مبدأ التقبل في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تقوم المُمارَسة المهنيّة للخدمة الاجتماعية على مجموعة من المبادىء التي يَلتزم بها الأخصائي في عملهِ مع وحدات العمل المختلفة، خدمة الفرد، خدمة الجماعة، خدمة المجتمع. في علاقته بهم وتقوم مبادىء العمل بالنّسبة للخدمة الاجتماعية وطُرقها الثلاثة على مجموعة من الاعتبارات النفسيّة والاجتماعية.

مفهوم التقبُّل

التقبُّل من المفاهيم التي عاصرت خدمة الفرد، وهو من المفاهيم الرَّاسِخة والثابتة التي تكرّرت واجتمعت عليها معظم الآراء، ولقد وضعت أساساته الأولى “ماري ريتشموند” حين دَعَت إلى احترام آدميّة الفرد وكرامته في وقتٍ لم يكنْ للفقير أو العاجز أي حقٍّ في هذا الاحترام، كما أنَّه تطوّر من مفهوم أخلاقي إلى مفهوم عِلاجي لعملية التعديل الذاتي نفسها، فتحولت فكرة الاحترام المُجرَّد إلى نوع من الحبِّ والقبول يُمهِّد لتربَة صالحةٍ لنمو العلاقة المهنية.

تعريف العلماء والباحثين لمبدأ التقبل:


1- تعريف بياستوك للتقبُّل: هو تقدير وقبول العميل وظروفِه، بحَسناته وعيوبه، بقواه وضَعفه، بمشاعره الإيجابية والسلبية، باتجاهاته البناءَة والهدّامة، فهو قبولٌ له كإنسان له قيمَته وله كرامته، ولا يعني ذلك قبولنا له على سلوكه اللأخلاقي وإنَّما يعني قبولاً للواقع كما هو الحسن منه والسيء.
2- تعريف فاطمة الحاروني: التقبُّل هو إظهار الأخصائي مشاعر الوِدّ والارتياح عند مُلاقاة العميل في موقع العمل المهني، وغالباً ما يستجيب العميل للأخصائي ويردُّ عليه بنفس المشاعر ويكون القبول مُتبادلاً.
3- تعريف أحمد السنهوري: التقبّل اتجاه الأخصائي نحو العميل كشخصية مُستقلة عن شخصيَته وعلى الأخصائي أنْ لا يُدخِلَ النواحي الذاتيّة الخاصّة به في الحكم على تصرفاتِ وانفعالات العميل.

عناصر التقبُّل:


1 – العنصر الإيجابي: فالعنصر الإيجابي للتقبُّل يُقصد به الجانب الإيجابي الوجداني الذي يَكمن في قبول الإنسان كفرد له قيمته وكرامته.

2- العنصر السلبي للتقبُّل: فيتمثل في عدم قبولنا للسلوك اللأخلاقي للعميل وعدم الموافقة على هذا السلوك.

الأهداف العلاجية التي يحققها مبدأ التقبُّل:


1 – تَخلُّص العميل من مشاعر الخجل والخوف.
2 – تخفيف شِدّة التوترات بدرجاتها المختلفة الناتجة عن مشاعر الغضب أو القلق أو الحساسية.
3 – يؤدِّي التقبُّل إلى بداية طيبة وجيدة لنمو العلاقة المهنية بين الأخصائي الاجتماعي والعميل.
4 – يُساعد مبدأ التقبُّل على قبول العميل لنفسه وثقته بها.

تقبّل الأخصائي الاجتماعي للعميل:


يقضي هذا المبدأ من الأخصائي الاجتماعي أنْ يتقبل العميل فرداً أو جماعة أو مجتمعاً محلياً كما هو وليس على الصورة التي يجب أنْ يكون عليها، بغض النظر عن خصائصه البيولوجية أو السيكولوجية أو الاجتماعية أو البيئية أو المادية، وبالتالي لا تتدخل الاعتبارات الشخصيّة أو الذاتية للأخصائي في الحكم على العميل.
ويكون تقبُّل الأخصائي الاجتماعي للعميل على النحو الآتي:
1 – احترام العميل لذاته.
2 – احترام ما يَصدر عنه من آراء.
3 – عدم التسرّع في إصدار الأحكام على سلوك العميل حتى يُمنَح فرصة كافية للتعبير عن نفسه.


وفي حقيقة الأمر .. إنَّ التقبُّل لا ينبغي أنْ يكون من طرف واحد إذ يجب من ناحية أخرى أنْ يتم قبول العميل للأخصائي، وعلى الأخصائي الاستمرار في العلاقة المهنية بطريقة تساعد العميل على علاج مشكلته.

أساليب تطبيق مبدأ التقبّل ودور الأخصائي الاجتماعي:


1 – أنْ يفهم الأخصائي الاجتماعي بأنَّ النقائض الموجودة عند العميل هي بمثابة الأعراض الدالّة على مشكلته.
2 – أنْ يُؤمِن الأخصائي الاجتماعي بأنَّ لكل إنسان قدرات وإمكانيات قابِلة للاستثمار والتطوير، فيعمل على استثمارها وخَلق الحافز لدى العميل لاستغلالها والاستفادة منها.
3 – أنْ يتقبل العميل كشخصية مختلفة تماماً عن شخصيته، وأنْ يُدرك أنَّ لكل عميل ميولاً واستعدادات تختلف عنه ورغباته وخبراته واتجاهاته.
4 – أنْ يهتم الأخصائي الاجتماعي بعملائه ولا يُميّز بينهم في درجة الاهتمام.
5 – أنْ يتجنَّب الحُكم السريع على العملاء.
6 – أنْ يستمع الأخصائي الاجتماعي للعميل باهتمام ويَمنَحه الفرصة الكافية للتعبير عن نفسه.
7 – أنْ يكون مظهر الأخصائي الاجتماعي لائقاً لا يثير في العملاء عوامل الاحتقار أو الشعور بالدونيّة.
أمّا فيما يتعلق بالعمل مع الجماعات فإنَّ الأخصائي الاجتماعي يتقبَّل أفراد الجماعة التي يعمل معها على ما هُم عليه من خصائص إيجابيه أو سلبية، فعليه أنْ يتقبل تقاليدهم وقيَمهم ومعايير سلوكهم، وإذا كان الأخصائي لا يُقِرُّ ببعض مظاهر سلوكهم فليس معنى ذلك أنْ يُلغي قبوله لهؤلاء الأفراد، فهو بناءً على معارفه وخبراته يستطيع أنْ يُفسِّر بعض مظاهر السلوك غير السَّوي ويردُّها إلى أصولها.
ويُعبّر الأخصائي عن تقبله لأفراد الجماعة بطرق مختلفة منها:
1 – مساعدة الأفراد على التعبير عن مشاعرهم العِدائية بطريقة مقبولة اجتماعياً من خلال النشاط الجماعي.
2 – تقديم المكافآت الرمزية للأفراد الذين يقومون بدورٍ فعّال في حياة الجماعة.
3 – تقديرالأخصائي لمشاعر العملاء وتقاليدهم الاجتماعية حتى لو اختلفت عن مشاعره وتقاليده.

معوقات تطبيق مبدأ التقبل في الخدمة الاجتماعية:


1 – معوقات من جانب العميل.
2 – معوقات من جانب الأخصائي الاجتماعي.
3 – معوقات من جانب المؤسَّسة الاجتماعية.


شارك المقالة: