ما هي ممالك البارود؟

اقرأ في هذا المقال


ممالك البارود: هي الممالك الثلاثة التي تم تأسيسها في القرن السادس عشر ميلادي والتي يقصد بها مغول الهند والمملكة التركية الفارسية والدولة الصفوية والدولة العثمانية واستمرت حتى القرن الثامن عشر ميلادي.

ممالك البارود

عندما تم تأسيس ممالك البارود أصبحت من أقوى الممالك اقتصادياً وعسكرياً خلال الفترة الحديثة المبكرة وساعدت على توسعة التجارة والثقافة في ذلك الوقت، قامت تلك الممالك بعملية التوحيد السياسي والثقافي لمؤسساتها وزاد عدد السكان بشكل كبير وكان المستوى الاقتصادي لديهم مرتفع جداً مقارنة بباقي الدول.

كما بدأت تلك الممالك بالتطور التكنولوجي وأصبحت تلك الممالك تضاهي في قوتها الدول العظمى وامتدت قوتها حتى وصلت إلى الأراضي الشرقية وشَملت أراكان والبنغال وأوروبا الشرقية والأراضي الشمالية من أفريقيا.

قامت ممالك البارود بغزو أراضي كثيرة وكانت تستخدم أسلحة البارود الحديثة، كما استخدمت المدافع الصغيرة وذلك خلال فترة توسعة إمبراطوريتها، كما كانت دول دول أوروبا في ذلك الوقت تقوم بتوسعة أراضيها وتعتمد نظام الدولة المركزية، اشتهر مغول الهند والذين كانوا يقيمون في شبه القارة الهندية بوجود النظام المعماري المميز والذي نقلوه من العصر التيموري.

قام مغول الهند بنقل ثقافتهم إلى البنغال، وقاموا الصفويون بتأسيس حكومة عصرية في الأراضي الإيرانية وبنوا فيها أهم المباني ونشروا الفنون، بينما العثمانيون فقد كانوا يحكمون القسطنطينية وخلال اقامتهم فيها بنوا الكثير من المباني الفنية الإسلامية وقاموا بنشر ثقافتهم في دول الشرق وأوروبا.

مع نهاية القرون الوسطى بدأت القبائل التركية الكونفدرالية بالاستقرار بالأراضي التي أقام بها المغول وذلك بعد انتهاء حكم المغول وقاموا بتأسيس دولة لهم واتصفت تلك الدولة بعدد من الصفات ومنها اعتماد الدولة بأنّه دولة عسكرية وذات حكم شرعي مستقل وتم اعتماد الموارد الاقتصادية لصالح كبار العائلات العسكرية.

اعتمدت تلك الدول النظام المغولي في حكمها وقامت بتطويرها لتصبح بذلك دولة بيروقراطية ذات حكم ذاتي وقامت بتطوير أسلحة البارود واعتمدتها أساساً في حملاتها العسكرية، تم اعتبار البارود في تلك الفترة بأنّه أساس تأسيس الدول العسكرية القوية.

قامت ممالك البارود باحتكار أسلحة البارود في أراضيها وفي ذلك الوقت كانت دول أوروبا تقوم بصناعة المدافع وفي القرن الخامس عشر ميلادي قامت فرنسا وسلالة آل هابسبورغ بتقسم الأقاليم بينها، وقد أدى ذلك إلى تشكيل إمبراطوريات في اليابان والصين وكوريا وغرب آسيا والهند وروسيا.

عند بداية القرن الخامس عشر ميلادي اعتبرت أوروبا بأنّ ممالك البارود عبارة عن ممالك طائفية وأنّه أدت إلى ظهور سياسات مختلفة، عند تولي الصفويون الحكم في المنطقة حاولوا خلق هوية دينية جديدة ودعوا إلى دعم سياستهم واعتمادها في المنطقة.

حسب ما ذكر علماء أوروبا أنّ قيام ممالك البارود بصناعة أسلحة البارود واحتكارها على نفسها ساعدها على السيطرة على الأراضي المجاورة لها، وكانت تلك الممالك تعتمد أسلحة البارود جزء أساسي في حملاتها العسكرية.

يقال بأنّه في القرن الثامن عشر ميلادي لم يقوم جميع الصفويين باستخدام أسلحة البارود خلال حروبهم، فقد قاتل معظمهم بالرماح والسيوف وأنّ الدولة الصفوية لم تقوم بتجهيز كافة القوات الفارسية بأسلحة البارود.

حسب الدراسات فأنّ الدولة العثمانية هي أول من استخدم أسلحة البارود في الممالك الثلاثة وأنّها قامت في القرن الرابع عشر ميلادي باستخدام مدفعية البارود، ويقال أنّ الدولة العثمانية سبقت الشرق الأوسط وأوروبا في تأسيس قوات عسكرية مركزية مختصة في صناعة أسلحة البارود وكانوا سريعين في عملية تحديثها.

خلال فترة حكم السلطان بايزيد الأول بدأ العثمانيون في عملية تطوير صناعة  مدفعية البارود واستخدموه في حصار القسطنطينية وفي عام 1430 ميلادي استخدموها في فتح سالونيك وكانوا يستخدمون المسابك المعدنية الأوروبية في صناعة المدافع، وفي عام 1453 ميلادي استخدموها لفتح القسطنطينية.

قام الجيش العثماني باستخدام الأسلحة النارية وقد سبق بذلك الجيش الأوروبي وكان جيش الإنكشاريين يقوم باستخدام السيوف والسهام في حروبه وعند تولي السلطان العثماني الحكم تم تدريب جيش الإنكشارية على استخدام الأسلحة النارية، وخاضوا حروبهم ضد الصليبيين بعد ذلك وتمتعوا بالقتال القوي.

عند قيام معركة جالديران والتي شارك بها المغول وقاموا باستخدام الأسلحة النارية فيها، مع بداية القرن الرابع عشر ميلادي استخدم جيش الإنكشارية الفتيلة النارية، مع بداية القرن السادس عشر ميلادي استخدمت الدولة العثمانية الفولاذ الدمشقي في صناعة أسلحتها.

في عام 1526 ميلادي قامت معركة موهاج واستخدم جيش الإنكشاريين فيها أسلحتهم النارية وقد خاضوا تلك الحرب ضد الصن وحسب ما تم ذكره عن الأسلحة التي استخدمها الدولة العثمانية في الحرب أنّها كانت أكثر قوة من الأسلحة الأوروبية.

في عام 1464 ميلادي بدأ العثمانيون بصناعة أسلحتهم من معدن البرونز وكانوا يحملون المدافع بالوقود الدافع وأطلقوا على السفن البريطانية؛ ممّا أدى إلى خسارة بريطانيا الكثير من قواتها العسكرية في ذلك الصراع.

في عام 1514 ميلادي قام أول صراع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية وقد قامت أحداث تلك الحرب في أراضي جالديران، قامت الدولة العثمانية بنشر قواتها العسكرية في المنطقة وكانوا يحملون الأسلحة النارية في تلك الحرب وألحقوا بالجيش الصفوي الكثير من الخسائر وتمكنوا من هزيمتهم.

أدت هزيمة الدولة الصفوية في معركة جالديران إلى دفع السلطان إسماعيل من عملية التوسع الإقليمي لأراضيه وقام بعد ذلك بوضع خطط فورية لحماية دولته من التهديدات التي كانت تقوم بها الدولة العثمانية على أراضيه، وأصدر أوامر بتجنيد جنوده بالأسلحة النارية وتدريبهم عليها.

قام شعب الأوزبك بغزو شرق بلاد فارس، الأمر الذي دفع الدولة الصفوية التصدي لهم واستخدموا سلاح البارود لأول مرة وتمكن جيش الصفويين من تحقيق النصر في تلك الحرب، على الرغم من أنّ الأوزبك كانوا يملكون أسلحة كثيرة إلا أنّهم لم يتمكنوا من الصمود أمام جيش الصفويين.

بدأ السلطان المغولي دولت خان لودهي التوجه لغزو الهندستان واتواصل مع الدولة العثمانية وسألهم عن كيفية استخدام أسلحة البارود وطلب تدريب جيشه على طريقة استخدامها، في عام 1526 ميلادي قامت معركة باني وتمكن جيش مغول الهند من تحقيق النصر وهزيمة الأفغان، وقد أدى ذلك الانتصار إلى جعل سلطنة مغول الهند دولة قوية في المنطقة.

خلال فترة العصر الذهبي في جنوب شرق آسيا تمكنت الصين من الحصول على عدد قليل من تلك الأسلحة والتي قام فيما بعد بالعمل على تطويرها، ساعدت أسلحة البارود على تحقيق الممالك الثلاثة انتصارات كبيرة وقد أدى ذلك إلى خلق قلق في دول أوروبا.

تم تسمية الدول التي استخدمت أسلحة البارود في معاركها باسم ممالك البارود وفي البداية كانت تلك الممالك تضم كلاً من الدولة العثمانية والدولة الصفوية وسلطنة مغول الهند.


شارك المقالة: