ما هي مبادئ التخطيط في الخدمة الاجتماعية؟

اقرأ في هذا المقال


تشكل المبادئ في مجموعها نظام عمل أو سلوك مهني مقبول ومتفق على ضرورة احترامه والتقيد به من العاملين في مجالهم المهني. وتقوم ممارسة التخطيط على مجموعة من المبادئ العملية واﻷسس الموضوعية، التي يجب مراعاتها والالتزام بها لضمان نجاح الخطط للمساهمة في تحقيق الأهداف العامة في المجتمع.

مبدأ الواقعية في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

يجب أن تبنى الخطة على أسس علمية طبقاً لواقع المجتمع، من حيث اهتمامه وإحساسه باحتياجاته ومشكلاته ومدى أهميتها بالنسبة له والظروف المحيطة به، وموارده المادية والبشرية، ومدى استعداد سكانه للقيام بالعمل المشترك لتحقيق أهدافهم، ثم العمل على تحقيق أفضل مطابقة ممكنة بينها وفقاً لمعايير موضوعية.
ويقصد بالواقعية أن تكون الخطة مصممة في الحدود التي تقتضيها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحقيقية التي تسمح بالتنفيذ الناجح، ولهذا ينبغي توافر الأفراد اللازمين لتنفيذ الخطة، وتوافر الموارد المالية والمادية، التي تسمح بالسير فيها خلال مراحلها المختلفة، كما يجب أن تتمشى هذه الخطة مع الاحتياجات الفعلية ﻷفراد المجتمع للعمل على إشباعها.

مبدأ المرونة في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

يتوقف نجاح تنفيذ الخطة إلى حد كبير على مقدار ما تتصف به هذه الخطة من مرونة إذ أنها تيسر التنفيذ في مراحل المختلفة، كما أنها تساعد على حل جميع المشكلات والعقبات التي لم تكن في الحسبان عند وضع الخطة دون تحمل نفقات غير ضرورية، لغرض الاستمرار في التحرك نحو هدف محدد رغم التغير في الظروف المحيطة، ومعنى ذلك أن يكون في خطة كل مشروع أو برنامج ما يكفي من البدائل، التي يمكن بها مواجهة تلك الظروف الطارئة باعتبار أن التخطيط يقوم على أساس من التنبؤ بالظروف المستقبلية.

مبدأ الشمول في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

يجب أن تكون الخطة الموضوعة شاملة لكافة القطاعات، بحيث ينال كل قطاع نفس القدر من الاهتمام وهذا ما يقصد بالشمول الوظيفي، كما يجب أن تكون الخطة شاملة لجميع المستويات الجغرافية، كذلك الإنتاج والخدمات بأنواعها ممتدة إلى جميع الميادين والمجالات والأنشطة المختلفة في المجتمع، ذلك أنه ليس من العدالة أن يعيش أبناء الوطن الواحد في مستويات متفاوتة من المعيشة وهم يخضعون لنفس أنواع ومعدلات الضرائب ويستفيدون بنفس القدر من خدمات الدولة التي تمولها من الضرائب.

مبدأ الموازنة في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

بمعنى أن تتصف الخطة بالاتزان والتوازن فيأخذ كل قطاع وظيفي وكل بيئة جغرافية النصيب العادل دون إهمال قطاع على حساب قطاع آخر وبيئة على حساب بيئة أخرى مع مراعاة الأهمية النسبية لكل قطاع أو بيئة طبقاً للأولويات المتفق عليها.
وينبغي أيضاً أن يقوم هذا المبدأ ويحقق التوازن بين كل من الموارد والحاجات الفعلية الحقيقية للمجتمع، وبين الإنتاج والاستهلاك وبين الجوانب الاقتصادية في الخطة بوجه خاص وفي تحقيق التنمية بوجه عام.

مبدأ التكامل بين الخطط في مستوياتها في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

يقوم هذا المبدأ على أساس مراعاة التكامل بين الخطط القومية والإقليمية والمحلية (تكامل رأسي)، حتى لا يحدث التضارب بينهما وبالتالي ضياع الجهود المبذولة والأموال التي تنفق خاصة، وأن عدم مراعاة التكامل يؤدي إلى إهدار بعض الموارد في الوقت الذي تعاني فيه الدول النامية من ندرة هذه الموارد فضلاً عن تأخير الوصول إلى الهدف العام المطلوب تحقيقه.

مبدأ التعاون والتنسيق في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

مما هو جدير بالذكر أن أي خطة يعتمد على التعاون والتنسيق باعتبارهما دعامتين هامتين بل أساسيتين تتمثلان في الجهود المبذولة، والتي يجب أن تلتقي وتتركز في بؤرة واحدة لكي يمكن تحقيق الأهداف العامة.
وتحقيق التعاون والتنسيق هام وضروري بين قطاعات وأنشطة المجتمع، وكذلك بين القيادات المهنية والشعبية من ناحية وبين القيادات والأفراد من ناحية أخرى، وذلك حتى تنجح الخطط الموضوعة في تحقيق أهدافها، كما يجب أن يتركز التعاون والتنسيق بين الأهداف ذاتها، وبين الوسائل التي يمكن استخدامها لبلوغ هذه الأهداف.

مبدأ التقدمية في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

يقوم التخطيط على أساس اطراد التطور والتقدم في الخطط الجديدة ﻹمكان الوصول إلى الغايات، وتحقيق الأهداف بعيدة المدى ﻷن تكرار الخطط التي سبق تنفيذها يؤدي إلى فقدان ثقة المواطنين فيها، وبالتالي العزوف عن الاشتراك في تنفيذها، وعدم اشتراكهم في جميع عمليات ومراحل التخطيط.
ومن ثم يجب أن يراعي التخطيط أن تبدأ الخطة الجديدة من حيث انتهت الخطة القديمة السابقة لها، وعدم انفصال أي مرحلة من التخطيط عن المرحلة التالية لها، حتى نضمن زيادة التقدم الذي يحدث في المجتمع باستمرار.

مبدأ مراعاة الظروف الداخلية والخارجية في التخطيط في الخدمة الاجتماعية:

يجب على الأخصائي الاجتماعي المخطط مراعاة العوامل المؤثرة في التخطيط سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي لاسيما تلك التي تؤثر على احتمالات المستقبل، وذلك لضمان نجاح رسم الخطط المناسبة وعدم حدوث عقبات مستقبلية إذا أهملت مجابهة احتمالات الظروف الخارجية والتصدي ﻵثارها، وهذا يتطلب منه القيام بدراسات لمعرفة الظروف الداخلية والخارجية، وتشكيل اتجاهات الجماهير عن طريق التعليم والتدريب، والممارسة حتى تتضافر الجهود لتحقيق الأهداف.


شارك المقالة: