الأوروبية، وكما امتد الصراع أيضاً إلى قارة أمريكا الشمالية.
واستمرت تلك الحرب لأكثر من قرن وقد كان يطلق عليها أيضاً حرب “الملكة آن”، وقد شارك في تلك الحرب الكثير من القادة والجنرالات المميزين في أوروبا، وقد انتهت تلك الحرب بتوقيع معاهدتين، وبذلك بقي الملك الفرنسي “فيليب الخامس” ملكاً لإسبانيا، وقد قامت فرنسا بإزاحته من سلالة الحكم الفرنسي؛ وذلك خوفاً من حدوث أي اتحاد في المستقبل بين مملكتي فرنسا وإسبانيا، وبعد ذلك الصراع حصلت النمسا على معظم الإقطاعيات الإسبانية الموجودة في إيطاليا وهولندا، وبذلك انتهت الهيمنة الفرنسية على القارة الأوروبية.