المؤسسات الاجتماعية لا تختلف كثيراً عن غيرها من المؤسّسات الأخرى، فهي منظمة ذات بناء له شكل أو هيكل رسمي يتكون من أنساق فرعية تتضمن أفراد وجماعات يتفاعلون في نشاط رسمي لتحقيق أهداف مُتَفق عليها، وترتبط الأهداف والمؤسّسة ككل بالبيئة التي توجد فيها حيث تستمد الموارد التي تعتمد عليها في تقديم مخرجاتها.
سمات الإدارة في المؤسسات الاجتماعية
- أنّها مؤسسات ذات طابع خدَمي فالمؤسسة الاجتماعية منظمة لتقديم خدمات موَّجَهه للعملاء، أي أنّها ذات توجيه مباشر لإنتاج خدمات ومنافع وليست سِلَع مادية ولهذه الخاصية انعكاسات هامّة على طبيعة المؤسّسة الاجتماعية وإدارتها، تُرَكِّز إدارة المؤسَّسة الاجتماعية على السعي الدائم من أجل ضمان أنَّ كافة الظروف المحيطة بالعمل والأساليب المُستَخدَمة تُمَكِن الممارسين المهنيين من أداء وظائفهم وِفق أعلى كفاءة ممكنة لتوفير الخدمات التي تقوم من أجلها المؤسّسة.
- إن وظيفة الإدارة تكون دائماً في حدود ترجمة سياسات المؤسّسة إلى ممارسات تُسهم في معظم الأحوال في إعادة حلّ المشكلات الاجتماعية وإنّ هذا يعني على المدى القصير الاهتمام بالعملاء في الممارسات اليومية للمؤسّسة ولكنّه يعني على المدى الطويل المساعدة على مقابلة حاجات السُّكان وتعبئة إمكانيات لمواجهة تلك المشكلات والحاجات من خلال الخدمات التي توفرها.
- من سِمات الإدارة في المؤسسة الاجتماعية صعوبة وضع مستويات ومقاييس محدَّدة للأداء ومن ثمَّ صعوبة التقويم لما تُصدِره المؤسَّسة من خدمات وانتاج ويرجع ذلك لطبيعة المجالات التي تعمل من خلالها تلك المؤسسات.
- هناك سِمة تبدو كظاهرة تُمَيّز المؤسسات الاجتماعية عن غيرها وتتحدَّد في نمو متميز من الصراع داخل إدارة المؤسسة حيث قدّ تنشأ بعض أشكال الصراع الخفي بين إدارة المؤسَّسة كتنظيم بيروقراطي وبين التنظيم الفني المهني داخل المؤسسة، ويرجع هذا الصراع بالدرجة الأولى لاختلاف النَسق القِيَمي والفكري للممارسة المهنية عن المتطلبات التنظيمية للمؤسسة ولمواجهة هذا الصراع يتطلب توافقاً إدارياً متميزاً، والتوظيف الأمثل لكافة الموارد البشرية والمادية المتاحة من أجل رفع كفاية الخدمات وأيضاً الاهتمام باحترام وتدعيم قدرات الممارسين المهنيين وتشجيعهم وتحفيزهم على العمل وإعطائهم صلاحيات اتخاذ القرارات المهنية في حدود وظيفة المؤسَّسة وأهدافها وهذا من شأنه القضاء على هذا النوع من الصِّراع.
التميز الإداري في المؤسسات الاجتماعية: ركيزة أساسية للتأثير الإيجابي
تمتلك المؤسسات الاجتماعية دورًا حيويًا في بناء المجتمعات الأقوى وتعزيز التنمية المستدامة. يكمن النجاح الحقيقي لهذه المؤسسات في قوة إدارتها، حيث يتطلب التميز الإداري مجموعة من الخصائص الفريدة والقيم. في هذا المقال، سنستعرض تحت ترويسة “التميز الإداري في المؤسسات الاجتماعية” كيف يمكن لهذه الخصائص أن تشكل الأساس الرئيسي لتحقيق التأثير الإيجابي في المجتمع.
1. القيادة الرشيدة والإلهام
يتطلب التميز الإداري وجود قادة رشيدين قادرين على إلهام فرق العمل وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف الاجتماعية. ينبغي أن تكون القيادة قادرة على تحفيز الموظفين وتوجيه طاقاتهم نحو التحديات الاجتماعية.
2. الابتكار واستخدام التكنولوجيا
يشدد التميز الإداري على الابتكار واستخدام التكنولوجيا لتحسين الأداء وتسهيل تقديم الخدمات الاجتماعية. يجب أن تكون المؤسسات مفتوحة لاستخدام التقنيات الحديثة لتحسين الفعالية وتحقيق التأثير المستدام.
3. التنوع والشمول
يتطلب التميز الإداري اعتماد ثقافة تنوع وشمول تعكس تنوع المجتمع الذي تخدمه المؤسسة. يساعد التفاعل مع أفكار وآراء متنوعة في تعزيز الإبداع وتحسين جودة الخدمات.
4. التحكم الفعال في الموارد
تلعب الإدارة دورًا حاسمًا في تحديد كيفية استخدام الموارد المالية والبشرية بكفاءة. يجب أن تكون هناك استراتيجيات فعّالة لتحقيق الاستدامة المالية وتعزيز الفعالية.
5. التفاعل الفعال مع المجتمع
يجب على المؤسسات الاجتماعية أن تتفاعل بشكل فعّال مع المجتمعات التي تخدمها. يعزز التواصل المفتوح وبناء الشراكات قوة التأثير الاجتماعي للمؤسسة.
6. الابتكار في استراتيجيات التمويل
تعتبر إدارة التمويل أحد الجوانب الحيوية في التميز الإداري. يجب أن تكون المؤسسات قادرة على تطوير استراتيجيات تمويل مبتكرة ومستدامة.
7. التعلم المستمر وتطوير المهارات
يحتاج فريق الإدارة إلى الاستمرار في تطوير مهاراته والبقاء على اطلاع دائم بالتغييرات في مجال الإدارة والتطورات الاجتماعية.
من خلال تكوين إدارة تمتلك هذه الخصائص، يمكن للمؤسسات الاجتماعية أن تسعى نحو تحقيق التميز الإداري، الذي يعتبر الركيزة الأساسية لتحقيق التأثير الإيجابي المستدام وتحقيق الأهداف الاجتماعية.