سياسة الصين الواحدة: هي سياسية أصدرتها الصين والتي تتضمن بأنّ يتم اعتبار الصين دولة واحدة وإلغاء نظام وجود دولتين في الصين والتي كانت تضم جمهورية الصين الشعبية وجمهورية تايوان، وأنّ تقول كلا الجمهورتين بالتواصل الدولي على أساس دولة واحدة وأنّ لا يتم العمل بشكل منفرد مع الدول الخارجية، ومبدأ نظام الصين الواحدة يعني أنّ أراضي تايوان وأراضي البر الصيني يعني دولة واحدة.
سياسة الصين الواحدة
مع نهاية القرن السادس عشر ميلادي بدأ الشعب التايواني الأصلي الاستقرار في أراضي تايوان، وبقيت تايوان تتكون من شعبها الأصلين لكن التركيبة السكانية بدأت تتغير في تايوان وذلك بعد بداية هجرة سلالة الهان إلى الأراضي الصينية، ففي عام 1662 ميلادي تم وضع الصين تحد حكم أحد ملوك سلالة مينغ وقام الأمير “شينغ تشينغونغ” بحكمها وتم تسميتها باسم مملكة تونغنينغ، وفي عام 1683 ميلادي تم ضمها إلى حكم سلالة تشينغ وفي عام 1624 ميلادي حكمتها هولندا واستمر حكمهم فيها لمدة أربعون عاماً.
في عام 1626 ميلادي وقعت تايوان تحت حكم إسبانيا واستمر حكم الإسبان فيها لمدة عشرون عاماً، أما اليابان فقد قامت بحكم تايوان منذ عام 1895 ميلادي واستمر حكمهم حتى عام 1945 ميلادي، وقامت فرنسا بعد ذلك وفي عام 1884 بالسيطرة على شمال تايوان واستمر حكمهم فيها لمدة عام، خلال حكم حكومة انشو تشينغ الصينية كانت تايوان جزء من أراضي مقاطعة فوجيان وقد كان ذلك في عام 1683 ميلادي واستمر الوضع كذلك حتى عام 1887 ميلادي، حيث أصبحت تايوان بعد ذلك مقاطعة مستقلة.
استمرت تايوان مقاطعة مستقلة في حكمها لمدة ثمانية أعوام، حيث تم في عام 1895 ميلادي عقد معاهدة شيمونوسيكي وتم التنازل عنها لصالح اليابان، وعندما كانت تايوان تحت حكم اليابان تم طرد سلالة تشينغ من الأراضي التايوانية وقام نظام بييانغ بتأسيس جمهورية الصين الأولى والثانية واستمر الوضع كذلك حتى حكم حكومة الكومينتانغ في عام 1928 ميلادي، في عام 1945 ميلادي أعلنت اليابان عن استسلامها أمام دول الحلفاء، لتقع تايوان بعد ذلك تحت حكم الصين.
في عا 1949 ميلادي فقدت الصين سيطرتها على أراضي البر الصيني؛ وذلك بسبب الحرب الأهلية الصينية ولم تكن الصين حينها داخلة في معاهدة السلام، الأمر الذي دفع الحكومة الصينية بالانسحاب إلى أراضي تايوان وذلك بقيادة حزب الكومينتانغ، فقام تشيانغ كاي شيك بإعلان الأحكام في تايوان وذلك بناءً على أنّ اليابان قامت في عام 1952 ميلادي بالتنازل بشكل رسمي عن جميع الحقوق الإقليمية في تايوان وذلك ضمن معاهدة سان فرانسيسكو للسلام، ولم تكن معاهدة السلام تلك تشمل السلام بين الصين واليابان.
لم تقوم اليابان بالتنازل عن تايوان لصالح الصين وذلك حسب ما كانت تتضمنه المعاهدة، الأمر الذي جعل أر حكم تايوان أمر محير، حيث ل يتم الاعتراف بأنّ تايوان هي تابعة لجمهورية الصين الشعبية أم إلى جمهورية الصين، وقد كان ذلك القرار تم إصداره بشكل متعمد، كما أنّ عدم مشاركة الصين في معاهدة سان فرانسيسكو للسلام؛ وذلك للحديث بأنّ تايوان عبارة عن بقايا دولة وأنّها تابعة لجمهورية الصين في حكمها.
على الرغم من أنّ تايوان ما زالت واقعة تحت حكم حكومة الصين، إلا أنّ تايوان مع بداية التسعينات أعلنت عن نفسها بأنّها دولة مستقلة وذات نظام ديمقراطي، الأمر الذي جعل الوضع السياسي وضعاً للخلافات، وبدأت المطالبات بحصول تايوان على الاستقلال.
على الرغم من أنّ هناك اختلافات داخل تايوان بين الحزب الديمقراطي التقدمي وبين حزب الكومينتانغ، حيث كان حزب الكومينتانغ يعترف بمبدأ نظام الصين الواحدة وذلك حسب قانون جمهورية الصين الشعبية والذي أصدرته حكومة الكومينتانغ في عام 1947 ميلادي وكان القانون ينص بأنّ الصين ذات حكم على جميع الأراضي الصينية بما فيها الأراضي التايوانية، في عام 1949 ميلادي وعند قيام الحرب الأهلية تم طرد جميع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني من الأراضي الصينية وتم تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
استر حك الحكومة القومية الصينية في جمهورية الصين والتي كانت تسيطر على تايوان واستمرت المطالبة بتشكيل حكومة موحدة لجميع أراضي الصين، وفي عام 1991 ميلادي تم إصدار قانون جديد والذي يتضمن سيطرة الصين على جميع الأراضي التايوانية، وأنّ تكون تايوان والصين دولة واحدة ولو كان لكل منهم حكومة مستقلة في حكمها الداخلي، رفض الحزب التقدمي الديمقراطي نظام الصين الواحدة وكما قام حزب الكومينتانغ بأنّ الصين وتايوان دولتين منفصلتين وأنّ شعب تايوان له الحرية في تقرير مصيره.